ما هو تأثير العلاج الكيميائي في الصحة النفسية؟

2 دقيقة
العلاج الكيميائي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: عادة ما يخضع مرضى السرطان إلى العلاج الكيميائي وذلك بهدف قتل الخلايا السرطانية وتدميرها. وعلى الرغم من أن تلك الأدوية قوية وفعالة فإنها تملك بعض الآثار الجانبية الضارة، ففي أثناء قتل الخلايا السرطانية التي تتكاثر وتدميرها، يمكن لأدوية السرطان تدمير الخلايا العصبية الصحيحة؛ ما يؤدي إلى حدوث مشكلات معرفية مثل التأثير في عملية التركيز والانتباه. وعلى الجانب الآخر، فإن تلك الأدوية تؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق والاكتئاب؛ إما بسبب تغير نمط حياة المصابين وإما بسبب الألم الشديد وتغيرات النوم التي تصاحب تناول الأدوية الكيميائية. علاوة على ذلك، يركز مصطلح "الدماغ الكيميائي العاطفي" على التغيرات العاطفية التي تصاحب تناول أدوية السرطان؛ إذ تؤدي تلك الأدوية إلى تدني احترام الذات ما يعزز بدوره الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.

يؤثر العلاج الكيميائي تأثيراً كبيراً في الصحة النفسية؛ حيث يؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق والاكتئاب. ويمكن القول إن العلاج الكيميائي يعمل عن طريق تدمير الخلايا السرطانية السريعة التكاثر؛ ولكنه يمكن أن يدمّر أيضاً بعض خلايا الدماغ الصحية مسبباً مشكلات كبرى في التركيز والذاكرة فيما يعُرف باسم "الدماغ الكيميائي" (Chemo Brain). إذ يؤدي علاج السرطان بالكيميائي إلى تغيرات في كيفية عمل الدماغ؛ لكن ما تأثيرات العلاج الكيميائي في الصحة النفسية والجسدية؟ الإجابة من خلال هذا المقال.

ما هو تأثير العلاج الكيميائي في الصحة النفسية؟

يعد العلاج الكيميائي أحد أكثر أنواع علاج السرطان شيوعاً، وعادة ما تكون أدوية السرطان قوية حتى تتمكن من التخلص من الخلايا السرطانية. وعلى الرغم من ذلك، فإنها تؤثر تأثيراً كبيراً في الصحة النفسية وذلك للأسباب التالية:

1. فقدان الخلايا العصبية

تعبر أدوية العلاج الكيميائي حاجز الدم في الدماغ؛ ما يسبب الالتهاب، ويؤدي إلى انكماش المخ أو فقدان الخلايا العصبية. ونتيجة لذلك؛ تتفاقم التغيرات المعرفية؛ حيث يلاحظ بعض الأشخاص المصابين بالسرطان أنهم لا يستطيعون التفكير بوضوح كما اعتادوا، وقد يواجهون صعوبة في تذكر الأشياء أو التركيز أو إنهاء المهام أو تعلم شيء جديد.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية إلى الإصابة بالسرطان؟ العلم يجيب

2. التغيرات النفسية والعاطفية

تؤكد الطبيبة النفسية الناجية من السرطان، جوان بوزاجلو (Joanne Buzaglo)، إن العلاج الكيميائي يؤدي إلى الشعور بالضغط النفسي. فمن ناحية، قد تكون لدى المصابين بالسرطان مخاوف كبرى بشأن رعاية الأسرة والاهتمام بإنجاز العمل وأداء المهام اليومية، ومن ناحية أخرى، عليهم التعامل مع الآثار الجانبية لأدوية السرطان مثل الإحساس بالغثيان والتعب؛ حيث تؤدي تلك الأدوية إلى الألم الشديد ما يسبب بدوره اضطرابات نوم وفقدان للشهية وهذه الأعراض قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.

3. الدماغ الكيميائي العاطفي (Emotional Chemobrain)

مصطلح "الدماغ الكيميائي العاطفي" هو المفهوم الموازي لمصطلح "دماغ العلاج الكيميائي" (Chemo Brain) لكنه يتعلق بالاضطرابات العاطفية المرتبطة بالعلاج الكيميائي؛ حيث يؤدي علاج السرطان إلى تدني احترام الذات وهو عاطفة سلبية تصاحب الأحداث المرهقة في الحياة مثل الإصابة بالسرطان. ويمكن القول إن تدني احترام الذات قد يؤدي إلى تفاقم الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.

وعادة ما يُصاب مرضى السرطان بمشاعر سلبية بسبب تأثر استقلالية كل منهم ونمط حياته من ناحية، وبسبب تأثير العلاج الكيميائي في الدماغ من ناحية أخرى.