ملخص: هناك اعتقاد شائع لدى الكثيرين بأن سعادة المرء تخبو كلما تقدم في السن، واقترب من الشيخوخة. فهل هذا الافتراض صحيح؟ تؤكد أستاذة علم النفس فانيسا لوبو أن منحنى السعادة يصل إلى أدنى مستوياته في سنّ الأربعين قبل أن يعود إلى الارتفاع مجدداً بعد سنّ الخمسين. وتُظهر الأبحاث أن منحنى السعادة يتخذ شكل الحرف U على مدار الحياة، فيشعر الفرد بتراجع سعادته في سنّ الأربعين بسبب المسؤوليات الأسرية والمهنية والهموم المالية والتوتر المتراكم. وابتداء من سنّ الخمسين يعود منحنى السعادة إلى الارتفاع بعد أن تقلّ المسؤوليات المهنية والأسرية وتتطور الأولويات ويستقلّ الأطفال. في هذه الفترة يصبح بإمكان الفرد التركيز على تجاربه الجديدة وصداقاته وعلاقاته العاطفية. ومن أهم أسباب عودة مشاعر السعادة في سن الخمسين تحسن قدرة الفرد على إدارة عواطفه إذ يصبح قادرا على التركيز على الجوانب الإيجابية، والتخلص من أسباب التوتر. لكن السعادة لا تقترن بهذه العوامل فقط بل ترتبط أيضا بالحالة الصحية والوضع المالي والعلاقات الاجتماعية.
محتويات المقال
هل تقل السعادة مع التقدم في العمر؟ خلافاً للاعتقاد الشائع فإن الأبحاث تُرجح تزايد الشعور بالرفاهية بعد سنّ الخمسين، وإليك التفسير العلمي.
يتساءل الكثيرون إذا كان الشعور بالسعادة يتضاءل مع التقدم في العمر. فعادة ما نسمع أن الشيخوخة تعني فقدان متعة الحياة. لكن الواقع أكثر تعقيداً من هذه الأفكار النمطية، إذ تُظهر الأبحاث العلمية أن السعادة تتغير بمرور الوقت وتمر بتقلبات مستمرة.
ترى أستاذة علم النفس فانيسا لوبو (Vanessa LoBue) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) أن منحنى السعادة يصل إلى أدنى مستوياته عادة في سن الأربعين، ثم يعود إلى الارتفاع مجدداً بعد الخمسين. يرجع هذا التغير في معظم الأحيان إلى تحسن قدرة الفرد على إدارة عواطفه وتحديد أولويات مختلفة.
كيف يتطور شعورنا بالسعادة؟
تُظهر الأبحاث أن منحنى السعادة يتخذ شكل الحرف U على مدار الحياة. ويشعر الكثيرون بانخفاض منسوب السعادة في سن الأربعين، وهي فترة تتميز بتعدد المسؤوليات المهنية والأسرية والهموم المالية. فقد يؤدي التوتر المتراكم بسبب هذه المسؤوليات إلى شعور بالإحباط والإرهاق يؤثر في نفسية الفرد.
لكن وفقاً لفانيسا لوبو فإن الأمور تتغير عموماً ابتداء من سنّ الخمسين. ففي هذه المرحلة تقل المسؤوليات المهنية والأسرية وتتطور الأولويات، ويصبح الأطفال مستقلين. فيصبح بإمكان الفرد التركيز على تجاربه الجديدة وصداقاته وعلاقاته العاطفية. وتسمح فترة إعادة التقييم الذاتي هذه للعديد من الأشخاص باستعادة توازن أفضل والحصول على رفاهية أدوم. فتعود السعادة التي تراجعت في منتصف العمر إلى الظهور مجدداً بفضل إيقاع حياة أهدأ وتوقعات أكثر واقعية.
اقرأ أيضاً: هذه العادات العشر هي سر السعادة وفقاً لدراسة من جامعة هارفارد
التقدم في السن يعني إدارة أفضل للعواطف
أحد أسباب تزايد مستوى الشعور بالسعادة مع التقدم في السن هو تحسن القدرة على إدارة العواطف. وفقاً لفانيسا لوبو فإن الأشخاص الأكبر سناً يصبحون أكثر عناية في انتقاء علاقاتهم، ويختارون أنشطة هادفة وذات معنى.
وتساعدهم قدرة التركيز على الجوانب الإيجابية من الحياة والتخلص من مصادر التوتر على تعزيز سعادتهم.
السعادة تعتمد على الظروف أيضاً
من المؤكد أن التقدم في السن لا يضمن السعادة تلقائياً. فهناك عوامل أخرى تؤدي دوراً مهماً في ذلك مثل الصحة والوضع المالي والعلاقات الاجتماعية. وعادة ما يتمكن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة واستقرار مالي وشبكة علاقات اجتماعية متينة من الحفاظ على مستوىً عالٍ من السعادة مع التقدم في العمر.
في المقابل قد يتراجع مستوى السعادة لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية أو عزلة اجتماعية. هذا يعني أن مسار السعادة ليس موحداً، بل هو نتيجة توازن بين العوامل الشخصية والبيئية.
من المرجح أن تنخفض معنويات الفرد في سنّ الأربعين، لكن التقدم في العمر غالباً ما يمثل لحظة لإعادة التفكير في الأولويات. وبمرور الوقت يتعلم المرء تقدير الأمور المهمة فعلاً وهذا ما يُشعره بقدر كبير من الرضا. هذا يعني أن التقدم في السن يمكن أن يكون فرصة هائلة لتحقيق الذات بعيداً عن الفكرة التي تفترض أن السعادة تتضاءل كلما كبرنا. إنها فترة يكتشف الكثيرون خلالها صورة مختلفة من السعادة وسكينة داخلية.
اقرأ أيضاً: جرب هذه الأساليب لتحفيز هرمونات السعادة في دماغك