تعرف إلى دواء السيتالوبرام

3 دقائق
السيتالوبرام

السيتالوبرام هو واحد من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائي (SSRIs)، ويُستخدم لعلاج الاكتئاب، وأحياناً لعلاج نوبات الهلع. وله استخدامات أخرى مثل علاج الضعف الجنسي، أو عدم قدرة الرجال على إحداث انتصاب بشكل كافٍ لإتمام علاقة جنسية، أو اضطراب الوسواس القهري عند الأطفال (OCD) وهو اضطراب يسبب القلق، فيجعل المصاب به مهووس بتكرار سلوكيات بعينها، مثل غسل اليدين، لتقليل الضيق الذي يشعر به، ولا يتمكن الأطفال من تفسير أهداف هذه السلوكيات.

- ومتلازمة كرب ما بعد الصدمة (PTSD) - وهي اضطراب نفسي يثيره حدث مخيف حصل للفرد نفسه، أو لأفراد قريبين منه وكان هو شاهداً عليه؛ مثل حادث مرور أو هجوم إرهابي، ويؤدي لظهور أعراض مرضية مثل القلق الشديد، والكوابيس المفرطة، والتفكير في الأحداث السابقة.

وتُصرف مضادات الاكتئاب بواسطة الطبيب فقط؛ لا يجب تناوله بدون وصفة طبية. وقد صُرح استخدام هذا الدواء لأول مرة بواسطة منظمة الغذاء والدواء (FDA) في عام 1998، ويؤخذ السيتالوبرام عن طريق الفم، ويحدد الطبيب الجرعة المناسبة بناءً على العمر، والحالة التي يُعاَلج منها المريض، ومدى خطورتها، ووجود أمراض أُخرى لديه تستلزم علاجات قد تتفاعل مع السيتالوبرام. 

كيف يعمل السيتالوبرام؟

في البداية؛ يجب أن نعرف أن هناك مادة داخل المخ تُسمى السيروتونين؛ وهو ناقل عصبي يساهم في الإحساس بالشعور الجيد، ويُساعد أيضاً في تنظيم النوم، و مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائي التي تعمل كمضادات للاكتئاب تعمل على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ؛ عن طريق منع امتصاص الأعصاب للسيروتونين. ويستغرق السيتالوبرام من 4 إلى 6 أسابيع من بداية تناوله كي يبدأ في العمل، وقد تستغرق الاستجابة الكاملة لهذا الدواء من 8 إلى 12 أسبوعاً.  

ما هي الأعراض الجانبية للسيتالوبرام؟

على غرار الأدوية الأخرى، فالسيتالوبرام قد يسبب أعراضاً جانبيةً لبعض الناس؛ لكن الكثيرون لا تظهر عليهم أعراضاً جانبيةً، أو تظهر عليهم أعراضاً بسيطةً؛ وتشمل: التعب والنعاس وجفاف الفم والتعرق؛ إلا أن هذه الأعراض تتحسن بمجرد أن يتعود المريض على الدواء. و لتقليل الآثار الجانبية؛ يمكن أن ينصح الطبيب بتناول الدواء بجرعة منخفضة تزداد تدريجياً حتى تصل للجرعة المناسبة. 

ما هي الأدوية التي تتداخل مع السيتالوبرام؟

يتداخل تأثير السيتالوبرام مع بعض الأدوية مثل:

1-بوسبيرون، وفينتانيل وليثيوم: قد تحدث حالة مهددة للحياة تُسمى "متلازمة السيروتونين" إذا تناولت السيتالوبرام مع أدوية تسبب زيادة مستوى السيروتونين، ويتسبب ذلك في تراكم مستوى السيروتونين في الجسم؛ ما يؤدي إلى عدة أعراض خطيرة كتسارع ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب العضلات، والتعرق الشديد، والإسهال، والصداع، والرعشة، ويمكن أن تكون متلازمة السيروتونين مهددةً للحياة إذا ظهرت علامات مثل الحمى، ونوبات الصرع، وفقدان الوعي.

2-بعض أدوية الصداع النصفي؛ مثل ألموتريبتان وسوماتريبتان.

3-الأمفيتامينات؛ مثل ديكستروأمفيتامين.

4-من الخطر تناول الأدوية التي تؤثر على ضربات القلب؛ مثل الأميودارون و الكلوربرومازين، مع السيتالوبرام. 

5-الأدوية التي تزيد من خطر الإصابة بالنزيف؛ مثل الوارفارين والهيبارين والأسبرين والإيبوبروفين. 

6-يزيد السيتالوبرام من تأثير المهدئات؛ مثل لورازيبام وديازيبام. 

ما هي التحذيرات الواجب معرفتها لمستخدمي السيتالوبرام؟

هناك عدة تحذيرات يجب أخذها في الحسبان عند تناول السيتالوبرام؛ لكن لا داعي للهلع، فملاحظة العلامات الخطرة أفضل طريق للتدخل السريع، ومن هذه العلامات: 

1-الحساسية: إذا لاحظت وجود أعراض تحسسية، أو صعوبةٍ في التنفس، أو تورمٍ في الوجه واللسان والعين، أو طفحٍ جلدي؛ أو في حالة وجدت هذه الأعراض كلها أو جزء منها توقف عن تناول السيتالوبرام فوراً، وتوجه إلى مركز الطوارئ. 

2-بالنسبة لمرضى القلب ومن يعانون من متلازمة تُسمى كيو تي الطويلة (congenital Qt syndrome)؛ وهي مرض يسبب ضربات قلب سريعةً و غير منتظمة للمرضى، وقد تؤدي هذه الضربات إلى الإغماء فجأةً، ويمكن أن تُسبب الموت المفاجئ. ويسبب السيتالوبرام تغيراً شديداً في ضربات القلب لهؤلاء المرضى؛ وهي حالة مهددة للحياة. 

3-الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستوى البوتاسيوم: يُحظر تناول السيتالوبرام إذا كانت مستويات البوتاسيوم لدى المريض منخفضة، لأن تناول السيتالوبرام مع مستويات بوتاسيوم منخفضة يسبب أيضاً حالة إطالة كيو تي؛ وهي كما ذكرنا في السابق حالة مهددة للحياة. 

4-الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من المغنيسيوم.

5-الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى: إذا كنت مصاباً بأمراض الكلى، تحدث مع طبيبك قبل تناول السيتالوبرام، لأن مستويات السيتالوبرام قد تتراكم في الدم مسببةً المزيد من الآثار الجانبية لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى الحادة. 

6-الأشخاص الذين يعانون من أمراض بالكبد: يُعالَج السيتالوبرام عن طريق الكبد، لذا إذا كنت تعاني من أمراض بالكبد قد تزداد مستويات الدواء في الجسم، وآثاره الجانبية، وتُعتبر الجرعة المناسبة لمرضى الكبد 20 ملليغراماً فقط. 

7-الأشخاص الذين يمتلكون تاريخاً من نوبات الصرع: يمكن أن يزيد سيتالوبرام من خطر التعرض للنوبات، لذا إذا كنت تعاني في السابق من نوبات صرع؛ أخبر طبيبك قبل تناول سيتالوبرام. 

8-النساء الحوامل: يُعتبر سيتالوبرام للحوامل من الفئة ج؛ وهذا يعني شيئين: أن الأبحاث على الحيوانات أظهرت أن تناول الأم الدواء له آثار ضارة على الجنين، فإذا كنت تخططين للحمل، تحدثي مع طبيبك حول أفضل دواء يناسبك. الشيء الآخر هو أنه لم تُجرى أبحاث كافية على البشر لمعرفة تأثير الدواء على الأجنة.

9-النساء المرضعات: ينتقل السيتالوبرام إلى حليب الثدي؛ وبالتالي يصل إلى الجنين أثناء الرضاعة، لذا قد تحتاجين إلى استشارة الطبيب بشأن التوقف عن الرضاعة أو التوقف عن تناول الدواء.

10-الأطفال: قد يتسبب السيتالوبرام في تغير الشهية للطعام، ويؤثر على الوزن، لذا يجب مراقبة الوزن والطول للأطفال والمراهقين أثناء العلاج. 

ختاماً؛ يجب العلم أنه لا ينبغي التوقف فجأةً عن تناول سيتالوبرام؛ تحدث مع طبيبك أولاً، فالتوقف المفاجئ عن تناول هذا الدواء قد يؤدي إلى ظهور أعراض القلق، والشعور بعدم الراحة، والصداع، والتعرّق، والدُوار، والإحساس الشبيه بالصدمة الكهربية. قد يطلب الطبيب منك التوقف تدريجياً عن تناول الدواء لتجنب الإصابة بهذه الأعراض.

المحتوى محمي