“أحن إلى صوت أمي”: دراسة تؤكد تأثير صوت الأم في تحسين المزاج وتخفيف التوتر

1 دقيقة
التحدث إلى والدتك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

نمر جميعاً بأيام محبطة لا يسير فيها أي شيء على ما يرام، ونضيق ذرعاً بالمشكلات التي تواجهنا، فيرى الواحد منا نفسه يعبر لا شعورياً عن هذا الضيق قائلاً: "ساعديني يا أمي!". وبالفعل، خلص باحثون من جامعة ويسكونسن إلى أن التحدث إلى والدتك في هذه الأوقات العصيبة هو أفضل ما يمكنك فعله لتحسين حالتك النفسية.

هل تتصل بوالدتك بما يكفي؟ يتوق الآباء والأمهات إلى التواصل مع أبنائهم والحصول على حبهم. قد يمنعك نمط حياتك الذي يتسم بالانشغال الدائم من التواصل مع والديك على الدوام ومنحهم ما يكفي من الحب، وعلى الرغم من ذلك، يوضح العلماء أن هذا التواصل مفيد لك قبل كل شيء. لا تبحث عن طرائق صعبة للتخلص من التوتر الذي يصيبك خلال مواجهة مصاعب الحياة اليومية؛ كل ما عليك فعله هو الاتصال بوالدتك.

التحدث إلى والدتك يخفف توترك

أجرى فريق من جامعة ويسكونسن ماديسون (University of Wisconsin-Madison) دراسة في عام 2012 حول هذا الموضوع، بغية اكتشاف أفضل طريقة للتواصل مع الأم، ومن خلال تحليل اللقاءات الشخصية والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية، توصلوا إلى نتيجة مثيرة للاهتمام.

أظهرت الدراسة أنه بعد التعرض إلى موقف مثير للتوتر مدة 15 دقيقة، فقد ارتفعت مستويات هرمون الأوكسيتوسين (هرمون السعادة) أكثر لدى الأشخاص الذين يتحدثون إلى أمهاتهم وجهاً لوجه أو عبر المكالمات الهاتفية، وقد انخفضت لديهم مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) مقارنة بأولئك الذين لم يسمعوا أصوات أمهاتهم؛ ومن ثم هناك تأثير مثبت علمياً يجعلنا ندرك أهمية التحدث إلى أمهاتنا.

تحدث إلى والدتك هاتفياً وليس عبر الرسائل النصية

وقال العلماء إن الأطفال الذين اتصلت بهم أمهاتهم خلال الدراسة التي أجراها باحثون أميركيون أظهرو الاستجابة الهرمونية ذاتها التي أظهرتها الفتيات اللواتي تلقين عناقاً. ولذلك؛ فإن لصوت الأم تأثيراً استثنائياً في الحالة النفسية للمرء لأنه يؤدي إلى انخفاض حقيقي في هرمون التوتر وزيادة في هرمون السعادة، وهذا التأثير لا يتحقق من خلال تبادل الرسائل النصية، فالكلام النصي ليس له تأثير علمي مثبت في تخفيف التوتر؛ ومن ثم فإن الاتصال بوالدتك هو الوسيلة الفعالة التي ستحسن حالتك النفسية عندما تواجه موقفاً عصيباً أو تكون في حالة مزاجية سيئة. لا توضح الدراسة إذا كان للرسائل الصوتية الفورية التأثير ذاته؛ لكن المؤكد هو أن صوت والدتك سيخلصك من التوتر والحالة المزاجية السيئة. لذا؛ اجعل الاتصال بها عادة أساسية في حياتك.