تعرف إلى الجلسات العلاجية المعرفية والسلوكية

2 دقائق
جلسات العلاج المعرفي
shutterstock.com/Pixel-Shot

يركز العلاج المعرفي السلوكي على الوعي الذاتي ودوره في معاناة الفرد، إذ ترتكز الممارسة على معرفته لذاته، أي الأفكار والمعتقدات الخاطئة والسلبية أحياناً التي يتعلمها عن نفسه، ويمكن أن تولد لديه حالة من المعاناة واضطراب السلوك (كالإدمان، والرهاب، واضطراب الوسواس القهري) التي سيحاول العلاج بعد ذلك تصحيحها. وينتمي العلاج المعرفي السلوكي إلى عائلة العلاجات الموجزة، أي أن الجلسات العلاجية تعتمد على التفاعل بين المعالج والمريض، ليتمكن هذا من تعلم سلوكيات جديدة. 

نبذة تاريخية

نشر واطسون المقالات الأولى عن جلسات العلاج المعرفي السلوكي في عام 1913، وأيد فيها مفهوم "السلوكية"، إذ رأى ضرورة استناد علم النفس إليه عند دراسة سلوكيات الإنسان. ومن ناحية أخرى، طور ألبير إليس وآرون بيك جلسات العلاج المعرفي في الستينيات، واهتم الأول (ألبير إليس) بالنوبات الاكتئابية التي تسببها الفجوة بين النظرة المبالغ فيها التي نكونها عن أنفسنا، مقارنةً بما يمكننا القيام به بالفعل، والتي تؤدي في الغالب إلى التدني في تقدير الذات. أما آرون بيك، وبعد تقييم نتائج الجلسات العلاجية المختلفة، فقد ركز بحثه على معرفة الإنسان وأفكاره ومعتقداته. وهكذا فقد حدث توليف بين الجلسات العلاجية السلوكية والمعرفية بصورة تلقائية، ذلك أن المعالجين كانوا يتناوبون بين النهجين.

قد يهمك أيضا: دليلك الكامل للتعرف على الاكتئاب.

طريقة العلاج

تعتمد جلسات العلاج المعرفي والسلوكي على تعلم المرء لسلوكيات الجديدة من خلال تطوير أفكار أكثر ملاءمةً له، ويتمحور الأمر حول تكوين نظرة إيجابية لديه تجاه المستقبل وإمكانية النجاح فيه، وهو الأمر الذي يعتقد المريض انه غير قادر على فعله اليوم وهو السبب ذاته الذي جعله يفشل في الأمس. تعتمد الممارسة جزئياً على التحليل الوظيفي للمشكلة، مع العمل على تحديث المحفزات والمونولوجات الداخلية ذات الصلة، وبالطبع السلوكيات "القهرية"، ثم على تطوير الأهداف، والتي تتكون أساساً من عدد من المهام المحددة التي يتعين على المريض إنجازها، حيث يتصور نفسه في أحد المواقف العصيبة ومن هنا يظهر مبدأ آخر ضروري للجلسات العلاجية المعرفية والسلوكية وهو التعاون التفاعلي بين الطرفين، وتحديد ما يمكن للمريض أن يقبله دون أي إلزام من المعالج. 

كيفية سير الجلسة

تخصّص الجلسة الأولى للاستماع إلى مشكلة المريض، أما الجلسة التالية فتعتمد على الوصف التفصيلي للإدراك والسلوك المرتبط بمواقف يومية متعددة: بما نفكر عندما نستيقظ؟ هل نتناول الإفطار قبل الاستحمام أو بعده؟ الهدف قبل كل شيء هو وضع قائمة بأكثر اللحظات توتراً. بعد ثلاث أو أربع جلسات، يقوم المعالج والمريض معاً بصياغة قائمة تتضمن المهام التي يجب على الأخير إنجازها (مثل تناول العشاء في مكان عام، أو ركوب المصعد) وفقاً لجدول زمني محدد، بهدف تعديل السلوك تدريجياً. يتدخل المعالج عبر طرح الأسئلة، ويبدي النصح ويوضح النقاط التي يمكن أن تساعد مريضه على فهم الاضطراب الذي يعاني منه وإيجاد حلول للخروج منه، وتتناول الجلسات التالية الصعوبات التي يواجهها المريض وإمكانية محاولة تعديل السلوكيات مجدداً. في بعض الحالات (الرهاب)، تكون جلسة الاسترخاء ضرورية لتحقيق إزالة حساسية سبب الخوف، وتجدر الإشارة إلى اختلاف كل جلسة عن سابقتها، وذلك لأن العلاج يشهد تقدماً تدريجياً بمرور الجلسات. 

اقرأ أيضا:

دواعي اللجوء إلى العلاج المعرفي والسلوكي

يُعد الرهاب واضطرابات الوسواس القهري حالياً أكثر مجالات العلاج المعرفي السلوكي شهرة، وكذلك الرهاب الاجتماعي الذي يؤدي إلى اضطرابات معينة مثل الخوف من التحدث إلى الجمهور والرعشة والتعرق. ونظراً لارتباطها بالعلاج المعرفي، فهي تستهدف أيضاً حالات الإدمان مثل الشره المرضي والتدخين وإدمان الكحول، أو حتى المشكلات الجنسية.

تستهدف الجلسات العلاجية المعرفية والسلوكية اضطراباً معيناً، فهي ليست مناسبة في حالات الشعور بالانزعاج المجهول السبب، الأمر الذي يتطلب العمل على بنية الهوية، أو حاجة المريض إلى التحدث وأن يتم الاستماع إليه. 

المدة 

ينتمي العلاج المعرفي السلوكي إلى فئة العلاجات القصيرة الأمد وتتضمن فترته العلاجية حوالي عشرين جلسة، بواقع جلستين أسبوعيتين في حالة الأزمة الحادة، وتستغرق كل جلسة حوالي 45 دقيقة. وتمتد الفترة العلاجية ككل لـ 3 إلى 6 أشهر كحد أقصى، وعلى الرغم من ذلك، فإن المعالج قد يرى أن الأعراض لدى المريض حادة وبحاجة لفترة علاجية أطول.

المحتوى محمي