احذر: توترك الزائد قد يصيبك بالقيء! وإليك كيفية مواجهته

2 دقيقة
القيء والتوتر
shutterstock.com/Roman Samborskyi

منذ قرابة 6 أشهر كنت نائماً في إحدى الليالي واستيقظت مفزوعاً في الفجر، لكن فزعي لم يقف عند هذا الحد فعندما حاولت الاستمرار في النوم لم أتمكن من إغلاق عيني نتيجة ألم شديد في معدتي، ولم تمر أكثر من ربع ساعة إلا وكان القيء قد داهمني، واستمرت حالتي الصحية في التدهور طوال هذا اليوم إلى حد تناولي لمضاد قيء وأدوية مهدئة للأمعاء.

الحقيقة أن ذلك الموقف ظل لغزاً محيراً يشغل ذهني، ما دفعني إلى البحث عن الأسباب المختلفة للقيء وما إذا كان التوتر يصيب به أم لا، والحقيقة أنني فهمت جزء كبير من الارتباط بينهما من خلال تغريدة للمعالج النفسي أسامة الجامع، يقول فيها: "توجد علاقة قوية بين حالة المعدة والحالة النفسية للفرد، بعض الحالات لدينا في العيادة النفسية تكون محوّلة من طبيب الباطنية بسبب شعور المريض بغثيان مستمر، وتظهر الفحوصات المخبرية أنه بخير، ويتضح في النهاية أنه مصاب بالقلق الحاد لدرجة أنه يستيقظ من نومه يتقيأ عصارة المعدة". والحقيقة أن تجربتي الشخصية دفعتني إلى كتابة هذا المقال للإجابة عن سؤالين مهمين: كيف يمكن أن يؤدي التوتر إلى القيء؟ وما الذي يمكن فعله للحد من الوصول إلى هذه المرحلة؟

لماذا قد يسبب التوتر القيء؟

مبدئياً يمدنا طبيب الأسرة تيموثي ترامونتانا (Timothy Tramontana) بلمحة تمهيدية عن العلاقة بين القيء والتوتر فيشير إلى أنه عندما نتعرض للتوتر يفرز جسمنا طوفاناً من الهرمونات لمواجهة التهديد المتخيل أو الهروب منه، ويؤثر هذا الوضع في جميع أجهزة الجسم بما فيها الجهاز الهضمي، لذا من الطبيعي أن تظهر أعراض مثل الغثيان أو آلام البطن أو اضطراب عمل الأمعاء وأحياناً القيء.

ومن المهم التوضيح أن ثمة بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالقيء عند التوتر نتيجة تكوينهم الفسيولوجي أو تركيبتهم النفسية التي ترفع معدل حساسيتهم للإجهاد النفسي، وتحدد كيفية تفاعلهم مع المواقف العصيبة.

بالإضافة إلى ما سبق يزداد التعرض للقيء المترافق مع التوتر عند الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق المختلفة مثل اضطراب القلق الاجتماعي أو الهلع، وأيضاً اضطراب ما بعد الصدمة، إذ تؤدي تلك الاضطرابات إلى تضخيم استجابة الجسم للتوتر ومن ثم زيادة احتمالية القيء.

اقرأ أيضاً: تعاني من التوتر؟ هذه الوظائف هي الأنسب لك

ما هي أساليب العلاج المتاحة لهذا النوع من القيء؟

عندما يعمل المعالج النفسي على حالة القيء المرتبط بالتوتر فإنه يبحث عن جذور القلق أو التوتر ومن ثم يضع خطة علاجية للمريض تقوم على العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يستهدف تعديل أنماط التفكير والسلوكيات السلبية، إلى جانب الاستعانة أحياناً بالعلاج الدوائي بوصف مضادات للقلق تحت إشراف الطبيب النفسي.

5 إرشادات فعالة لمواجهة القيء المرتبط بالتوتر

يحتاج التعامل مع القيء الناتج عن التوتر النفسي نفساً طويلاً بعض الشيء وبذلاً للجهد، ويمكنك النجاح في التعامل معه عن طريق عدة إرشادات فعالة، مثل:

  1. تعرف إلى المواقف والأفكار والمشاعر التي تظهر قبل القيء، واعمل على إيجاد طرائق لمعالجتها أو تقليل التعرض لها.
  2. اجعل نمط حياتك صحي بإجراء تغييرات عليه منها ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والحصول على القدر الكافي من النوم، إلى جانب ممارسة الأنشطة التي تساعدك على الاسترخاء مثل تمارين اليقظة الذهنية أو التنفس العميق أو تجربة الاستحمام بالماء الدافئ أو استنشاق الزيوت العطرية، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، إذ يمكن لهذه التعديلات البسيطة أن تقلل تعرضك للتوتر ومن ثم إصابتك بالقيء.
  3. أعد فهم واقعك عن طريق محاولة وضع المواقف في حجمها الطبيعي وعدم تهويلها، فأحياناً يكون سبب التوتر الحاد تخيل الشخص أن أموراً عادية هي مهددات لحياته.
  4. لا تركز على حالة الغثيان عندما تأتيك، وحاول صرف انتباهك عنها بأنشطة مثل المشي أو مشاهدة التلفزيون، وأيضاً جرب تناول بعض المشروبات المضادة للغثيان مثل الزنجبيل أو النعناع.
  5. في حالة تفاقم وضعك الصحي وشعرت أنك اقتربت من التقيؤ فاحرص على الجلوس أو الاستلقاء في وضع مريح وتجنب الحركات المفاجئة لأنها تزيد احتمالية القيء، وإذا كنت ترتدي ملابس ضيقة فاستبدلها بملابس مريحة واسعة لا تضغط على معدتك.

اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين التوتر وتأخر التئام الجروح؟

المحتوى محمي