أهم السمات الشخصية التي تحمي من الخرف عند التقدم في السن

2 دقيقة
الاضطرابات العقلية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الاضطرابات العقلية التي تصيب الدماغ في آخر العمر مثل الخرف أو مرض ألزهايمر تؤثر في قدراته المعرفية والإدراكية وتصيب المريض بحالة من العجز. لكن بعض الأشخاص يتمتّع بشخصية واقية ضد هذا النوع من الأمراض، أو قادرة على إدارة هذا العجز على نحو أفضل. هذا المقال يعرّفك إلى هذه الأنماط من الشخصيات التي تستطيع مواجهة هذه الآفات المرَضية.

ثمة أنماط من الشخصيات تحمي أصحابها من الاضطرابات العقلية وتجنّبهم مخاطر الإصابة بالخرف في آخر العمر. اكتشف من خلال المقال إن كانت شخصيتك تمنحك هذه المناعة.

الطبيعة الإيجابية مفيدة لمواجهة الخرف

نشرت جمعية ألزهايمر (Alzheimer's Association) على موقعها دراسة حديثة حلّل فيها الباحثون الارتباط المحتمل بين مخاطر الإصابة بالخرف، لا سيّما في حال الإصابة بمرض ألزهايمر، والسّمات الشخصية المهيمنة لدى أكثر من 44,000 مشارك. شمل التحليل 5 أنماط رئيسية من الشخصيات: الشخصية ذات الضمير اليقظ والانبساطية والعصابية والمرِحة وذات العقلية المنفتحة والتطوعية.

تمكّن الباحثون بفضل هذه التحليلات من تأكيد تميّز الأشخاص الإيجابيين، أي المرحين أو ذوي الضمير اليقظ أو الانبساطيين أو المنفتحين بنوع من المناعة حيث تمثل شخصياتهم درعاً واقياً ضد مخاطر الإصابة بالخرف في آخر العمر.

في المقابل يزداد احتمال إصابة أصحاب الشخصيات السلبية بهذا المرض إذ لاحظ الباحثون وجود ارتباط بين تشخيص الخرف و"ارتفاع معدّلات السمات الشخصية السلبية التي تسود لدى الشخصيات العصابية والمتّسمة بعدم الاستقرار النفسي". وهذا يعني ضرورة تعزيز العقلية الإيجابية للاعتناء بالصحة النفسية.

ما تأثير مساعدة الآخرين في الحماية من الخرف؟

لا تدّعي هذه الدراسة أن الأشخاص الإيجابيين لا يصابون بالخرف، بل تؤكد أنهم أكثر قدرة على حماية أنفسهم من أشكال العجز التي قد تظهر في حال الإصابة بهذا المرض.

وفي هذا السياق تؤكد نتائج الدراسة أن الجانب النفسي يؤدي دوراً مهماً في مكافحة بعض الأمراض. في حال تشخيص الخرف في سنّ مبكّرة أو متقدمة فإن الشخصية الإيجابية التي تتمتع بعقلية تطوعية تمثل ميزة في مواجهة مظاهر العجز المعرفي التي تظهر مع أمراض مثل ألزهايمر.

إن التحلّي بالروح الإيجابية والتطوعية والانفتاح على التفاعل الاجتماعي والمبادرة هو الذي يمكّن من الحفاظ على صحّة الدماغ والنفس. على سبيل المثال اهتمّت دراسات عدّة بالارتباط القائم بين الكرم والسعادة، وأثبتت أن تخصيص الفرد وقته لخدمة الآخرين يحسّن الصحة العضوية والنفسية ويقلّل التوتر إلى حدّ كبير.

ولاحظت الدكتورة ومؤلفة كتاب: "العطاء للآخرين والارتباط بين التوتر والوفيات" (Giving to Others and the Association Between Stress and Mortality) ستيفاني براون (Stephanie Brown) أن الأشخاص البالغين الذين صرّحوا أنهم حرصوا على مساعدة أصدقائهم أو أقاربهم مادياً أو إنسانياً طوال الحياة قلّلوا احتمال وفاتهم بنسبة 50% مقارنة بأولئك الذين أفادوا أنهم لم يكونوا كرماء كثيراً.

يمكننا إذاً أن نجني الكثير من التحلي بالعقلية الإيجابية مع الانفتاح على الآخرين والحفاظ على روح المبادرة. لذا عليك أن تطرد الأفكار السلبية من ذهنك وتحافظ على الروح الإيجابية.