3 أغذية ستساعدك على تحسين حالتك المزاجية

2 دقيقة
الميكروبات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

مخلص: في كثير من الأحيان تشعر بأنك منزعج دون سبب واضح أو محدد. وتحس أن معنوياتك متدنية جداً وربّما لامست حدود الشعور بالاكتئاب دون تفسير مقنع لحالتك. قد يكون السبب عضواً غير متوقع في جهازك الهضمي. إنها أمعاؤك التي تحتضن سراً من أسرار هدوئك أو توترك إذا استوعبته فقد تساعد نفسك من خلال تحسين تغذيتك وتغيير نمط أطعمتك. تعرّف إذاً إلى العلاقة بين أمعائك وحالتك المزاجية في المقال التالي.

ألا تلاحظ في بعض الأيام أنّك لا تكون على ما يرام دون سبب واضح؟ تبدأ نهارك مثلاً بغضب شديد بسبب تعطّل آلة تحضير القهوة أو التعثر في الدرج أو نسيان مظلتك في يوم ماطر، فتسقط باختصار في حالة مزاجية كئيبة. تخيل أن سبب هذه الحالة المزاجية السيئة قد يكون هو البكتيريا الهضمية التي في أمعائك. لذا؛ يزداد اهتمام العلماء في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS) والمعهد الوطني للبحوث الطبية التطبيقية (INSERM) بالارتباط القائم بين ميكروباتنا الهضمية وعواطفنا وظهور أمراض نفسية مثل الاكتئاب.

تحتوي الأمعاء على مئات المليارات من الأجسام المجهرية التي تعادل كميتها الخلايا المكوِّنة لأجسامنا. تشكل هذه التركيبة البكتيرية التي تضم الفيروسات والطفيليات والفطريات ميكروباتنا الهضمية أو النبيت الجرثومي المعوي.

لكلّ منّا ميكروبات معوية خاصة

هناك آلاف الأنواع المختلفة من هذه الميكروبات، ويمتلك كلّ فرد 160 نوعاً منها في المتوسط. تشمل الميكروبات المشتركة بين الناس جميعاً 20 نوعاً، وهناك 50 نوعاً تتفاوت نسبتها من شخص إلى آخر، بينما تمثل الأنواع المتبقية ميكروبات خاصة تميّز كلّ فرد على حدة.

يمتلك كلّ فرد إذاً نبيته المعوي الشخصي. تتشكل هذه البيئة البيولوجية الخاصة منذ الولادة، إذ يتزود الرضيع بأول أجسامه البكتيرية من والدته خلال عملية الولادة عبر النبيت الموجود في الرحم. تحتاج هذه البكتيريا إلى بعض الوقت كي تستقر في أمعاء الرضيع وتواصل نموها خلال مرحلة تنويع الأغذية التي يتناولها. ثم تستقر هذه التركيبة المتنوعة لاحقاً. وعندما تحدث بعض التغييرات في نمط العيش مثل تنويع الأغذية أو تقليل النشاط البدني أو نقص النوم تتغير هذه الميكروبات المعوية.

على سبيل المثال أظهرت تجربة تعريض الفئران إلى توتر مزمن انخفاضاً كبيراً في كمية بعض أنواع البكتيريا، لأنّها تصبح عاجزة عن إنتاج جزيئات الكانابينويد الدهنية، التي تعَدّ نواقل عصبية رجوعية. وكشفت التجربة اختفاء هذه الجزيئات في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم الذكريات والعواطف، ولا سيّما في منطقة الحصين. وقد اتضح أن عواطف هذه الفئران فقدت تنظيمها بسبب غياب هذه الجزيئات، وهو الأمر الذي أدّى إلى شعورها بالاكتئاب.

كما لوحظ أيضاً ظهور تغيّر في الميكروبات المعوية أو حدوث اختلال معوي يُعرف باسم "دايزبيوزيس" لدى الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب. وقد مكّنت إعادة التوازن المعوي بفضل تناول المعينات الحيوية الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب من استعادة التنظيم العاطفي الطبيعي.

3 أغذية تساعد على تحسين الحالة المزاجية

قبل السقوط في حالة اكتئاب من الأفضل أن يساعد المرء نفسه من خلال تغذيته كي يتمتع بحالة مزاجية جيدة. إليك إذاً بعض الأغذية التي يمكن أن تحافظ على تنوع ميكروباتك المعوية واستمرار نشاطها:

1. الأغذية المخمرة: يمكن مثلاً تناول بعض أنواع الألبان المخمرة مثل الحليب الرائب أو لبن الكفير، أو الملفوف المخمر أو طبق الكيمتشي الكوري أو الاكتفاء بكأس زبادي طبيعي. هذه الأطعمة تحافظ على وفرة بكتيريا العصيات اللبنية.

2. الأطعمة الغنية بالمعينات الحيوية: مثل الخرشوف أو الثوم أو الهليون أو حبوب الشعير أو الجاودار. وهي أغذية تعزز نمو الميكروبات المعوية.

3. أغذية البوليفينول: إنها جزيئات معقدة تنتجها النباتات لحماية نفسها من الاعتداءات المختلفة في الطبيعة. يساعد دورها المضاد للأكسدة على الوقاية من أمراض القلب والشرايين، ويعزّز نمو الميكروبات المعوية التي تحمي من سرطان الجهاز الهضمي (سرطان المعدة أو القولون أو غير ذلك).

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي