ملخص: يمكن للطبيب العام أو الطبيب النفسي فقط تشخيص اضطراب القلق بالاعتماد على الأعراض والتاريخ العائلي الطبي للمريض؛ لكن التقدم العلمي قد يسمح قريباً لمختصي الرعاية الصحية باستخدام أداة تشخيصية جديدة في هذا الخصوص؛ إذ طور باحثون أميركيون اختبار دم يسمح بالكشف عن القلق، وفيما يلي تفاصيل هذا الاكتشاف.
بات بإمكاننا الآن أن نحدد بدقة مدى استعداد الشخص الجيني والكيميائي الحيوي للإصابة باضطرابات القلق، ومع تقدم العلم، فقد ظهرت أداة تشخيصية جديدة في هذا الخصوص: اختبار الدم للكشف عن القلق.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية؛ فقد كان ثمة 301 مليون شخص مصابين باضطرابات القلق في عام 2019، ويشير هذا الرقم الكبير إلى أهمية تشخيص هذه الاضطرابات وإدارتها.
يمكن للطبيب العام أو الطبيب النفسي فقط تشخيص اضطراب القلق بالاعتماد على الأعراض والتاريخ العائلي الطبي للمريض؛ لكن التقدم العلمي قد يسمح قريباً لمختصي الرعاية الصحية باستخدام أداة تشخيصية جديدة في هذا الخصوص، إذ طور باحثون أميركيون اختبار دم يسمح بالكشف عن القلق، وذلك وفقاً لبحثهم الذي نُشر بتاريخ 7 مارس/آذار 2023 في الدورية العلمية المتخصصة موليكيولار سايكاتري (Molecular Psychiatry)، فمن خلال أخذ عينة دم من الشخص وفحصها، سيتمكن الأطباء الآن من التنبؤ باحتمال إصابته باضطراب القلق ووصف العلاجات الدوائية والنفسية الأنسب له.
يمكن الكشف عن مستوى القلق وفعالية الأدوية أيضاً
لتطوير هذا الاكتشاف الواعد؛ حلل الباحثون مجموعة من عينات الدم لمرضى متطوعين يخضعون إلى العلاج في مستشفى للأمراض النفسية، وجددوا التجربة كل 3 إلى 6 أشهر لتحليل المؤشرات الحيوية في الدم بدقة وتحديد مستوى القلق لدى كل مريض.
أجرى الباحثون أيضاً خلال هذه الفحوصات تقييماً لفعالية الأدوية المعطاة، بناءً على الأساس البيولوجي للشخصية لدى كل مشارك. ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة ألكسندر نيكولسكو (Alexander Niculescu): "بالإضافة إلى الأدوية، ثمة طرائق أخرى لعلاج اضطراب القلق مثل العلاج السلوكي المعرفي أو تغيير نمط الحياة".
ويتابع: "ولكن وجود أداة موضوعية مثل هذه يمكّننا من معرفة شدة قلق الشخص حالياً، ومدى إمكانية تطوره في المستقبل، وتحديد خيارات العلاج التي تناسبه، وذلك كله سيسهم على نحو فعال في مساعدة الناس".
آمال كبيرة معلقة على نجاح الأداة
يُعد التشخيص المبكر خطوة مهمة جداً فيما يخص العناية بالصحة النفسية للأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق؛ ومن ثَمّ يمكن لهذه الأداة توقُّع العلاج الملائم لكل شخص وفقاً للباحثين.
ويقول الأستاذ نيكوليسكو: "ثمة أشخاص يعانون القلق ولم تُشخَّص حالاتهم على نحو صحيح، ثم يصابون بنوبات هلع فيعتقدون أنهم أُصيبوا بنوبة قلبية وينتهي بهم الأمر في غرف الطوارئ وهم يعانون مختلف الأعراض الجسدية دون أن يعرفوا السبب". ويتابع: "إذا تمكّنّا من تشخيص الحالة أسرع، يمكن أن نجنِّب مَن يعانون اضطرابات القلق هذه المعاناة وأن نقدم العلاج الملائم لحالة كل منهم".
بناءً على هذا الاكتشاف، يأمل الأستاذ نيكوليسكو أن يُستخدم هذا الاختبار الجديد جنباً إلى جنب مع اختبارات الدم الأخرى التي طورتها فرقه؛ ما يوفر رؤية شاملةً أكثر للصحة النفسية للمريض وقدرة على التنبؤ بمدى إمكانية إصابته باضطرابات نفسية، ويمكن للباحثين في النهاية استخدام هذه الأداة لتطوير علاجات جديدة لاضطراب القلق، ستكون مرتكزة أكثر على المؤشرات الحيوية للمرضى.
وإلى أن يصبح هذا الاختبار في المتناول، ثمة العديد من الأساليب العلاجية لتهدئة القلق؛ مثل السوفرولوجيا والعلاج المعرفي السلوكي وتأمل اليقظة الذهنية، ولكل منها نهج خاص؛ لذا من الضروري استشارة مختص لتحدد العلاج الأنسب لك.