

هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
أدخل بريدك الإلكتروني واقرأ المقال مجاناً
أنشئ حساباً مجاناً واقرأ مقالتين مجاناً كل شهر من أوسع تشكيلة محتوى أنتجته ألمع العقول العالمية والعربية .
تُعرف السمنة على أنها مرض متعدد الأسباب، يتمثل في كمية دهون زائدة في الجسم، ويمكن قياس الدهون الزائدة عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) بقسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالأمتار. وعلى الرغم من أن السمنة قد تتسبب فيها عوامل مثل الجينات الموروثة، وبعض الاضطرابات الأخرى، والعادات الصحية السيئة، وامتلاك تاريخ عائلي من السمنة، والأسباب العضوية مثل أمراض الغدد، وبعض الأدوية، والاكتئاب، والأكل العاطفي وانخفاض الثقة بالنفس؛ فإن الأسباب الرئيسية لحالة السمنة لدى المراهقين هي قلة النشاط البدني، واستهلاك سعرات حرارية، تفوق النشاط البدني المعتاد. ويُعتبر انخفاض النشاط البدني عاملاً رئيسياً في انتشار وباء السمنة عالمياً. ويُستخدم النشاط البدني أحياناً بمعنى ممارسة الرياضة؛ لكنه مصطلح أعم من ذلك فيشمل أي حركة للجسم تحرق السعرات الحرارية، سواء باللعب، أو العمل، أو المهام اليومية، أو التنقل اليومي. أما التمارين الرياضية فتشمل الأنشطة المتخصصة والمتكررة التي تهدف إلى تحسين اللياقة البدنية والصحية.
تقول الإحصائيات أن الناس أصبحوا أقل نشاطاً اليوم مما كانوا عليه لمدة عقود. في دراسة ترجع إلى عام 2020 نُشرت في المجلة النيجيرية للممارسة السريرية، للباحثَين "ماتو كيه أيه" (Mattoo KA) و"شوباير إم" (Shubayr M) بعنوان "العلاقة بين إهمال الوالدين في التغذية والنشاط الاجتماعي للبالغين البدينين بين سكان جازان" كانت تهدف إلى تقييم اثنين من معايير إهمال الوالدين هما نمط التغذية، والنشاط البدني؛ واللذان يرتبطان بالسمنة في مرحلة البلوغ.
بحثت الدراسة العلاقة بين إهمال الوالدين في التغذية والنشاط البدني للبالغين البدينين بين سكان الجازان، وأجريت على إجمالي عدد 450 فرداً بالغاً، تترواح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، لمعرفة قيم مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ووجدت أن إهمال الآباء لقيام أبنائهم بنشاط بدني من عوامل الإصابة بالسمنة عند البلوغ.
واستخلصت الدراسة أن الآباء مسؤولين عن تطوير عادات الأكل الصحية، والسلوك الاجتماعي التنافسي بين الأطفال، ونوهت إلى أن الآباء يحتاجون لممارسة سلوكيات صحية تجاه الطعام، لكي يحذوا أبنائهم حذوهم، وذلك في طفولتهم المبكرة حتى مرحلة البلوغ، وأوضحت الدراسة أن إهمال الوالدين يزيد من خطر الإصابة بالسمنة عند البالغين.
وقد بينت دراسة أخرى مدى انتشار زيادة السمنة لدى المراهقين في سبع دول عربية؛ هي الجزائر، والأردن، والكويت، وليبيا، وفلسطين، والإمارات العربية المتحدة. بينت أن زيادة الوزن هي الأعلى بين المراهقين الكويتيين بنسبة (25.6%)، يليهم الأردنيون بنسبة (21.6%)، والسوريون بنسبة (19.7%). وسُجلت أعلى نسبة انتشار للوزن الزائد بين الإناث بين المراهقين الليبيين (26.6%)، وتلاهم المراهقون الكويتيون بنسبة (20.8%)، والسوريون بنسبة (19.7%). وقد حذرت دراسة أخرى أجرتها إمبريال كوليدج لندن، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) من ارتفاع معدلات بدانة الأطفال عالمياً، ولا تزال هذه المعدلات بحسب الدراسة ترتفع في البلدان المنخفضة، ومتوسطة الدخل بما في ذلك المنطقة العربية .
تنتج السمنة من عدم توازن الطاقة، فيدخل الجسم الكثير من السعرات الحرارية؛ لكن معدل حرقها ليس متناسباً مع دخولها. ويُعتبر مقدار النشاط البدني الذي تمارسونه يومياً، هو العامل الأسهل في التغيير، والمؤثر في السمنة.
الحفاظ على النشاط يمكن أن يساعدكم على الحفاظ على وزن صحي، أو فقدان الوزن الزائد، ويمكن أيضاً أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام، وأنواع معينة من السرطان، ومشكلات التنفس، وصعوبة النوم، والتغيرات الهرمونية التي تسببها السمنة، وكذلك تقليل التوتر، وتحسين الحالة المزاجية.
اقرأ أيضاً: ما هو الأكل الحدسي؟
يحتاج الأطفال المصابون بالسمنة إلى تقييم طبي شامل من قبل طبيب الأطفال، أو طبيب الأسرة، لاستبعاد وجود سبب عضوي، وفي حال عدم وجود سبب عضوي، فإن أفضل الطرق لفقدان الوزن الزائد هي تقليل السعرات الحرارية، أو اتباع حمية غذائية، وممارسة النشاط البدني.
إذا كان لديكم أبناء في سن المراهقة يعانون من السمنة، إليكم طرق للوصول إلى وزن صحي؛ ومنها:
وختاماً؛ يجب تجنب استخدام العقاقير التي تساعد في فقدان الوزن عموماً وخاصة في فترة المراهقة، كما أن استشارة طبيب نفسي قد تكون مفيدة فقد يكون هناك اضطرابات في الأكل لم يتم تشخيصها، وخاصة إذا كان الأبناء يعانون من نقص الثقة بالنفس بسبب أوزانهم، أو لا يستطيعون التغلب على المشكلات الاجتماعية بسبب الوزن.