ما الطريقة الأمثل لدعم من تحب عاطفياً؟

1 دقيقة
الأصدقاء والعائلة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الأصدقاء والعائلة مصدر دعم مستمر لنا، وعلينا أن ندعمهم كلما احتاجوا إلينا في المقابل، لكن قد لا تعرف دائماً الطريقة لتقديم هذا الدعم.

هل من الأفضل أن تتجنب الحديث عن المشكلة التي يمر بها الآخر وتركز على مشاعره مثلاً؟ أم أن تتحدث إليه عن الصعوبات التي تواجهك لتخفف عنه؟ أم أن تبادر بإيماءة رقيقة؟ عندما يواجه شخص عزيز محنة، عليك أن تجد الطريقة المثلى لتدعمه دون أن تضغط عليه. في أبريل/نيسان 2024، نشر باحثون دراسة في دورية "السلوك غير اللفظي" (Nonverbal Behavior)، حول أثر الكلام والإيماءات الجسدية في مواساة الآخرين.

مزج الأفعال مع الأقوال

ولإجراء دراستهم، صنع الباحثون 4 مقاطع فيديو تصور طالبتين، الطالبة الأولى رسبت في الامتحان والطالبة الثانية تحاول مواساتها، وقد صور الباحثون 4 نسخ من هذا التفاعل. ركزت الطالبة التي تواسي صديقتها على المشكلة التي واجهتها هذه في أحد مقاطع الفيديو في حين ركزت في المقطع الآخر على مشاعرها. كانت هنالك نسختان مختلفتان لكل مقطع فيديو، في النسخة الأولى دعمت الطالبة صديقتها من خلال إيماءات مثل العناق في حين لم تفعل ذلك في النسخة الأخرى.

في المجمل، شاهد 409 طلاب أحد مقاطع الفيديو الأربعة هذه، ثم قيم كل مشارك تأثير التفاعل على التقدير الذاتي والكفاءة الذاتية والحد من الضيق، لدى الطالبة التي رسبت في الامتحان. وجد الباحثون أن رسائل الدعم اللفظي التي تركز على المشاعر كانت أكثر فعالية في تحسين احترام الذات والكفاءة الذاتية لدى الطالبة وتخفيف الضيق عنها، سواء كانت هذه الرسائل مصحوبة بإيماءات دعم جسدية أو لا. ومع ذلك، عندما ركز الدعم اللفظي على المشكلة، صنفت التفاعلات التي تضمنت إيماءات دعم جسدية على أنها أكثر فعالية من تلك التي لم تتضمن ذلك، ومن ثم يمكن أن تكون الإيماءات مهمة جداً في مواساة الآخرين.

كن مستمعاً جيداً

بالإضافة إلى أهمية الدعم الملموس، تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية رد فعلك تجاه مشكلة الآخر. على الرغم من أننا نميل إلى الاستجابة بصورة عقلانية لحل الموقف الإشكالي، فمن الأفضل أحياناً التركيز على ما يشعر به الشخص الآخر، دون محاولة التقليل من مشاعره على الإطلاق.

تقول المختصة النفسية ماري دو هينيزيل (Marie de Hennezel): "لكي تستمع إلى الآخر بعناية، عليك الانتباه لأحاسيسك إذ يسمح لك ذلك بأن تكون أكثر هدوءاً ما يترك المجال للشخص الذي يعاني المشكلة للتحدث بحرية، وبعد أن تستمع إليه عليك إخباره أنك تؤمن بقدرته على اجتياز هذه المحنة، فهذا يمكن أن يساعده جداً على التطور والمضي قدماً".