ملخص: لم يعد سراً أن ممارسة الرياضة والنشاط البدني يمكن أن يفيدا جسدك مثلما يمكنهما أن يفيدا نفسيتك، ويبدو أنه ثمة رياضتان لهما أثر خاص في المجال العلاجي.
جميعنا معرّضون للضغط النفسي والتوتر، وحتى الاكتئاب، وبينما تكون ممارسة الرياضة آخر شيء قد نفكر فيه في ظل تلك الظروف، فإنها في الحقيقة قد تكون من أهم العوامل التي تنتشلنا مما نحن فيه، ويهتم المقال التالي بأثر ممارسة رياضتَيّ المشي وركوب الأمواج تحديداً في تخفيف أعراض الاكتئاب.
ممارسة الرياضة للتخفيف من أعراض الاكتئاب
ثمة أسباب كثيرة قد تدفعك إلى الالتزام بنشاط رياضي مثل تحقيق الصفاء الذهني والاسترخاء والاستمتاع بوقتك، بالنظر إلى أن النشاط البدني يتميز بالعديد من الإيجابيات؛ إذ إنه يمكّنك من العناية بصحة قلبك، والتخفيف من بعض الآلام، والحفاظ على صحة المفاصل، وخفض حجم الكتلة الذهنية في الجسم، وزيادة الكتلة العضلية.
وتمثل الرياضة وسيلة مفيدة في مجال الصحة العقلية للأشخاص الذين يعانون التوتر والقلق واضطرابات النوم؛ حيث أظهرت عدة دراسات أن ممارسة الرياضة لمدة تتراوح ما بين 15 و20 دقيقة في اليوم يمكن أن تحقق العديد من الفوائد. وكذلك، اهتم باحثون من المركز الطبي الأميركي (Naval Medical Center) بمدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا بانعكاسات رياضتين بالضبط على أعراض الاكتئاب.
اقرأ أيضاً: كيف تجعلك ممارسة الرياضة سعيداً؟
ركوب الأمواج والمشي يعززان الصحة النفسية
درس الباحثون انعكاسات رياضة ركوب الأمواج والمشي على الصحة النفسية للجنود الأميركيين الذين يعانون الاضطرابات الرئيسة للاكتئاب في أثناء الخدمة، وانقسم 96 مشاركاً في هذه الدراسة إلى مجموعتين؛ تمارس الأولى رياضة المشي في الطبيعة والثانية رياضة ركوب الأمواج.
مارس هؤلاء المشاركون 6 حصص رياضية أسبوعية متتالية تتراوح مدتها ما بين 3 إلى 4 ساعات، وقد خضعوا جميعاً لتقييم قبل انطلاق هذا البرنامج الرياضي وبعد نهايته، ثم لتقييم آخر بعد نهايته بـ 3 أشهر، وتقييم آخر في أثناء كل حصة رياضية. وبالإضافة إلى ذلك، استفاد المشاركون الذين يمارسون رياضة ركوب الأمواج من جلسات اليوغا قبل كل حصة رياضية.
وأظهرت النتائج أن أعراض الاكتئاب تراجعت كثيراً لدى المجموعتين بمرور الحصص الرياضية؛ كما أظهر المشاركون الذين حضروا أكبر عدد من الحصص الرياضية أعراضاً أقل حدة من الآخرين في المتوسط بعد انتهاء الدراسة. وأصبح المشاركون الذين مارسوا رياضة ركوب الأمواج أكثر قدرة على استئناف حيواتهم الاجتماعية الطبيعية بعد 3 أشهر من نهاية الدراسة،
واستمر تراجع أعراض الاكتئاب بالنسبة إلى المجموعتين معاً بعد 3 أشهر من نهاية هذا العلاج. وأكد موقع "ساي بوست" (PsyPost) أن هذا التحسّن لم يكن ناتجاً من الأدوية التي تناولها المشاركون خلال فترة هذا العلاج أو من أنظمة علاجية أخرى متّبعة. وإذا كان من الضروري أن تُجرى هذه التجارب على أشخاص مدنيين أيضاً، فإنها تقدم على الأقل نظرة إلى أهمية الأنشطة الرياضية في مجال علاج الاكتئاب.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى نوع جديد من الرياضة للروح والجسد.