تشير نظرية "اللقاء الثاني" التي انتشرت مؤخراً في موقع التواصل الاجتماعي تيك توك إلى أن اللقاء الأول لا يكفي دائماً لكشف الفرص الحقيقية التي تنطوي عليها العلاقة.
نظراً إلى أن الانطباع الأولي غالباً ما يكون سطحياً، فإن اللقاء الثاني يمكن أن يسمح باكتشاف الآخر من منظور جديد وخلق صلة أعمق به. فمن أين جاءت هذه الفكرة؟ ولماذا تستهوي مستخدمي تيك توك إلى هذا الحد؟
ما هي أسباب أهمية اللقاء الثاني؟
وفقاً لهذه النظرية فإن اللقاء الأول عادة ما يتميز بأحكام متسرعة بسبب تأثير التوتر أو القلق أو حداثة الموقف ببساطة. وخلال اللقاء الثاني يشعر الطرفان عموماً بالارتياح، ومن ثمّ يمكنهما التصرف بعفوية وأصالة.
كما أن العلاقات عادة ما تترسخ أكثر بمرور الوقت وتكرار اللقاءات. ومن ثمّ فإن مقابلة الآخر مرة ثانية قد تسمح لنا بفهم شخصيته أكثر بعيداً عن الانطباعات الأولية.
الفرصة الثانية
بالإضافة إلى ذلك ترتكز هذه النظرية على مبدأ نفسي بسيط: التعود. عندما تقابل الشخص نفسه عدة مرات تصبح أكثر استعداداً لتقبّل مزاياه، وأقل تركيزاً على عيوبه الصغيرة التي قد تثير انزعاجك في البداية. هذه الفرصة الثانية هي التي تهيئ في الحقيقة الظروف المناسبة لإعادة اكتشاف هذا الشخص، وتتيح تكوين علاقة أصدق.
نلاحظ هذه الظاهرة أيضاً في مجالات أخرى مثل مجال العمل أو علاقات الصداقة. لذا؛ ليس من المستغرب أن يقتنع بعض الأشخاص بأن اللقاء الثاني يمكن أن يوقد شعلة منطفئة، أو يخلق صلة لم يلاحظها الطرفان خلال اللقاء الأول.
إشارة من القدر أم مجرد مصادفة؟
يرى بعض أنصار هذه النظرية أن هذا اللقاء الثاني مقدّر للطرفين. ويعتقد هؤلاء أن مقابلة الشخص مرة ثانية إشارة إلى أن القدر يمنحنا فرصة أخرى لاكتشاف علاقة حب حقيقية ومحتملة.
لكن لا توجد أدلة علمية تدعم هذه النظرية. فهي ترتكز أساساً على شهادات الأفراد وفكرة رومانسية مفادها أن لكل لقاء دلالة خفية. ومهما كانت حقيقة هذه النظرية فإنها تنطوي على ميزة تغذية الأمل في نفوس الباحثين عن الحب، وتشجع على منح فرصة ثانية للعلاقات التي لم تكتمل.