كيف تستخدم الفكاهة لتعزيز علاقتك الزوجية؟

2 دقيقة
الفكاهة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الفوائد الصحية والنفسية للفكاهة لم تعد بحاجة إلى إثبات. لكن فوائدها للعلاقات الزوجية أضحت تشغل بال الباحثين أيضاً. وفقاً لدراسات حديثة عدّة فإن الفكاهة سلاح فعّال يضمن استمرار العلاقة الزوجية ويغمرها بمشاعر السعادة. هذا المقال يعرض خلاصات هذه الدراسات.

هناك فعلاً أداة ممتازة تساعد على إطالة عمر العلاقة الزوجية. إنها الفكاهة التي تمثل الشرط الضروري للحفاظ على الشعور بالسعادة والرفاهية في علاقتك العاطفية.

عادة ما نسلّط الضوء على فوائد الفكاهة لصحة الإنسان باعتبارها علاجاً للتوتر إذ يحسّن الضحك الحالة المزاجية ويعزّز إفراز هرمون الإندورفين وينشّط أيضاً النواقل العصبية المسؤولة عن المتعة التي تخفّض مستوى إفراز هرمونيّ الكورتيزول (المسؤول عن التّوتر) والأدرينالين. لكن فوائد الفكاهة لا تقتصر على المزايا العلاجية فقط بل لها أيضاً تأثير في طول مدة العلاقة الزوجية ومستوى السعادة الذي تمنحه. لذا ما عليك إلا أن تضحك مع شريك حياتك إذا أردت أن تكون سعيداً.

الفكاهة تحافظ على العلاقة الزوجية

كشفت دراسة منشورة في مجلة "الشخصية والفوارق الفردية" (Personality and Individual Differences) سنة 2022 أهمية الفكاهة في استمرار العلاقة الزوجية. درس الباحثون حالة 149 زوجاً ومدى ارتباطهم بالفكاهة والضحك واتّضح أن الأزواج الأكثر تفاهماً هم أولئك الذين تسود بينهم روح الفكاهة.

أثبت فريق آخر من الباحثين من جامعة سنغافورة للإدارة أن الفكاهة تمثّل مفتاح سعادة الأزواج. وأثبتت الدراسة المنشورة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مجلة سايكولوجيكال ساينس (Psychological Science) أن للضحك فوائد عديدة للحياة الزوجية. تابع الباحثون في هذه الدراسة 100 زوج على مدار 7 أيام لتقييم مستوى الرضا الذي يشعرون به في نهاية اليوم. واتّضح أن ازدياد مستوى الرضا لدى هؤلاء الأزواج يرتبط بالأوقات التي ضحكوا فيها معاً أكثر.  تقول الأستاذة بجامعة سنغافورة للإدارة والمشارِكة في تأليف الدراسة كينيث تان (Kenneth Tan): "تتزامن الأيام التي تشعر فيها بأعلى مستويات الرضا والانخراط في علاقتك الزوجية مع الأوقات التي تجد فيها شريك حياتك مضحكاً جداً". هذا يعني أن الفكاهة عنصر أساسي في تحقيق الرفاهة والرضا للأزواج.

الفكاهة تعزّز التواصل الصحيّ

ليست "الفكاهة تعبيراً مؤدّباً عن حالة اليأس" وفقاً لمقولة الكاتب والفنّان الفرنسي بوريس فيان (Boris Vian). إنها أيضاً علاج مفيد للملل وعدم التفاهم. في هذا السياق درس الباحث في جامعة كنساس الأميركية جيفري هول (Jeffrey Hall) ظاهرة الفكاهة بين الأزواج وأكّد أن: "مواقف المرح بين الزوجين عنصر حاسم في بناء الصّلة بينهما وإنشاء الثقة في علاقتهما".
ووفقاً لخلاصات هذا الباحث: "لا يتطلّب الأمر من المرء أن يكون ممثلاً كوميدياً بارعاً بل كل ما عليه فعله أن يضحك مع شريك حياته يومياً".

ضحكُ الزوجين معاً عامل مهمّ إذاً لبناء علاقة زوجية مستدامة على أسس متينة. إن الضحك المشترك يحلّ أغلب الخلافات والأزمات ويمهّد الطريق إلى السخرية من الذات التي ستمكّنك من التعامل بموضوعية وتريّث مع المواقف المختلفة التي تبالغ دون شكّ في تصوّر خطورتها.