دراسة استمرت 50 عاماً تكشف ما الذي يمكن أن تفعله العزلة بعقلك

2 دقائق
العزلة الاجتماعية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: العزلة الاجتماعية ظاهرت تنامت في مختلف أنحاء العالم بسبب الأزمات والظروف الاستثنائية من قبيل جائحة كوفيد-19؛ لكنّ اهتمام الباحثين بها بدأ منذ أكثر من 50 عاماً في دراسة نيوزيلندية تكشف عن وجود علاقة بين هذه الظاهرة وشيخوخة الدماغ، وإليك التفاصيل.

لماذا ارتفعت نسبة العزلة الاجتماعية مؤخراً؟

العلاقات الاجتماعية مهمة للصحة الجسدية والنفسية، وعلاوة على هذه الفوائد، فإن محيط الفرد يساعده على الحدّ من انعكاسات العزلة الاجتماعية.

في السنوات الأخيرة، أصبحت ظاهرة العزلة الاجتماعية في قلب التحدّيات التي تواجه الصحة العامة أكثر من أيّ وقت مضى، وشعر الكثير من الناس بذلك بسبب الجائحة وفترات الحجر الصحي العديدة.

وقد لمست هذه الظاهرة أشخاصاً من الأعمار كلّها حُرموا من الروابط الاجتماعية لأسابيعَ؛ بل أشهر! ورصدت الدراسات الأولى التي اهتمت بواقع ما بعد الجائحة هذه الانعكاسات على الصحة النفسية؛ لكن إلى أيّ حدّ يمكن أن تؤثر العزلة في الحالة الصحية العامة للإنسان؟

هذا ما تساءل عنه الباحثون في دراسة نُشرت في يوليو/ تموز الأخير بمجلة سايكولوجيكال ميديسن (Psychological Medicine).

كيف تؤثر العزلة الاجتماعية في شيخوختك؟

للتوصّل إلى النتائج، جمع الباحثون بيانات دراسة "دنيدن المتعدّدة التخصصات حول الصحة والتنمية" (Dunedin Multidisciplinary Health and Development Study). وتتابع هذه الدراسة مجموعة مكونة من 1,037 طفلاً وُلدوا ما بين الفاتح من شهر أبريل/ نيسان من عام 1972 و31 مارس/ آذار من عام 1973 بمدينة دنيدن في نيوزيلندا. وخضع المشاركون لعمليات تقييم خلال حيواتهم بين سنَّيّ 5 و11 عاماً، وسنَّيّ 26 و38 عاماً.

وأجرت الدراسة متابعة لحالات العزلة الاجتماعية التي عاشوها وتقييماً لصحتهم الدماغية في سنّ 45 عاماً. وصُنّف المشاركون بناء على ذلك إلى 4 فئات: فئة لم تُعزل أبداً، وفئة عاشت العزلة خلال الطفولة، وفئة عاشت العزلة بعد سنّ الرشد فقط، وفئة عاشت العزلة خلال الطفولة وبعد سنّ الرشد.

لاحظ الباحثون أن الأفراد المنتمين إلى المجموعة التي عاشت العزلة في سنّ الرشد يتمتعون بعمر دماغي متوسط يفوق بمعدل 1.73 عاماً، نظيره في فئة المشاركين الذين لم يسبق لهم التعّرض للعزلة أبداً. يقول الباحث المشارك في تأليف الدراسة، روي لايي (Roy Lay-Yee) في تصريح لموقع ساي بوست (PsyPost): "الرسالة الأساسية المستخلَصة من هذه الدراسة هي أن الحفاظ على علاقات اجتماعية يمنحك صحة دماغية ووظائف معرفية أفضل على المدى البعيد، علاوة على فوائد صحية أخرى".

وفي المقابل، لم تسجّل الدراسة أيّ تأثير لعزلة الطفولة في العمر الدماغي. وعلّق لايي قائلاً: "يؤكد ذلك أن أوان تحسين العلاقات الاجتماعية لم يفت بعد". وقد تعني هذه النتائج أن عزلة البالغين لها تأثير في شيخوخة الدماغ؛ لكن من الضروري إنجاز دراسات إضافية للتأكد من وجود علاقة سببية بين الظاهرتين.

المحتوى محمي