

هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
أدخل بريدك الإلكتروني واقرأ المقال مجاناً
أنشئ حساباً مجاناً واقرأ مقالتين مجاناً كل شهر من أوسع تشكيلة محتوى أنتجته ألمع العقول العالمية والعربية .
أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس "كوفيد-19" كجائحة عالمية في 11 مارس/آذار 2020، وأدى ذلك إلى تغيرات جذرية في حياة الناس عالمياً وتغيرات في الاقتصاد العالمي والخاص وإغلاق جماعي وركود اقتصادي. وقد أحدثت جائحة "كوفيد-19" مخاطراً غير مسبوقة للصحة النفسية على مستوى عالمي، خاصةً لدى كبار السن، ومقدمي الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يعانون من متاعب صحية.
لقد حدث الكثير من التغييرات على حياتنا، مثل العزلة الإجبارية، وتغيير للروتين، والأزمات الاقتصادية، ومنع التواصل الجسدي، والقلق بشأن الإصابة بالمرض. وأدى عدم وجود علاج أو لقاح للمرض في بدايات الجائحة إلى تفاقم القلق، والوباء ليس فقط ظاهرة طبية، فهو يؤثر على الأفراد، وعلى المجتمع، ويسبب الاضطراب النفسي، والقلق، وأحياناً الوصمة، فإذا تذكرنا في بداية الجائحة، كان هناك نوع من الوصم في بعض المجتمعات للمصابين بمرض "كوفيد-19″، وكراهية الأجانب، وهو ما حدث أيضاً في بداية الجائحة، حيث كان يتعرض بعض الصينيين للنبذ والتنمر. فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق عدة نصائح للتعامل مع هذا الشعور بالوصم؛ وأوضحت أن الإصابة بمرض "كوفيد-19" لا يرتبط بعرق، أو جنسية، وأنه يجب التعاطف مع جميع المصابين بالمرض وأرشدت هؤلاء الذين يشعرون بالقلق الزائد، بتقليل قراءة الأخبار الخاصة بفيروس "كوفيد- 19″، وعدد الإصابات، وعدد الوفيات، ونوهت بالبحث عن الأخبار الموثوقة فقط، وعدم الانسياق وراء المعلومات المضللة، وتعد هذه النصائح صالحة حتى هذه اللحظة.
محتويات المقال
تشير إحدى الدراسات الحديثة المنشورة عام 2021، في مجلة "ميدل إيست كورنت سايكاتري" (Middle East Current Psychiatry) أو (MECP) والتي حملت عنوان "الاعتلال النفسي، والعادات الغذائية خلال جائحة كوفيد- 19" والتي كانت عينتها على الشباب المصري من سن 14 حتى 24 عاماً، والتي قامت بها الباحثات رؤى جمال، ونهى فضل، وأسماء خالد. بينت أهمية الانتباه إلى الآثار النفسية للإصابة بمرض "كوفيد-19″، والتي كثيراً ما تُهمل في مقابل الآثار الجسدية.
واستهدفت الدراسة التأثير النفسي لمرض "كوفيد-19" على الشباب، والتغيرات الغذائية، وطرق التأقلم خلال الجائحة. وأُجريت الدراسة عن طريق مسح عبر الإنترنت بين 447 مشاركاً مصرياً، وتوصلت الدراسة إلى أن نحو 80.5%، و74%، و73.8% من المشاركين يعانون من درجات مختلفة من الاكتئاب، والقلق، والأرق على التوالي. فيما اكتسب نحو 37.4% من المشاركين بعض الوقت. واكتسب نحو 17.9% من المشاركين عادة الأكل العاطفي، و29.3% عادة الأكل الليلي. وأصيبت الإناث الناجيات من الفيروس أو ممن يمتلكون أقرباء مصابين بالفيروس بحالات الاكتئاب، والقلق، وأصيب المراهقون بدرجات عالية من الاكتئاب، والقلق. وكذلك الذين لديهم تاريخ من المعاناة الجسدية. كما ارتبطت تغيرات الوزن، وتغير العادات الغذائية الناتجة عن الإصابة بكوفيد-19 بالاكتئاب، والقلق، والأرق.
من منظور الصحة النفسية العامة، فإن التأثير النفسي الرئيس هو ارتفاع معدلات القلق، والتوتر. وتبعاً لإحدى الدراسات الصادرة عام 2020، التي نُشرت في مجلة "لانسيت سايكاتري" (lancet psychiatry) أحدثت الجائحة جائحة موازية على المستوى النفسي، بسبب زيادة معدلات الخوف، والقلق، والاكتئاب، ونتج عنها انتكاسات أو تفاقم لمن يعانون بالفعل من مشاكل نفسية، وكذلك بالنسبة لمرضى الوسواس القهري، فعانوا من مستوى قلق مضاعف بشأن التلوث، وبسبب خطر انتشار المرض، وقد بينت دراسة أخرى نُشرت في مجلة (Jama psychiatry) تأثير مرض "كوفيد-19" على المخ، ووجدت أن بعض المرضى يعانون من القلق، والاكتئاب، والذهان، وعجز في الإدراك، أو ما يُعرف بضبابية الدماغ، أو تشوشه، وحتى الأفكار الانتحارية، ما يشير إلى تسبب "كوفيد-19" في حدوث تلف مستقل في الدماغ.
أكد أحد الأبحاث الذي نُشر في مجلة "بيدياتريك كلينيكس أو نورث أميركا" (Pediatric Clinics of North Americ) أن الأطفال، والمراهقين قد عانوا من القلق الشديد، والاكتئاب في أثناء جائحة "كوفيد-19″، وعانوا من الخوف من الموت، ومن فقد الأحباء، وربما كان المراهقون خاصةً الإناث عرضة بشكل أكبر للقلق، والاكتئاب. فقد تعرضوا للعزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة، وأثّر عدم ممارسة النشاط البدني فيهم بشكل سلبي. أما الأطفال فكان مرض "كوفيد-19" يشكل مصدر قلق بالنسبة لهم، لأنه عرضهم لمتاعب جسدية، وللاكتئاب، والقلق.
لم تنته جائحة "كوفيد-19" بعد، وما زال السفر معلقاً لبعض البلدان، حتى وإن كانت إجراءات الحجر قد تخففت في بعض الدول، لكن إذا كنتم مضطرين للمكوث في المنزل، بسبب الإصابة بمرض "كوفيد-19" فهناك بعض النصائح التي يقترحها موقع "مينتال هيلث فاونديشن" (mental health foundation) قد تفيدكم للحفاظ على سلامتكم النفسية مثل:
وختاماً؛ وحتى تنتهي جائحة "كوفيد19" ينبغي الحرص على ارتداء الأقنعة الطبية، وتلقي التطعيم، والحفاظ على التباعد الاجتماعي.