ملخص: يمكن لأصدقاء المدرسة الثانوية أن يؤدوا دوراً مهماً في حياة المراهقين، وقد تساعد هذه الصداقات على الشعور بالقبول والانتماء وتنمي التعاطف، وتؤثر في الخيارات والسلوك والمواقف في تلك المرحلة. فما الذي يجعل أصدقاء الثانوية أصدقاء مدى العمر؟
الصداقات جزء أساسي من عيش حياة مُرضية، فإحاطة أنفسنا بالأشخاص الذين نستمتع معهم ممن يدعموننا ويحفزوننا لنكون أفضل يجعل حياتنا أكثر روعة. ومما لا شك فيه أن للصداقات القديمة نكهة لا تُنسى، فالصداقات الوثيقة الجيدة التي حصلنا عليها في الثانوية قد ساعدتنا على الشعور بالانتماء والتعاطف، وتلك الروابط الوثيقة معهم قد أثرت في خياراتنا وسلوكنا ومواقفنا.
في الواقع، لطالما أثر أصدقاء المرحلة الثانوية في قراراتنا مثلما أثر فينا آباؤنا، وهذا ما توصل إليه الباحث في العلوم التربوية ماهر موسى الشرافي (Maher Musa Alsharafi) من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في غزة، وذلك في دراسته التي نشرها في "مجلة الشرق الأوسط للعلوم التربوية والنفسية" (Middle East Journal of Educational and Psychological Sciences).
وعلى الرغم من مضي العديد من السنوات على تلك الفترة، وأننا تعرفنا على الكثير من الناس والأصدقاء لاحقاً؛ لكننا غالباً ما زلنا نشعر بأن أصدقاء الثانوية هم أصدقاء العمر، فلماذا؟
لماذا أصدقاء الثانوية هم أصدقاء العمر؟
وُجد أن للصداقات في الثانوية آثاراً طويلة الأمد في الصحة النفسية؛ حيث أشارت إحدى الدراسات التي نفذتها مجموعة من الباحثين النفسيين في جامعة فيرجينيا (University of Virginia) بقيادة راشيل نار (Rachel Narr)، والمنشورة في دورية نمو الطفل (Child Development)، إلى أن نوع الصداقات التي يكوّنها المراهقون قد يؤثر في صحتهم النفسية والعاطفية لاحقاً عند البلوغ، وأظهرت النتائج أن المراهقين الذين تمتعوا بصداقات وثيقة عالية الجودة، قد أظهروا إحساساً أعلى بتقدير الذات وقلقاً اجتماعياً أقل عند البلوغ.
وبناء على الدراسة، يعتقد الباحثون أن المراهقين الذين يختبرون صداقات قوية وحميمة يكبرون ليصبحوا أكثر ثقة بالنفس، وأنهم سيحظون بصداقات وتجارب داعمة أخرى مع تقدمهم في السن. لكن السؤال الآن هو: ما الذي يجعل أصدقاءك في الثانوية هم أصدقاء العمر الحقيقيين؟ إليك 10 أسباب لذلك.
10 أسباب تجعل أصدقاء الثانوية هم أصدقاء العمر
1. كبرتم معاً
بتنا نعلم اليوم أن مرحلة المراهقة من أجمل مراحل العمر وأكثرها اضطراباً؛ إذ إنها مليئة بالكثير من الهرمونات والمشاعر والعواطف المضطربة والنضال نحو الشخصية المستقلة وإثبات الذات، وأكثر من ذلك.
ووسط تلك الزوبعة كلها، كان أصدقاؤك يتعاملون ويعانون من ما تعاني منه وتتعامل معه. عشت معهم ذلك الوقت بحلوه ومره؛ نشأت معهم، استمتعتم إلى الموسيقا نفسها، شاهدتم الأفلام نفسها، تبادلتم الثياب والكتب والرسائل، تعودتم على بعضكم بعضاً. لذلك؛ لا بد وأنهم سيفهمونك تماماً، ولا عجب أن يغدوا أصدقاء حقيقيين مدى الحياة.
2. يمكنك الاعتماد عليهم دائماً
إن وجود صداقات قوية هو أمر مهم للعديد من الأسباب؛ إذ وبالاضافة إلى أنهم يجعلون الحياة أكثر متعة ويثرون تجاربنا اليومية، فهم يساعدوننا ويدعموننا في الأوقات الصعبة. فهل تذكر أنه ومهما كانت المشكلة التي تعاني منها، سواء كانت خطِرة أو سخيفة، فدائماً ما كنت تلجأ إليهم للحصول على حل؟ لقد كانوا على استعداد دائم لسماعك وتفهمك وإرشادك، أو حتى للقتال إلى جانبك إذا استدعى الأمر. لم تكن مضطراً للتعامل مع مشكلاتك وحيداً؛ لقد كانوا دائماً إلى جانبك.
3. تبادلتم الأسرار
لا شك في أنك كنت أكثر انفتاحاً لمشاركة الموضوعات الصعبة كلها وحتى أعمق أسرارك مع أصدقائك المقربين، ولا بد أنهم كانوا كذلك أيضاً؛ لم تكن لتشعر بالإحراج منهم ولم يكونوا ليحكموا عليك أو ينتقدوك أو يخونوا الثقة يوماً.
4. عاشوا معك قصص الحب الأولى
ألم يكن أصدقاؤك جزءاً من تفاصيل قصص الحب والإعجاب الأولى من نظرات ورسائل ولقاءات؟ لقد عاشوا معك كل ما مررت به، وتفهموا مشاعرك، ودعموك وساعدوك أيضاً على تخطي وجع القلب والانفصال الأول والتعامل مع تلك الأوقات العصيبة. لقد كانوا فعلاً نظام الدعم الأقوى.
5. الكثير من الذكريات للحديث عنها
"هل تذكر عندما"؟ تكفي هذه الجملة مع صديقك القديم حتى يستمر الحديث ساعات عديدة، فلا أجمل من إعادة تذكّر تلك القصص والذكريات كلها، والحديث والنقاش عما حدث لكل زميل في المدرسة. اليوم، وبغض النظر عن مقدار الوقت أو المسافة التي تفصل بينكما، فأنت دائماً ما تحاول العودة إلى ذلك الصديق للضحك على الأشياء الغبية التي فعلتماها. وفي كل مرة تتحدثان، يبدو وكأن الزمن يعود إلى الوراء وكأن شيئاً لم يتغير.
6. يعرفونك حتى الصميم
على الرغم من كل ما يحصل بعد تلك السنوات البعيدة، وكل الاصدقاء والمعارف الذين تحصل عليهم بعد ذلك؛ لكن يبقى فيك جانب لا يعلمه أحد عنك سوى رفاق تلك المرحلة، سواء كان نقاط قوتك أو ضعفك أو مخاوفك العميقة أو أحلامك وطموحاتك، أو حتى ذلك الجانب المجنون فيك؛ إنهم يعرفون كل شيء عنك.
7. عائلاتهم بمثابة عائلتك
لم تكن تشعر أنك غريب في منازلهم أبداً؛ بل كنت تشعر كأنك أحد أفراد العائلة ولديك حرية التصرف في المنزل وكأنك واحد منهم، حتى أن آباءهم يعاملونك معاملة أبنائهم نفسها، إن لم تكن أفضل!
8. يفهمونك بمجرد النظر إليك
لا يحتاج أصدقاء الثانوية إلى اللغة حتى يفهم بعضهم بعضاً، ففي كل مرة كنت تشعر بالحزن أو الانزعاج أو الغرابة وحينما لم يستطع أحد أن يفهم حالتك المزاجية، كان أصدقاؤك المقربون يفهمون أنك لست على ما يرام بمجرد النظر إليك، وما كانوا يتركونك حتى تشاركهم محنتك! في الواقع، ومهما كانت حالتك المزاجية سيئة، فإن 30 دقيقة مع صديق الطفولة قادرة على قلب الموازين كلها.
9. الكثير من البكاء والضحك معاً
مما لا شك فيه أنك وأصدقاء الثانوية قد تجادلتم حول أسخف الأشياء؛ بل وربما خضتم الكثير من المعارك والنقاشات وذرفتم الكثير من الدموع معاً؛ لكنكم تعيدون إصلاح الأمور كل مرة، وتجعلون علاقتكم أقوى من ذي قبل.
بالاضافة إلى ذلك، فإن تلك النكات المشتركة والأسرار المضحكة التي كانت محصورة ضمن دائرتك الضيقة من الأصدقاء والتي لم يكن الآخرون ليفهموها، كانت بمثابة ميثاق يجمع بينكم.
10. دائماً موجودون في الأحداث المهمة
إن الأسباب الآنفة الذكر قد توضح قليلاً لماذا أصدقاء المراهقة هم من أفضل الأصدقاء على الإطلاق؛ لكن وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعضاً من أولئك الأصدقاء قد وعدوك بأنهم سيكونون إلى جانبك في المستقبل دائماً. وفعلاً، وبغض النظر عن مدى انشغالهم، فقد وفوا بالوعد! سواء عند التخرج في الجامعة أو في حفلة زفافك أو عند ولادة طفلك الأول، كانوا دائماً إلى جانبك، ولا عجب أن هؤلاء هم أصدقاء العمر.