هل تفتقد سعادتك الزوجية؟ طبق مبدأ الفردانية

2 دقيقة
الفردانية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: عندما تعثر على توأم الروح وشريك الحياة قد تجرفك عاطفة الحبّ والارتباط نحو الانصهار التام في إطار العلاقة الزوجية، إلى درجة قد تنسى خلالها نفسك وهويتك. من المؤكد أن هذا الإفراط في الاندماج ليس مطلوباً، ومن الأفضل أن يحافظ المرء على قسط من الاستقلالية والفردانية. كيف يمكن إذاً الالتزام بعلاقة زوجية مع الحفاظ على قدر من الفردانية والخصوصية؟ إليك الحلّ.

تجربة الحب القوية رائعة؛ لكن من الضروري ألّا ينسى المرء نفسه خلالها. إليك إذاً مفتاح السعادة المشتركة بين الزوجين.

عندما يقع المرء في الحب، من السهل أن ينسى نفسه ويغفل الاهتمام بمساحته الشخصية، ووفقاً للتصريح الذي أدلت به مستشارة العلاقات الزوجية والأسرية فيولين دو لابلانيول (Violaine de Laplagnolle) لمجلة جورنال دي فام (Journal des Femmes) الفرنسية؛ فإن الحفاظ على قدر من الفردانية ضروري لعلاقة زوجية صحية ودائمة.

كيف نفهم اندماج هويات الأزواج؟

تتألف العلاقة الزوجية من مجالين: المجال أ والمجال ب اللذان يمثّلان طرفي هذه العلاقة. عندما يرتبط الشريكان تتداخل هاتان الدائرتان لتشكلا كياناً جديداً هو المجال أب الذي يمثل العلاقة الزوجية. مع ذلك يظل هناك مجال فردي في المجالين الأصليين، يرمز إلى الهوية الخاصة بكل شريك على حدة. تمثل هذه المساحة الفردية هويتك الأصلية قبل مقابلة شريكك، والهوية التي ستحتفظ بها حتّى لو انتهت العلاقة.

من الشائع في بداية العلاقة أن تنصهر الهويتان الفرديتان للوصول إلى مرحلة الاندماج. وعلى الرغم من أنها مرحلة مؤقتة فإن الزوجين غالباً ما يعيدان فيها النظر مع التقدم في العلاقة؛ إذ يتعين على كل واحد منهما استرجاع جانب من فردانيته وتعزيزه للتمكن من بناء علاقة زوجية أكثر توازناً.

ما الذي عليك فعله حتى تعيش علاقة زوجة متزنة؟

لتحقيق ذلك من المهم الوصول إلى وضع متوازن لا يشعر فيه أيّ شريك بالضيق أو التقييد في إطار العلاقة. إن الحفاظ على جانب من شخصيتك الفردية لا يسمح لك بالشعور بالرضا فحسب؛ بل يعزز علاقتك الزوجية أيضاً. هذا يعني عملياً مواصلة الاهتمام بالهوايات الشخصية والحفاظ على الصداقات خارج إطار العلاقة الزوجية والتعبير الصريح عن الاحتياجات الفردية، وتخصيص بعض الأوقات للذات وتعلم إدارة العواطف باستقلالية.

كما أن ممارسة الأنشطة التي تحبها مثل الرياضة أو الموسيقا أو القراءة تسمح لك باستلهام الأفكار والشعور الفردي بالرضا والسعادة. وتثري هذه الأوقات الشخصية العلاقة الزوجية من خلال المستجدات ومواضيع النقاش التي تتيحها أيضاً.

هذه مفاتيح العلاقة الزوجية السعيدة

من المهم الحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء والتخطيط لبعض الأنشطة بمفردك دون شريك حياتك. تسمح لك هذه اللحظات بإعادة الارتباط بذاتك وتعزيز شبكة علاقاتك الاجتماعية. كما يمثل التواصل مفتاح العلاقة الناجحة؛ إذ يتيح التعبيرُ الواضح عن الاحتياجات والتوقعات للشريك تجنب خيبات الأمل ويعزز الثقة المتبادلة.

إذا كان برنامجك اليومي مزدحماً بالانشغالات من الضروري أن تخصص وقتاً لنفسك، سواء للاسترخاء أو التأمل أو ممارسة نشاط شخصي؛ لأنها لحظات ضرورية للرفاهية الفردية. كما أن تعلّم حل مشكلاتك دون الاعتماد باستمرار على شريكك يعزز استقلاليتك وثقتك بنفسك. ويتيح لك أيضاً تجنب شحن العلاقة الزوجية بتوترات لا داعي لها.