دراسة حديثة تكتشف طريقة واعدة لعلاج نوبات الهلع

2 دقيقة
الهلع
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: نوبات الهلع اضطراب يرهق الكثير من الناس ويعوّق سير حيواتهم العادية بسبب تخوّفهم المستمر من أعراضه المخيفة. وبينما تتواصل الأبحاث العلمية بكثافة لاكتشاف علاج فعّال لاضطراب نوبات الهلع أعلن باحثون في معهد سالك عن اكتشاف هرمون قد يكون مسؤولاً عن هذا الاضطراب. إليك تفاصيل الدراسة التي أنجزوها.

ضغط في منطقة الصدر وانقطاع النفَس والدّوار والخوف من الموت والغثيان والتعرّق والارتعاش كلّها أعراض يعرفها جيداً الأشخاص الذين عانوا نوبات الهلع. كلنا عرضة إلى الشعور بنوبات الضّيق والخوف الشّديد لكنّ الأشخاص المصابين باضطراب الهلع يحسّون بها على نحو مختلف. واضطراب الهلع نوع من اضطرابات القلق، يتميز بتكرار النوبات حيث يصاب الشّخص الذي يعانيه على المدى البعيد "بقلق مفرط من النّوبات المحتملة في المستقبل"، وقد يغيّر سلوكه لتجنّب "المواقف التي تثير لديه هذه الأزمة" وفقاً لدليل إم إس دي الإرشادي للمستهلك (manuel MSD).

ويكشف موقع مختص في التأمين الصحي أن اضطراب الهلع يمسّ ما بين 1 و3% من سكان فرنسا. لمساعدة المرضى الذين يعانون هذا الاضطراب أجرى باحثون في معهد سالك (Salk) دراسة نُشرت نتائجها في يناير/كانون الثاني سنة 2024 في مجلة نيتشر نيوروساينس (Nature Neuroscience).

ما الذي توصلت إليه الدراسة؟

كان هدف الفريق العلمي رسم خريطة مناطق الدماغ وخلاياه العصبية واتصالاته المسؤولة عن نوبات الهلع للمساعدة على تطوير علاجات أكثر فعّالية ضد هذا الاضطراب. وقال الباحث سونغ هان (Sung Han) في بيان نشره موقع معهد سالك: "كنّا نعتقد في الماضي أن اللوزة الدماغية المعروفة باسم "مركز الخوف في الدماغ"، كانت هي المسؤولة الرئيسة عن نوبات الهلع؛ لكن لاحظنا أن الأشخاص الذين تعرّضت لوزاتهم الدماغية إلى التّلف قد يعانون أيضاً هذه النوبات فأدركنا أنّ علينا البحث عن السبب في منطقة أخرى".

ومع تقدم البحث ركّز العلماء على النواة الوطائية المجاورة للبطين؛ وهي منطقة صغيرة في جذع الدماغ، تُعرف بأنها "مركز إنذار في الدماغ". وتعدّ هذه المنطقة مسؤولة أيضاً عن ضبط التنفس ونبضات القلب وحرارة الجسم وتفرز هرمون البيبتيد المنشط لأدينيلات الغدة النخامية (PACAP) المسؤول الرئيس عن تنظيم عمليات الاستجابة للتوتر.

كيف يمكن الاستفادة من هذا النهج العلاجي؟

للتقدّم أكثر في هذه الدراسة والربط بين نتائجها، أجرى الباحثون عمليات ملاحظة لسلوك الفئران.

يقول الباحث المشارك في تأليف الدراسة سوكجاي كانغ (Sukjae Kang): "تمكّنّا من خلال محاكاة نوبات الهلع لدى الفئران من ملاحظة نشاط خلاياها العصبية واكتشاف صلة فريدة بين الدورة الدماغية لهرمون البيبتيد المذكور واضطراب الهلع".

وعلاوة على هذه الصلة فقد اكتشف الباحثون أيضاً من خلال "تثبيط إشارات هرمون البيبتيد" إمكانية وقف تدفق هذه البيبتيدات العصبية والحدّ من أعراض الهلع. وقد تفتح هذه النتائج أمام العلماء مجالات بحث جديدة عن علاجات فعّالة ضد نوبات اضطراب الهلع.

اقرأ أيضاً: