مع كثرة المسؤوليات والالتزامات، فقد يؤثر كل من الروتين ورتابة الحياة اليومية سلباً حتى في أفضل العلاقات الزوجية؛ لكن دراسةً تمكنت من التوصل إلى الخطوة الأمثل التي يمكن للزوجين اتباعها لتجاوز ذلك وتجديد حياتهما وإحياء جذوة الشغف الأولي بينهما.
بمرور الوقت وسيطرة الروتين على الحياة الزوجية، قد يشعر الزوجان بأن الشغف الذي كان يجمعهما في الأشهر الأولى من العلاقة يتلاشى ومن ثم فإن شعور أحد الطرفين أو كليهما بالملل من هذا الوضع والرغبة في التجديد قد يؤدي إلى انتهاء العلاقة بالانفصال. ولتلافي ذلك التأثير السلبي الرَّتيب؛ بحثت دراسة أميركية في الطريقة الأمثل لتعزيز الرابطة الزوجية وإحياء الشغف بين طرفيها وخلص الباحثون إلى ما سنعرضه لكم في السطور التالية.
وضع أهداف فردية ومشتركة جديدة يعزز العلاقة ويجدد الشغف
العلاقات الأكثر إرضاءً وطويلة الأمد هي تلك التي تجمع بين العاطفة والرفقة بين الزوجين، فالزواج أن تعيش برفقة شريكك في تفاصيل حياتك جميعها وتتوق إلى قضاء مزيد من الوقت معه حتى عندما تختفي شرارة البدايات. وعندما لا يحاول الزوجان إدخال تجديد على حياتهما المشتركة فإن الروتين ورتابة الحياة اليومية قد يلتهمانها، ولا يتطلب تفادي ذلك والحفاظ على جذوة الشغف بين الزوجين بذل جهد كبير بل خطوات بسيطة جداً.
درس باحثون أميركيون من جامعة نورث ويسترن (North Western University) الأمر وتمكنوا من تحديد العنصر الأهم في تجديد الحياة الزوجية. وتؤكد الدراسة إن حتى العلاقات الزوجية المبنية على أسس صحيحة هي عرضة للروتين الخانق، ولذلك فإن على الزوجين الحفاظ على هذه الأسس مع إنشاء روابط محفزة جديدة بينهما تزيد رضاهما عن العلاقة وشعورهما بالأمان فيها وأبرزها وضع أهداف جديدة فردية ومشتركة. فوفقاً للنتائج المنشورة في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية (Journal of Social and Personal Relationships) في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021؛ يعزز وجود أهداف فردية ومشتركة بين طرفي العلاقة الرابطة بينهما ويجدّدها باستمرار.
كيف تعزز الأهداف الجديدة الرابطة الزوجية؟
لكلٍّ منا أهدافه الفردية في الحياة؛ ولكن حتى تلك تتغير وتتطور مع تقدمنا في العمر، فما بالك بأهدافنا المشتركة في العلاقات؟ نحنا دائماً بحاجة إلى هدفٍ جديد نسعى إليه لكن ما تفسير ذلك؟ وفقاً للباحثين؛ يحفز وجود أهداف فردية ومشتركة الزوجين على استثمار وقت وجهد أكبر لضمان استمرار العلاقة ونجاحها فيسعى كل منهما إلى تنمية ذاته والعلاقة ككل في آنٍ معاً.
ومن ثم فإن روح العزيمة هذه وشعور الطرفين بمعنى وجودهما يمنحهما قدرةً أكبر على إدارة الصعوبات المستقبلية المحتملة، سواء كانت تتعلق بعلاقتهما أو بالأمور المالية مثلاً، بطريقة أفضل. وأخيراً أثبتت دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (Journal of the American Medical Association. JAMA) في مايو/ أيار عام 2019 أن وجود أهداف في حياتك لا يحافظ على علاقتك الزوجية فقط بل على صحتك العقلية أيضاً.