ملخص: ينقل بعض الناس هموم العمل ومشكلاته إلى البيت من خلال حديثه المتواصل مع شريك حياته عن يومياته في المكتب أو مع مديره أو موظفيه. هذا السلوك يمكن أن يسمّم الأجواء العائلية إذا تكرّر وتحوّل إلى عادة يومية. إذا كنت تحدّث شريكك يومياً عن عملك وتقلّبات يومك فعليك أن تقرأ هذا المقال كي تأخذ الحيطة والحذر اللازمين. أن تروي لشريك حياتك ما يحدث لك في العمل كل يوم ليس فكرة جيدة دائماً.
محتويات المقال
بعد يوم من العمل من الطبيعي أن تشعر بالحاجة إلى تشارك بعض الأحداث مع شريك حياتك. لكن إلى أيّ حدّ يمكنك أن تبوح له بيومياتك المهنية؟ وهل يجب أن تروي ما يحدث لك كلّه؟ إنها مسألة خلافية بين الكثير من الأزواج.
سرد يوميات العمل لكن دون مبالغة
وفقاً لدراسة نُشرت في منتدى علم النفس المعاصر (Current Psychology) سنة 2022 فإن الحديث عن العمل مع الشريك يمكن أن يقوّي العلاقة بين الطرفين. فالتحدث مع الشريك عن تقلّبات يوم العمل يمكن أن يخلق مستوىً عالياً من الرضا عن العلاقة لدى الزوجين ويحسّن الارتباط العاطفي بينهما. فالعمل يحتلّ حيزاً كبيراً من حياتنا لذا فإن تشارك أحداثه مع شريك الحياة يمكن أن يسمح لهذا باستيعاب ما نعيشه في يومياتنا.
توضح المعالجة النفسية كاماين كور (Kamayn Kaur) في تصريح لموقع ستايلست (Stylist) أن سرد يوميات العمل لشريك الحياة وسيلة للتحرّر من العواطف المكبوتة وتعزيز الارتباط بالطرف الآخر. إنه طريقة لإشراك الآخر في عالمنا المهني ومن ثمّ تعزيز التفاهم المتبادل.
في المقابل فإن المبالغة في الحديث عن العمل ستجعل حوارك مع شريكك يقتصر على تكرار إحباطاتك ومخاوفك المهنية. لذا تحذّر كاماين كور من ذلك قائلة: "يجب أن نسرد ما يحدث معنا باعتدال". إذا ركّزتْ أغلب أحاديثك مع شريكك على العمل وحده، فهذا يمكن أن يضرّ بجوانب أخرى من العلاقة، لأن دور شريكك لا يقتصر على امتصاص عواطفك السلبية. ومع تكرّر هذا السلوك فإنه قد يخلّف مشاعر الاستياء والمرارة، وهو الأمر الذي يهدد الانسجام بينكما.
الأزواج والعمل
يكمن الحلّ في اختيار التوقيت المناسب للمحادثات وطبيعة موضوعاتها. ومن الأفضل ترك المحادثات المتعلقة بالعمل تأتي تلقائياً خلال إعداد طعام العشاء على سبيل المثال. تسمح لحظة الاستراحة هذه بإجراء حوارات عفوية تخفف الطابع المحبط للمحادثة المركّزة فقط على العمل.
وقد تؤدي كثرة الحديث في البيت عن التوتر في العمل مثلاً إلى تسميم الأجواء العائلية التي تعيش فيها. وإذا كنت لا تستطيع فكّ ارتباطك بالعمل بعد العودة إلى البيت فإن التوتر والإحباط قد يسيطران على حياتك الشخصية ويؤدّيان إلى اضطراب توازنك العاطفي.