5 موضوعات حساسة قد تدمر علاقتك الزوجية إذا تجنبتها

4 دقيقة
قضايا حساسة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: أسباب الخلاف الزوجي كثيرة ولا حصر لها، لكن هناك موضوعات حساسة يمكن أن يكون ضررها فادحاً وقد يؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية. من أهمها 5 مشكلات أساسية: 1) التوزيع غير العادل للواجبات المنزلية: تعاني النساء عادة عبء نفسي ناتج عن تحملهن مسؤولية شراء حاجيات البيت وأمور الطهو والغسيل وكيّ الملابس والتنظيف دون نسيان الواجبات الأخرى المتعلقة بتربية الأبناء، لذا من الضروري أن يسهم الزوج بهدف صنع حالة من الاتزان في توزيع تلك المسؤوليات. 2) التوترات المرتبطة بالمال: تثير الجوانب المالية العديد من النزاعات بين الزوجين وتصل إلى درجة تبادل الاتهامات بالتبذير أو البخل. 3) سوء التواصل حول تربية الأطفال: قد يتهم أحد الشريكين الآخر بالتساهل في تربيته للأطفال ويرد عليه الآخر بتهمة التشدد، فيستغل أبنائهما هذا الخلاف ما يؤدي إلى تفاقم التوتر بين الزوجين. 4) علاقة الزوجين مع عائلتيهما: إذا كان الزوجان ينتميان إلى عائلتين مختلفتين مادياً وثقافياً فقد يؤدي ذلك إلى جدالات لا تنتهي. 5) مشكلات العلاقة الجنسية: تشمل اختلاف إيقاع الرغبة والملل. لكن الاستسلام لهذه المشكلات ليس هو الحل، فبالإمكان وفقاً للكاتبين والزوجين كارول وسيرج فيدال غراف الاعتماد على تقنية "الإصغاء الصامت" لمناقشتها وحلّها، التي تمكن الشريكين من مناقشة الموضوعات الحساسة عن طريق إصغاء كل طرف منهما إلى الآخر حتى النهاية، ثم يعبر عن رأيه تجاه ما سمعه دون أن يتواجد في مساحة الدفاع عن النفس.

عادة ما نتجاهل أو نتناسى مناقشة بعض الموضوعات الحساسة على الرغم من أنها قد تدمّر علاقاتنا الزوجية تدريجياً. إليك إذاً 5 قضايا تبدو عادية لكنها من الممكن أن تضرّ بعلاقتك.

1. التوزيع غير العادل للواجبات المنزلية

تتزايد الأبحاث والدراسات التي تؤكد أن النساء ينجزن واجبات أكثر من الرجال، فهنّ يتحمّلن مسؤولية شراء حاجيات البيت وأمور الطهو والغسيل وكيّ الملابس والتنظيف دون نسيان الواجبات الأخرى المتعلقة بتربية الأبناء. وبالإضافة إلى مشكلة "العبء النفسي" المعروفة، فقد أصبحن يواجهن مسؤولية الحفاظ على العلاقات الأسرية (kinkeeping)، وهي مشكلة أشارت إليها عالمة الاجتماع كارولين روزنثال (Carolyn Rosenthal) بعد أن أضحت تلقي بثقلها على الصحة النفسية للنساء. ويعمّق هذا العبء الإضافي الفجوة القائمة في توزيع الواجبات اليومية بين الزوجين، ويجعل المرأة وحدها "الحارسة الأمينة على تناغم الأسرة ووحدتها".

يكتفي أفضل الأزواج "بمساعدة" زوجاتهم على إنجاز هذه الواجبات كلّها؛ وهذا ما يظهر صعوبة التوزيع العادل للعبء النفسي الذي تعانيه المرأة لأن تكفّل الرجل بشراء الحاجيات أمر إيجابي؛ لكن إذا فكر في ضرورة فعل ذلك وفَعله دون إخبار شريكته فهذا أفضل بكثير. هذه هي الحقيقة الراسخة التي يؤكدها الكاتبان والزوجان ومؤلفا كتاب "لكنك لم تخبرني بذلك من قبل! التواصل الحميمي بين الزوجين" (Mais tu ne m'avais jamais dit ça ! - la communication intime dans le couple)) كارول وسيرج فيدال غراف (Carolle & Serge Vidal-Graf).

2. التوترات المرتبطة بالمال

"مالي هو مالك، والعكس صحيح"؛ هكذا يقول الأزواج في البداية. لكن موضوع المال يشكل مصدر العديد من النزاعات في العلاقة الزوجية. يمتلك كل من الشريكين مثلاً حسابه البنكي الخاص وقد يتفقان على حساب بنكي مشترك مخصص لمصاريف الأسرة. وفي هذه الحالة، يطرح سؤال توزيع المساهمة المالية نفسه: هل من الأفضل أن يتقاسم الزوجان مصاريف البيت بالتساوي أم بتناسب مع الراتب؟ وماذا لو كان أحد الزوجين لا يعمل؟

نادراً ما يناقش الزوجان هذه النوعية من الأسئلة على الرغم من أهميتها في تحديد ميزان القوى في إطار العلاقة. لذا؛ نلاحظ تصاعد التوترات التي تدل عليها عبارات يتداولها الأزواج في محادثاتهم مثل: "أنت تبذرين المال" أو "أنت لا تجني ما يكفي من المال" أو "أنت بخيل".

3. سوء التواصل حول تربية الأطفال

قد تظهر خلافات مهمة بين الزوجين في هذا الموضوع الحساس؛ إذ يمكن أن يتهم أحدهما الآخر بأنه متساهل مع الأطفال بينما يتهمه الآخر بأنه متشدد معهم. وقد يُفشل أحدهما، دون وعي في بعض الأحيان، جهود الآخر الهادفة إلى وضع إطار تربوي محدد. وسرعان ما يستغل الأطفال هذه الخلافات للاستفادة منها؛ وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم التوترات بين الزوجين.

4. علاقات الزوجين مع عائلتيهما

عندما ينتمي الزوجان إلى عائلتين مختلفتين اختلافاً كبيراً من الناحية الثقافية والمالية فإن علاقة أحدهما بعائلة الآخر قد تصبح موضوعاً حساساً. قد يرى الزوج مثلاً أن زيارة عائلة زوجته مرة واحدة في الشهر كافية؛ بينما ترى الزوجة ضرورة رؤية أفراد عائلتها مرة في الأسبوع.

وعندما تكون هناك فوارق كبيرة بين العائلتين فقد يضطر الشريكان أحياناً إلى التحلي بكثير من الصبر والتسامح لتجنّب المخاطرة بعلاقتهما. وقد يتفق بعض الأزواج على عدم زيارة العائلة أو الاكتفاء بزيارات نادرة لتجنب الجدالات التي تنجم عنها.

5. مشكلات العلاقة الجنسية

السبب الرئيس في النزاع بين الزوجين هو اختلاف إيقاع الرغبة؛ إذ غالباً ما يكون أحدهما (ليس الرجل دائماً) أكثر رغبة من الآخر.

ومن أسباب التوتر الشائعة في هذا الموضوع: العلاقة الجنسية الروتينية والمتوقعة. والمقصود أن العلاقة الحميمية تصبح خالية من عنصر المفاجأة وعبارة عن "برنامج" ثابت لا يتغير، فيسود الملل ويتبعه فقدان الرغبة (النساء هنّ اللواتي يشتكين في الغالب من هذه المشكلة).

كيف نناقش هذه الموضوعات؟

بعد تحديد هذه الموضوعات الخمس فإن تعلّم كيفية مناقشتها قد يهدئ التوترات التي يمكن أن تسببها. لذا؛ ينصح الكاتبان كارول وسيرج فيدال غراف بممارسة الإصغاء الصامت. إذ يسمح هذا الأسلوب المميز من أساليب التواصل المنتظم مرة في الشهر مثلاً بإنشاء إطار مناسب للإصغاء المتبادل والعميق. فما المقصود عملياً بالإصغاء الصامت؟ بينما يتحدث أحد الشريكين وهو يناقش أحد الموضوعات الحساسة، يلتزم شريكه بألّا يفعل شيئاً آخر غير الإصغاء؛كما يلتزم بعدم مقاطعته أو طرح أسئلة أو تعليقات أو تقديم اقتراحات، ويتعهد باحترام هذا الالتزام حتّى يقول شريكه: "لقد انتهيت، وقلت ما لديّ".

يتعلق الأمر بالسماح للذات بالتأثر بكلام الآخر؛ أي بالإصغاء إلى كلامه ليس باعتباره تعبيراً عن الحقيقة بالضرورة؛ بل باعتباره تعبيراً عن الحقيقة منظوره الشخصي. وعندما يحين دور الآخر في الكلام، فعليه أن يتجنب توظيف وقته في الإجابة عمّا سمعه؛ أي أنّ المطلوب منه هو أن يعبر عن رأيه دون أن يرد على ما سمعه.

ليس الإصغاء الصامت علاجاً سحرياً أو دواء شافياً وشاملاً بل هو أداة ثمينة تسمح بمناقشة الموضوعات الحساسة بطريقة مختلفة، فلا داعي للخوف من تجربتها. وآخر نصيحة عملية يمكن أن نقدمها هي أن يتفق الشريكان في نهاية جلسة الإصغاء الصامت على الموعد التالي لإجرائها، وإلا فقد ينفد الوقت و"ينسيان" تحديده.