7 قواعد يجب اتباعها عند اتخاذ قرار باستشارة معالج نفسي

4 دقائق
زيارة الطبيب النفسي

هذا المقال من ضمن سلسلة عنوانها دليلك لمعرفة كل شيء عن العلاج النفسي. في المقال السابق تحدثنا عن الحالات التي تصبح فيها زيارة الطبيب النفسي أمراً حتمياً، والأعراض التي في حال وجودها تصبح الاستشارة هي الحل.
في هذا المقال سنتحدث عن القواعد الأساسية في العلاج النفسي، ونجيب عن الأسئلة التي تخطر في بالك قبل زيارة الطبيب النفسي لأول مرة.

قبل أن نبدأ؛ يجب التذكير بأن الخوف من زيارة الطبيب النفسي لأول مرة هو أمر طبيعي للغاية ومقبول أيضاً. وفي بعض الأحيان يتجه العملاء إلى تأجيل موعدهم الأول أو إلغائه بسبب ذلك الخوف.

لكن من الذي يخيفك؟ ماذا يخطر في بالك قبل المقابلة الأولى؟

يستخدم المختصون النفسيون لفظ "الهشاشة" (Vulnerability) بمعنى القابلية للتأثر، وفي ترجمات أخرى الانكشاف الشعوري، وهو لفظ شائع بين الأطباء النفسيين.

ويعبر هذا اللفظ بدرجة كبيرة عن خوف العملاء من الجلسة الأولى؛ الخوف من إظهار كل ما لديهم من مواطن قوة وضعف أمام الطبيب الذي يراه العميل لأول مرة في حياته.

هل الأمر مخيف؟ نعم بعض الشيء؛ لكنك لست المسؤول عن طمأنة نفسك، هذا دور الطبيب.

في البداية يجب أن تقوم بالبحث بشكل جيد عن الطبيب الذي ستزوره.

القاعدة الأولى: لا تنجرف وراء الترشيحات

من الجيد أن أصدقاءك أو أقرباءك اقترحوا عليك تجربة طبيب ما؛ لكن هل هو مختص فيما تبحث عنه؟ هل بحثت عن الشهادات والدراسة وأوجه التخصص لهذا الطبيب؟

عندما يتعلق الأمر بالعثور على معالج، فإن الدقة والتريث مهمان للغاية. إن استطعت؛ خذ وقتك في البحث عن المعالجين المحتملين قبل تحديد موعد. قم بإجراء ما يشبه تحقيقاً عن خلفياتهم وتخصصاتهم.

ينطبق مصطلح "المعالج " على كل شيء بدءاً من اختصاصي علم النفس الإكلينيكي المرخص والمسموح له بممارسة العلاج النفسي، والذي لديه آلاف الساعات من التدريب والخبرة، إلى "المعالج" الحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة العامة ورخصة مزاولة علاج نفسي.

يخبرك مصطلح "المعالج" في الواقع بالقليل جداً عن مؤهلات هذا الشخص الذي أنت على وشك الذهاب إليه، لذا ابحث عنه وخذ وقتك في الاكتشاف وحاول إيجاد الإجابة على الأسئلة التالية:

  • ما هو تعليمه؟
  • هل يحمل درجة علمية متقدمة في بعض مجالات الصحة النفسية؟
  • هل مرخص له بالممارسة في دولتك؟
  • منذ متى وهو يمارس العلاج النفسي؟
  • أين تدرب؟
  • ما الشهادات التي حصل عليها من المؤسسات المعتمدة؟

إن لم تتمكن من معرفة ذلك عبر الإنترنت، فيجب أن تسأله عند الذهاب في المقابلة الأولى ليطمئن قلبك وتتأكد أنك في أيدٍ أمينة.

القاعدة الثانية: أن تكون حساساً، وخاصة في الجلسة الأولى، ليس أمراً سيئاً أبداً

يمكن أن تشعرك جلستك الأولى بالإرهاق والرغبة في البكاء. لا مانع أبداً؛ كن لطيفاً مع نفسك ولا تجلد ذاتك بسبب تلك الرغبة في البكاء.

بعض الأشخاص مستعدون فقط لإفشاء كل شيء والتحدث عن الأشياء الكبيرة  في الجلسة الأولى، وبعض الناس يستغرقون وقتاً أطول بكثير ليشعروا بالراحة في المشاركة.

يمكنك دائماً أن تطلب التحدث عن مشاكلك بشكل أبطأ، ثم تنتقل تدريجياً إلى كل ما هو عميق في دواخلك إذا شعرت أنك لن تستطع الحديث عن كل شيء في المرة الأولى.

إذا كنت ترغب في ذلك، فقد يكون من المفيد جداً أن تقول شيئاً مثل: "مرحباً، هناك شيء أريد التحدث عنه في النهاية؛ لكنني لست مستعداً بعد وأفكر في تأجيله للمرة القادمة".

القاعدة الثالثة: لن يكون لدى المعالج كل الإجابات

إن كنت تبحث عن معالج ليخبرك فقط بما يجب عليك فعله، فمن المحتمل أنك ستصاب بخيبة أمل. المعالج الخاص بك موجود ليكون استشارياً، وقد يخبرك رأيه في الحلول التي طرحتها لمشكلتك.

المعالج النفسي ليس عرافاً سحرياً يمكنه حل جميع مشاكلك، وإذا فعل ذلك فهذا يعني أنه يخل بقواعد العلاج النفسي.

قد يكون معالجك قادراً على مساعدتك في معرفة كيف تريد التعامل مع الأشياء؛ ولكن لا يتضمن دوره أن يملي عليك القرارات المهمة في حياتك.

القاعدة الرابعة: عليك أن تكون صادقاً

إذا كنت تريد أن يُحدث العلاج فرقاً حقاً، فسيساعدك الصدق على تحمل كل شيء لأنه يسهل العملية العلاجية ويساعدك في المضي قدماً نحو التحسن. هذا مكان آمن، ومن المفترض ألا يُصدر معالجك أي أحكام على ما تقوله.

قد تكون تلك الفكرة مخيفة لبعض الأشخاص؛ لكن معرفتك بخلفية معالجك والنظر إلى تقييمات العملاء على الإنترنت قد تكون مفيدة في هذه الحالة. قد تساهم تقييمات العملاء في بناء ثقة بينك وبين المعالج تجعلك تتحدث بارتياح عن مشاكلك.

القاعدة الخامسة: اسأل كما تريد

يمكنك طرح الكثير من الأسئلة حول ما سيحدث، فمن المهم أن تطرح على معالجك الأسئلة.

أحد الأسئلة المفاجئة التي أقترح شخصياً طرحها للمعالج هي إذا ما كان لديهم إشراف نفسي؛ وهي عبارة عن جلسات مع مشرف على العلاج النفسي للمساعدة في فهم الحالة والتأكد من أن العملية العلاجية تسير حسب قواعد العلاج النفسي.

أن يخضع المعالج النفسي للإشراف هي إحدى قواعد العلاج النفسي المهمة. اسأل معالجك المحتمل إذا كان لديه مشرف. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فاعتبر ذلك علامة حمراء.

أيضاً اسأل معالجك عن التحسن وكيف يمكن قياسه ومتى تتوقع حدوث ذلك. عندما تبدأ في رؤية معالج جديد لأول مرة، تحدث معه حول كيفية معرفة ما إذا كنت تحرز تقدماً (في أثناء جلساتك وخارجها).

يجب أن تسأل أيضاً عن خطة العلاج وتخبر معالجك عن توقعاتك وتناقشها معه.

القاعدة السادسة: توقع أن تشعر بعدم الارتياح في بعض الأحيان

في بعض الأحيان ستكون متحمساً حقاً للذهاب إلى العلاج وأحياناً قد تكرهه، فقد لا يكون المعالج الأول هو المعالج المناسب، وخاصة إذا كنتما تعملان معاً لبعض الوقت، فإن الأمر يستحق الحديث عن إنهاء علاقتكما إذا شعرت أن معالجك لم يعد يخدمك.

من المهم استكشاف الأشياء عن طريق التحدث مع المعالج فيها بدلاً عن مجرد ترك العلاج. يمكن أن يكون هناك الكثير من الأشياء الجيدة أيضاً، وإذا لم تعالج ذلك، فقد يحدث نفس الشيء مع المعالج التالي.

يمكنك أيضاً إجراء مقابلة هاتفية أو جلسة عبر الإنترنت في كثير من الأحيان مع معالج آخر في حال وجود رغبة في تغيير المعالج من أجل الحصول على إحساس أفضل تجاه المعالج النفسي الجديد.

العلاج النفسي ليس أمراً سهلاً، والتغيير صعب. سيكون الأمر شاقاً أحياناً؛ لكنه جزء من العملية التي ستوصلك إلى المكان الذي تريده.

القاعدة السابعة: يجب أن يكون العلاج أفضل لحياتك

تذكر أنك تعطي وقتك ومالك وعواطفك لهذه العملية وهذا الشخص. هذه ليست أشياء من المفترض تضييعها، لذا اطلب من المعالج بوضوح مساعدتك فيما تحتاجه، وإذا لم يفعل ذلك فابحث عن معالج آخر يمنحك ذلك.

يجب أن يكون العلاج مكاناً آمناً ومريحاً حيث يمكنك أن تقول أي شيء. وهذا يشمل بالضرورة إذا كنت لا تفهم شيئاً ما، أو إذا كان معالجك يزعجك، أو إذا كنت لا توافق على شيء في الجلسة.

لا يساعدك هذا فقط في المضي قدماً؛ ولكنه يسمح أيضاً لمعالجك بتخصيص العلاج بما يناسبك بشكل أفضل.

إن وضع كل بطاقاتك على الطاولة هو الطريقة الوحيدة للحصول على مساعدة حقيقية. عبّر عن نفسك بحرية وتذكر أن الغرض من هذه العملية هو تحسن صحتك النفسية.