الحب أساس متين يقوم عليه الزواج؛ ولكنه غير كافٍ! تقول الكاتبة الأميركية ومؤلفة كتاب "تاريخ الزواج: كيف استحال الحب أساساً للزواج" (Marriage, A History: How Love Conquered Marriage) الصادر عام 2005، ستيفاني كونتز (Stephanie Coontz): "دائماً ما يقع الناس في الحب، وعلى مر العصور، أحب العديد من الأزواج بعضهم بعضاً بشدة؛ ولكن نادراً ما كان يُنظر إلى الحب على أنه السبب الرئيس للزواج".
قد تصعّب علينا الحياة اليومية، بأعبائها ومسؤولياتها وضغوطها، بذل المزيد من الجهد للحفاظ على الزواج، وبخاصةٍ إذا مرّ بمرحلة من المشكلات المستمرة التي توحي باستحالة إنقاذ العلاقة الزوجية.
لا تفقد الأمل إذا مرّت علاقتك الزوجية، لا قدَّر الله، ببعض الظروف الصعبة. ولكن احذر، فحتى لو كانت هذه التقلّبات جزءاً من مسار أي علاقة، فإن بعضها قد يطول أحياناً. وعندما ينقطع الحوار بين الزوجين وتتكرر المشكلات نفسها باستمرار ولا يظهر أي حل في الأفق، فمن الممكن اللجوء إلى العلاج النفسي.
يُنصح بالعلاج النفسي للأزواج من أجل السماح لشخص ثالث بالتدخل في العلاقة، ولا يكون هذا العلاج مفيداً فقط لإحياء العلاقة بين الزوجين؛ بل حتّى من أجل مناقشة خيار الانفصال بهدوء. توضح المختصة في الطب النفسي السريري، كلير بونتان(Claire Petin): "إن اللجوء إلى معالج نفسي لكلا الزوجين يمكن أن يسمح بتوضيح ما جرى بينهما، وتجنّب تكرار الأسباب ذاتها التي تُنتج الآثار نفسها"؛ لكنها تؤكد أيضاً إن اللجوء إلى هذا العلاج لا يستدعي انتظار تفاقم الخلافات والمشارفة على القطيعة.
وعلى الرغم من أن العلاج يبدو أحياناً آخر حل لإنقاذ العلاقة الزوجية قبل الانفصال، فإن بعض الإشارات يمكن أن يشجع على الاستشارة قبل فوات الأوان.
12 إشارة تؤكد أن الوقت قد حان للجوء إلى العلاج النفسي
تحرص المعالجة النفسية بريا هاربول (Priya Harpaul) على التذكير: "بعدم وجود علاقة زوجية مثالية". لكن عندما يصبح مستقبل هذه العلاقة في خطر فإن العلاج النفسي المخصص للأزواج متوفر لحل بعض الخلافات. وتؤكد هاربول: "يمكن للعلاج المخصص للأزواج أن يحسن التواصل والثقة والعلاقة الحميمية وشعور الارتباط بينهما".
وتحصر المعالجة النفسية في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، قائمة الإشارات التي تمثل إنذاراً يجب أن يدفع الزوجين إلى العلاج النفسي؛ وهي:
- إذا كانا يجدان صعوبة في تبادل الثقة.
- إذا كانا ما يزالان مستاءَين من مشكلات قديمة حدثت بينهما.
- إذا كانا يتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الخطأ أو ذاك.
- إذا كانت لديهما مشكلات في التواصل.
- إذا كان الحوار بينهما يؤدي باستمرار إلى المواجهة بدلاً من التواصل والبحث عن الحلّ.
- إذا كان أحدهما يزعج الآخر باستمرار.
- إذا كانا يشعران بعدم الانسجام.
- إذا كانا غير مرتاحين في العلاقة.
- إذا كانا لا يُرضيان حاجاتهما ولا يشعران بالسعادة أبداً.
- إذا كانا يجدان صعوبة في التعبير عن حاجاتهما.
- إذا كانا يشعران أن الوضع يزداد سوءاً بعد مناقشة بعض المشكلات.
- إذا كانا يشعران بالتباعد العاطفي.
وختاماً، لا تخجل من العلاج النفسي، فقد يكون الوسيلة الأخيرة لإنقاذ العلاقة الزوجية عندما تفقد أنت وزوجتك القدرة على التواصل مع بعضكما بعضاً. وحتى لو لم يستطع المختص النفسي أن يوصلكما إلى نقطة مشتركة، فإنه سيجعل عملية الانفصال أكثر هدوءاً. .