ملخص: يسبب التعرض إلى العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي آثاراً مدمرة في نفس الضحية قد تستمر سنوات أو حتى مدى الحياة، وفيما يلي الخطوات الأساسية التي ينبغي اتباعها للتعافي من هذه الآثار بطريقة صحيحة.
بعد التعرض إلى العنف، قد تحتاج الضحية إلى وقت طويل للتعافي، وتتضمن هذه الرحلة عدة مراحل أولها الاعتراف بالوقائع التي سببت لها المعاناة؛ ويتضمن ذلك اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ولا سيّما التعويض عن الضرر.
الأثر المدمر للعنف في الفرد
عندما يواجه الفرد العنف، سواء أكان جسدياً أم نفسياً أم جنسياً، فإنه يصبح ضحية، ويخلف ذلك لديه آثاراً عميقة ودائمة نفسية وعاطفية أو جسدية أو جميعها معاً، يمكن أن تستمر سنوات أو حتى مدى الحياة.
يسبب العنف صدمات نفسية يمكن أن تخل بتوازن حياة الضحية، فتعاني متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة والكوابيس المتكررة، وتسيطر على ذهنها ذكريات الحدث المؤلم، وتعيش حالة مستمرة من اليقظة المفرطة، وتصاب بالاكتئاب، والقلق العام، واضطرابات النوم، ونوبات الهلع وقد تسعى إلى تجنب أي محفزات مرتبطة بهذه الصدمة، ومع هذا الألم العاطفي كله، فإنها تعجز عن عيش حياتها بصورة سليمة.
إضافة إلى ذلك، قد يؤدي التعرض إلى العنف إلى تدني تقدير الذات والثقة بالنفس، وينشأ لدى الضحية شعور بالذنب أو العار معتقدة أنها مسؤولة عما وقع لها. يمكن أن يكون لهذه المشاعر السلبية تأثير كبير في الإدراك الذاتي والقدرة على التعافي بعد الحدث الصادم.
أخيراً، قد يعاني ضحايا العنف أيضاً أعراضاً جسدية مثل الصداع، والألم المزمن، ومشكلات الجهاز الهضمي، دون إمكانية تحديد أي سبب طبي لذلك؛ الأمر الذي يوضح العلاقة المعقدة بين الجسم والعقل.
تعرف إلى الخطوات الأساسية للتعافي من العنف
فيما يلي الخطوات الأساسية التي يمكن للضحية مراعاتها لبدء رحلة الشفاء:
- الخطوة الأولى نحو التعافي هي اعتراف الفرد بأنه ضحية وقبول حالته هذه. قد يكون هذا صعباً لأن البعض يشعر بالذنب والعار تجاه الأحداث التي مر بها؛ لكن التحرر من عبء الشعور بالذنب والإنكار يتطلب من الضحية الاعتراف بأنها تعرضت إلى عنف جائر وأنها ليست مسؤولة عن الفعل المرتكب ضدها.
- يُعد دعم المتخصصين ضرورياً لمرافقة الضحية في عملية التعافي؛ ومن ذلك جمعيات دعم الضحايا التي توفر لهم الاستماع المتعاطف وتساعدهم على تجاوز عواقب العنف. من خلال هذا الدعم، يمكن للضحية أيضاً التعبير عن مشاعرها بأمان، وتعلُّم كيفية إدارة القلق واضطراب ما بعد الصدمة، وإعادة بناء احترامها لذاتها تدريجياً.
- ينبغي للضحية إظهار التعاطف مع الذات ومنح نفسها الوقت اللازم للتغلب على المحنة؛ ويتضمن الدعم أيضاً اعتراف نظام العدالة الجنائية بالوقائع التي سببت الأذى للضحية، وصولاً إلى التعويض عن الضرر.