ملخص: إذا كنت شخصاً طموحاً وتميل إلى السعي نحو أهدافك بمفردك، فقد يكون من الأفضل أن تراجع هذا النهج وتفكّر في العمل الثنائي. وإذا كنت مرتبطاً في إطار علاقة زوجية، فربّما قد حان الوقت كي تحرص على تنسيق أهدافك مع شريكة حياتك. هذا ما خلُصت إليه دراسة حديثة أبرزت أهمية توظيف العلاقة الزوجية في تحقيق الأهداف المستقبلية.
محتويات المقال
كيف تؤثر العلاقة الزوجية في تحقيق الأهداف الشخصية؟
عندما تشرع في التفكير بمستقبلك ترتسم أمامك بعض الأهداف؛ فتحاول مثلاً أن تتطوّر في مسارك المهني أو الشخصي. ولتحقيق هذه الرؤية، يحدّد بعض الناس أحياناً أهدافاً على المدى البعيد أو القريب. وسواء تعلّق الأمر بشراء شقة أو السفر في رحلة أو إنجاب طفل أو الحصول على وظيفة أحلامك، فإن تحديد الهدف يسمح لك بالتركيز على تحقيقه.
وإذا كان بعض الناس يسعى إلى تحقيق أهدافه تدريجياً فإن بعضهم سيفعل كلّ ما في وسعه من أجل تحقيقها في أسرع وقت ممكن. لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ اهتمّت دراسة حديثة نُشرت في الدورية الدولية لعلم النفس الإيجابي التطبيقي (International Journal of Applied Positive Psychology) بتأثير العلاقة الزوجية في تحقيق الأهداف الشخصية.
دراسة: الأهداف المشتركة تحقق نسبة إنجاز أعلى
يقول الباحثون: "يؤثّر السعي إلى تحقيق الأهداف في طريقة عيش الناس، ويزيد التقدّم في تحقيق الأهداف الشخصية أو بلوغها رفاهة الفرد". وإذا كانت أهداف الحياة فردية في الغالب، فمن الممكن التعامل معها أيضاً في إطار علاقة زوجية. وظّف الباحثون لإنجاز هذه الدراسة 215 زوجاً من هنغاريا، يصل متوسط أعمارهم إلى 40 عاماً ويعيشون معاً منذ 17 عاماً على الأقل. كان على كلّ مشارك أن يحدّد قائمة الأهداف المهمة على المستوى الشخصي. وانتقى المشاركون المشروعات الأربعة الأكثر أهميةً من هذه القائمة، وقيّموا الاحتياجات الفردية والثنائية اللازمة لتحقيقها.
بالموازاة مع ذلك، قيّم المشاركون أيضاً الطريقة التي ينسقون من خلالها هم وأزواجهم الجهود والموارد لتحقيق هذه المشروعات، وأخذت هذه الجهود المشتركة بعين الاعتبار سلوكيات التواصل والتعاون والدّعم العاطفي. وبعد عام، عاد المشاركون إلى تقييم التقدم المحقّق، وكذلك فقد أجابوا في بداية هذه الدراسة ونهايتها عن أسئلة استقصاء حول موضوع الرضا عن حياتهم.
مكّنت نتائج هذه الدراسة من تأكيد خلاصة مفادها أن الأزواج الذين نسّقوا أهدافهم أكثر كانوا أكثر ميلاً إلى تحقيقها، وبلغ الأزواج الذين حقّقوا أهدافهم مستويات عالية من الرضا عن حياتهم. في المقابل، لم يكن الأزواج الذين نسّقوا أهدافهم راضين بالضرورة عن حياتهم؛ إذ يبدو من الأهمية بمكان أن تحقُّق الأهداف هو الذي يؤثّر في مسألة الرضا الشامل عن الحياة. وتسمح هذه الدراسة بإبراز أهمية الأهداف المشتركة في إطار العلاقة الزوجية وآثارها الإيجابية في الصحة النفسية عندما تتحقّق.