تعرَّف إلى ظاهرة الحزن غير المباشر وكيفية الوقاية منها

2 دقيقة
الحزن غير المباشر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الحزن غير المباشر ظاهرة نفسية متنامية بسبب تزايد الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في التفاعل مع الأصدقاء والمقرّبين. في هذا المقال تحدّد الخبيرة النفسية غريس مكماهون مفهوم الحزن غير المباشر وتوضّح أسبابه وسبل التعامل معه.

يتزايد عدد المصابين بحالة الحزن غير المباشر في العالم. يوضّح هذا المقال حقيقة هذه الظاهرة النفسية للأشخاص الذين يعانونها في الوقت الحالي.

نتشارك في مجتمعنا المعاصر كلّ شيء تقريباً: صورنا وذكرياتنا في موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، وشكاوانا وتساؤلاتنا في منصة إكس، وأفكارنا ومشاعرنا من خلال تطبيق واتساب ومشاريعنا ونجاحاتنا المهنية في موقع لينكد إن. تنطوي هذه المشاركة طبعاً على إيجابيات عدّة. أولاً يمكننا في رمشة عين أن نشجّع أصدقاءنا ونشاركهم فرحة نجاحاتهم عن بعد بنقرة واحدة. يمكننا أيضاً أن نقدّم الدعم والمساندة لأحد المقرّبين عندما يعاني ظروفاً صعبة. في المقابل قد يصيبنا ذلك بحالة نفسية تُعرف بِاسم "الحزن غير المباشر".

ما المقصود بالحزن غير المباشر؟

تقول مدرّبة التنمية الذاتية والرفاهية غريس مكماهون (Grace McMahon) في تصريح لموقع ستايلست (Stylist): "لا بدّ أن صديقاً ما روى لك من قبل قصة مأساوية وأخبرك مثلاً أنه فقد أحد أحبّائه أو أنه يعيش ظروفاً صعبة فشعرت بحزنه بطريقة مختلفة، شعرتَ به من خلال مزيج من المشاركة الوجدانية التي تعني فهم مشاعر الآخرين، والتعاطف الذي يعني الشعور بمعاناة الآخرين" .

توضّح الخبيرة في التنمية الذاتية ذلك قائلة: "تسمح مشاركة العواطف لا سيّما تلك الأكثر تأثيراً مثل الحزن والغضب والسعادة بتطوّر علاقات الصداقة، إذ تبني صلة أقوى من الصلة التي يبنيها التحدث مثلاً عن برامج التلفزيون التي شاهدناها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد يقودنا ذلك إلى استشعار عواطف الآخرين إلى جانب عواطفنا الشخصية".

كيف نحمي أنفسنا من الحزن غير المباشر؟

من المهم أن نقف إلى جانب من هم بحاجة ماسّة إلينا لكن هل يمكننا أن نفعل ذلك مع الحفاظ على صحّتنا العاطفية؟ بالتأكيد. لهذا الغرض تقترح غريس ماكماهون التركيز على إظهار المشاركة الوجدانية بدلاً من التعاطف. فهي ترى أن التعبير عن المشاركة الوجدانية يساعدنا في الحقيقة على حماية أنفسنا من عواطف الآخرين. توضّح ذلك قائلة: "عندما يخبرنا أحدهم بخبر محزن أو يحّدثنا عن مشاعره في الوقت الحالي فقد نشعر بالحزن لمُصابه لا سيّما إذا كان يمرّ بظروف صعبة، وبسبب حبنا الشديد لهذا الشخص ورغبتنا في تحسن حاله فإننا قد نشعر بالإحباط".

تقول المدرّبة مكماهون: "حاول أن تجعل الإصغاء من أولوياتك، فإذا حدّثك صديق ما عن موقف صعب أصْغ إليه دون إصدار حكم إيجابي أو سلبي حتّى تستوعب ظروفه ومشاعره وتفهمها جيداً وتسمع رأيه في هذا الموقف الذي يعيشه".

في المقابل من المهم تجنّب تخيل ردّ فعلك أو شعورك لو كنت مكانه. بدلاً من ذلك من الأفضل أن تصغي إليه ببساطة وتفهم ردّ فعله تجاه معاناته وما تعنيه هذه المعاناة بالنسبة إليه. لذا تستنتج المختصة النفسية ما يلي: "بهذه الطريقة ستتجنّب اختلاط مشاعركما وستفهم وجهة نظر صديقك وستتمكن من التواصل معه بفعالية باستخدام عبارات مثل: أظنك تمرّ بأوقات عصيبة، أو أرجو أن تتحسن أحوالك قريباً أو ما الذي يمكنني فعله لمساعدتك؟".