سر مشاكل زواجك قد يكون مخفياً في طفولتك

2 دقيقة
سياق العلاقة الزوجية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

تتألف العلاقة الصحية والقوية من عدة عناصر، وفي العلاقة الزوجية، كما في معظم العلاقات، تعد قدرة الشريكين على إدارة النزاعات والحفاظ على الاحترام المتبادل وحسن النية شروطاً لا غنى عنها لتجنب السلوكيات السامة، ولكن قبل أن يتمكن الشريكان من تعزيز علاقتهما فإن على كل منهما التعامل مع عواطفه الشخصية.

وفقاً للنظرية التي وضعها المحلل النفسي جون بولبي (John Bowlby) في الخمسينيات من القرن الماضي، فإن نمط التعلق الذي يربط المرء خلال طفولته بوالديه ينتقل إلى علاقاته الأخرى كلها خلال مرحلة الرشد، ويحدد نمط التعلق هذا إذا كان سيعيش علاقات مستقرة مستقبلاً أم لا.

4 عبارات دالة على 4 أنماط من التعلق

في نظرية التعلق، يميز جون بولبي بين أنماط التعلق في الطفولة وأنماط التعلق في الرشد. وفي حين يرى بولبي أن نمط التعلق بالوالدين في الطفولة يؤثر في نمط التعلق في العلاقات الأخرى كلها، فإن هناك أنماطاً مختلفة للتعلق، ويشير إلى 4 أنماط تعلق عند الأطفال، وهي التعلق الآمن والتعلق التجنبي والتعلق المتناقض والتعلق غير المنتظم، ويتحدد نمط التعلق لدى الطفل من خلال سلوك والديه ومدى دعمهما له واستماعهما إليه ومقدار الحب الذي يمنحانه، وكيفية استجابته لهما.

وضع فيليب شيفر (Philip Shaver) وسيندي هازان (Cindy Hazan) نظرية أنماط التعلق لدى الراشدين في الثمانينيات وهي التعلق الآمن والتعلق القلق والتعلق التجنبي القائم على الرفض والتعلق التجنبي القائم على الخوف، ولفهم أنماط التعلق هذه، لخصت المعالجة سوزان ولف (Susanne Wolf) كل نمط بعبارة تعبر عن مضمونه، وذلك في منشور لها على إنستغرام:

  • التعلق الآمن: "نحن معاً ولكن لكل منا قيمه الشخصية".
  • التعلق القلق: "هل ستبقى إلى جانبي أم ستتركني؟".
  • التعلق التجنبي القائم على الرفض: "أنا أفضّل البقاء وحيداً، لا أحب الاعتماد على الآخرين".
  • التعلق التجنبي القائم على الخوف: "اتركني، لا؛ ابقَ معي، لا؛ اتركني".

اقرأ أيضاً: 3 عبارات تكشف النرجسي في جدالاته الزوجية

كيف نفهم العلاقة بين أنماط التعلق والطفولة؟

تقول مختصة علم النفس والعلاج الزوجي كريستا جوردان (Krista Jordan) في حديث لموقع سايك سينترال (PsychCentral): "يتوقع المرء دون وعي منه أن يعامله شريكه كما كان والداه يعاملانه، ومن ثم فإنه يتصرف بطريقة معينة وفقاً لهذه التوقعات". فإذا اضطر في طفولته، في كثير من الأحيان، إلى الاعتماد على نفسه ولم يتمكن من الاستعانة بوالديه، فإنه سيعيش استقلالية مفرطة في الكبر وسيجد صعوبة بالانخراط في العلاقة وإظهار ضعفه للطرف الآخر.

على الرغم من أن أنماط التعلق تتأثر بالتجارب المبكرة، فإنها ليست ثابتة ومن الممكن تغييرها، إذ تساعد تجارب العلاقات خلال الطفولة أو الرشد على تطوير التعلق الآمن، ويتجلى ذلك في العلاقات الدائمة التي تقوم على الثقة، وتقدير الذات، والقدرة على مشاركة المشاعر مع الآخرين والحصول على دعمهم.

توضح المختصة النفسية كندرا شيري (Kendra Cherry) في مقال لها على موقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "يتمتع الراشدون من أصحاب نمط التعلق الآمن بعلاقات شخصية أفضل ومستويات أعلى من الاستقلالية وقبول الذات".

اقرأ أيضاً: اتبع هذه الطرق الثلاث لتحسن علاقتك الزوجية بأقل مجهود

المحتوى محمي