كيف توظف اليقظة الذهنية في علاج القلق والتوتر؟

2 دقائق
توظيف اليقظة الذهنية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: عندما تركز ذهنك في اللحظة الحاضرة، هنا والآن، فقد تتمكن من وقف سيل التفكير الجارف الذي يشغل بالك. هذه هي اليقظة الذهنية التي تُعدّ أحد أشكال التأمل، ولها فوائد جمّة للصحة النفسية والجسدية، فتابع هذا المقال كي تتعرّف كيف يمكن توظيف اليقظة الذهنية في علاج القلق والتوتر.

يؤثر تركيز الانتباه على اللحظة الحاضرة دون إصدار أحكام في مستوى الرفاهة التي نشعر بها، وتسمح اليقظة الذهنية بمراقبة الأفكار والعواطف والأحاسيس الجسدية والبيئة المحيطة واللحظة الحاضرة عن قصد، دون توقعات أو أحكام أو ردود أفعال. هذه الممارسة التي تُعدّ شكلاً من أشكال التأمل، يمكن تطبيقها في أثناء المشي أو الأكل أو الاستلقاء، فهي تساعد على الانغماس في اللحظة الحاضرة، هنا والآن. ويشجع الباحثون على ممارسة اليقظة الذهنية نظراً لفوائدها المتعددة.

اليقظة الذهنية قد تعالج القلق

أكدت دراسات عديدة تأثير اليقظة الذهنية عندما تمارَس على نحو منهجي؛ حيث تقلل أعراض القلق والاكتئاب. وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى فوائدها للصحة، وبخاصة دورها في تقليل التوتر، وتعزيز التنظيم العاطفي والتركيز، بالإضافة إلى أن ممارسة اليقظة الذهنية يمكن أن تحدّ من بعض الأمراض بتخفيف الآلام المزمنة والالتهابات مثل الصدفية.

وقد جمع تحليل أنجزه باحثون في جامعة كامبريدج ونُشر في مجلة نيتشر مينتال هيلث (Nature Mental Health)، بيانات 13 دراسة حول هذا النوع من التأمل. شاركت في هذه الدراسات مجموعة من الأشخاص البالغين الذين تلقّوا دروساً في تقنية اليقظة الذهنية، وكشفوا أنهم كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض القلق والاكتئاب، ولمس المشاركون فوائد هذه التقنية بعد 6 أشهر على الأقل من تلقّي تلك الدروس.

وقالت الباحثة الرئيسة، الدكتورة جولييتا غالانتي (Julieta Galante): "هذه الدراسة دليل قوي على أن تدريب اليقظة الذهنية الذي يقدَّم لمجموعة معينة، مفيد فعلاً للفرد العادي".

كيف تمارس اليقظة الذهنية؟

مزجت التدريبات المقدّمة في هذه الدراسات بين عناصر من تقنيات التأمل، واليقظة الجسدية، وعلم النفس الحديث. ويمكن تنفيذ تقنية اليقظة الذهنية في أوقات مختلفة من اليوم للحد من التوتر، وتحسين مستوى الرفاهة، وتعزيز المرونة النفسية والعاطفية. ولممارستها، تستطيع مثلاً التركيز على تنفسك والانتباه إلى أحاسيسك في أثناء غسل الأواني أو تنظيف أسنانك أو تناول الطعام. وكذلك، يمكنك تلقّي دروس في اليقظة الذهنية؛ ومن ثَمّ الاستفادة من تأثير التدريب الجماعي الذي يعزز فوائد هذه الممارسة وفقاً للباحثين.

وأخيراً، لا يُنصح باستخدام التطبيقات الإلكترونية المخصصة لممارسة اليقظة الذهنية، وفسر الباحثون ذلك بالقول: "قد تكون هذه التطبيقات أقل كلفة لكن فعاليتها غير مثبتة، فهناك مَن يقولون إنها مثبتة؛ لكنهم غالباً ما يقصدون تجارب شخصية بمشاركة مدرّب ومجموعة من الممارسين".

المحتوى محمي