يرغب معظمنا في أن يكون زواجه قوياً ومُرضياً وقادراً على مواجهة الشدائد والحفاظ على نفسه. وجد باحثو علم النفس التطوري أن الأزواج القادرين على بناء علاقة إيجابية مستمرة يتمتعون بالخصائص الأربعة التالية:
كل منهما يقدّر "تطرف" الآخر
كما يقول المثل المعروف: "التطرف يجذب". لكن ما لا تذكره الحكمة الموروثة هو أنه، وبمرور الوقت بشكلٍ عام، تصبح السمات والسلوكيات التي تختلف عن سلوكياتنا، حتى لو كانت سبب انجذابنا للطرف الآخر، مصدراً للصراع وسبباً للتشتت والانفصال. على سبيل المثال؛ هل ما زال خيال شريكك وجديته (أو أي نقاط أخرى من الاختلاف) يجذبانك؟ هل تساهم صفاته هذه في توازن علاقتكما؟ إذاً فإن اختلافاتكما، مهما كانت بارزةً، هي إحدى العلامات الإيجابية الرئيسية لعلاقتكما. من ناحية أخرى؛ إذا كنت ترى أنك مضطر لتحمل سلوك أو سمة معينة لشريكك، أو كنت تلومه بشكل منتظم بطريقة أو بأخرى، فيمكنك اعتبار أن ذلك يمثل تهديداً لقوة علاقتكما. بعد ذلك؛ يعود الأمر إليك لمعالجة المشكلة بشكل مباشر مع الشريك وإيجاد ترتيب يسمح للعلاقة بالاستمرار بانسجام.
اقرأ أيضا:
شريكك دافئ وجدير بالثقة
للوهلة الأولى قد لا يبدو أن هذه الصفات قد تجلب مشاعر الحب. ولكن مع مواجهة مصاعب الحياة ومرور الوقت ثبت أنها أساسية لاستدامة علاقة زوجية مُرضية ومتطورة. الدفء يعني الاهتمام والحنان والقدرة على تفهم مشاعر الآخر والتعاطف معه. أما الموثوقية فهي القدرة على الحفاظ على الالتزام، ومعرفة عيوب ونقاط ضعف الآخر دون محاولة إلقاء اللوم عليه، واحترام الجزء الخاص به من العقد (الذي حدده الزوجان) بشأن مسائل الإخلاص وإدارة الشؤون المالية والإشراف بالإضافة لدوره في تربية الأطفال؛ ولكن دون التخلي عن نصيب الوقت الشخصي الذي يستحقه كل منهما. من الواضح أن هذه الشروط يمكن أن تخضع للتعديل وإعادة التقييم؛ ولكن في جميع الحالات فإن الشيء المهم هو أن تطابق أفعالك أقوالك.
القيمة الشخصية لكل منكما متكافئة
لكل منهما سحره الخاص ومجاله الخاص في التعبير والنجاح، ولكل منهما قدراته الخاصة التي يتميز بها. ولكن من الأفضل أن يكون الشريكان متكافئَين بمرور الوقت لتجنب أن يكوّن أحدهما انطباعاً بأن الآخر يقلل من قيمته الشخصية، أو يشعر بأن الآخر وصي عليه عندما يكون في موقف ضعف. أو، بالنسبة للأشخاص الأقل "حظاً"، أن تشعر أنك تعيش في ظل الآخر. تستشهد الدكتورة أليس بويز بحالة الرجال والنساء الذين، بعد أن يصبح أحدهما مشهوراً، يتخلى عن شريكه للزواج من شخص مشهور. قد تبدو هذه الاستنتاجات سخيفة لكن دراسات باحثي علم النفس التطوري تشير جميعها إلى نفس الاتجاه: نحن بحاجة إلى الشعور بالمساواة. كلانا ننتمي إلى نفس الفئة، حتى لو كنا مختلفين تماماً.
شريكك يعطيك صورة جيدة عن نفسك
في العلاقات الناجحة والدائمة، تكون نظرة شريكنا إلينا أكثر إيجابية من نظرتنا لأنفسنا، وهذا ما يسمى "التحيز الإيجابي" في علم النفس المعرفي. لا يقتصر الأمر على تجاهل الشريك لنقاط ضعفنا وعيوبنا الصغيرة الأخرى، سواء الجسدية أو السلوكية؛ بل محوها تماماً من خلال نظرتهم التي تركز على الخير والجمال في أنفسنا. يمكن تنمية هذه النظرة المحبة والمجزية، وذلك من خلال الامتنان على وجه الخصوص، وعن طريق زيادة وعي الآخر بصفاته الحميدة من خلال الثناء عليه وتقييم مبادراته عالياً وإظهار الإعجاب والحنان له، وتوطيد العلاقة أكثر. دعونا لا ننسى أننا في كثير من الأحيان نستجيب للصفات التي نتميز بها. إذا كانت الصفة إيجابية، فسنلتزم بها بسهولة وبالتالي نعزز النظرة الإيجابية لأنفسنا وللشريك وسنضمن بناء علاقة إيجابية مستمرة مع الشريك.
اقرأ أيضا: