يعد الفصام البسيط (Simple schizophrenia) نوعاً نادراً من أنواع الفصام يتسم بما يُسمى "الأعراض السلبية". وعلى عكس أنواع الفصام الأخرى، لا ينطوي الفصام البسيط عادةً على هلوسات أو أوهام بارزة؛ لكن عوضاً عن ذلك، قد يعاني المصابون بالفصام البسيط بعضَ الأعراض الأخرى مثل الانسحاب الاجتماعي.
محتويات المقال
وفي هذا السياق، يؤكد استشاري الطب النفسي، جمال فرويز إن الفصام البسيط فصام خادع، فالشخص المصاب به لا يعيبه شيء إلا عزلته الغريبة جداً. يُذكر إن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الرابعة (DSM-IV) ذكر الفصام البسيط بصفته تشخيصاً مرضياً. وعلى الرغم من ذلك، لا يتضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في طبعته الخامسة (DSM-5) الفصام البسيط أو أي أنواع فرعية أخرى من الفصام.
4 أعراض للفصام البسيط
الفصام البسيط له علامات تبرز مشكلات في الاستجابة العاطفية للمريض، وتغيرات في سلوكه، ويمكن حصرها في الآتي:
1. الانسحاب الاجتماعي
يواجه مريض الانفصام البسيط مشاكل كثيرة تجعله أكثر رغبة في العزلة عن المجتمع وعن المقربين منه، فقد يواجه مشكلة في التفاعل مع الأنشطة الاجتماعية، ولا يقدر على مواصلة العلاقات ولا الحفاظ عليها؛ لذلك يفضل المصاب بالفصام البسيط أن ينسحب من المجتمع والتفاعلات مع الآخرين، إلى أن يعزل نفسه تماماً.
2. اللامبالاة
قد يعاني مريض الفصام البسيط فقدان الحافز والدافع اليومي لممارسة الأنشطة المختلفة، وربما يصل به الأمر إلى غياب الوعي عن الحياة الحاضرة والمستقبلية، وغياب الطموح أيضاً.
3. فقدان القدرة على التعبير العاطفي
التعبير العاطفي إحدى أدوات التواصل، ويختلف باختلاف المواقف. ونظراً إلى أن مريض الفصام يعاني مشكلة الانسحاب الاجتماعي؛ فقد يصل به الأمر إلى حد فقدان القدرة على التعبير العاطفي. وفي بعض المواقف الاجتماعية نجد أن الشخص الطبيعي قد يُظهر فرحا شديداً أو حزناً شديداً؛ بينما مريض الفصام البسيط لا يُظهر أي رد فعل عاطفي على الإطلاق!
4. تشتت الأفكار والتحدث بطريقة غير مفهومة
تشتت الأفكار مشكلة ذهنية تجعل من ترتيب الأفكار وانسجامها مهمة مستحيلة، ويظهر هذا على مريض الفصام البسيط عندما يتحدث، فنجد أن كلامه متقطع، ويتحدث بطريقة تفتقر إلى المنطق، ويكون كلامه لا معنى له على الإطلاق.
اقرأ أيضاً: 5 إرشادات فعالة للتعامل مع شريك الحياة المصاب بالفصام
لماذا قد يُصاب بعض الأشخاص بالفصام البسيط؟
السبب الدقيق للإصابة بالفصام البسيط غير معروف؛ لكن ثمة العديد من العوامل المختلفة التي تؤدي دوراً في ظهوره؛ منها على سبيل المثال:
1. العوامل الوراثية
تؤدي العوامل الوراثية دوراً حاسماً في تطور الفصام البسيط؛ حيث إن هناك استعداداً وراثياً قوياً لهذا الاضطراب، خاصة إذا كان لدى الشخص قريب من الدرجة الأولى مصاب بالفصام. ويمكن القول إن فهم المكون الوراثي يعد أمراً ضرورياً لتحديد عوامل الخطر المحتملة وتنفيذ التدخلات المبكرة، ويمكن عَدُّ التاريخ العائلي مؤشراً مهماً عند تقييم قابلية الفرد للإصابة بالفصام البسيط.
2. التأثيرات البيئية
تسهم البيئة التي يعيش فيها الشخص في إثارة ظهور الأعراض وتفاقهما، خاصة عند التعرض إلى أحداث الحياة المجهدة أو وجوده في بيئة أسرية أو مهنية وسامة.
3. كيمياء الدماغ
تؤثر كيمياء الدماغ تأثيراً مهماً في الفيزيولوجيا المرضية للفصام البسيط؛ حيث ارتبطت اختلالات التوازن في النواقل العصبية مثل الدوبامين والغلوتامات بتطور هذا الاضطراب، يُذكر إن هذه الاختلالات الكيميائية تؤثر في مسارات الاتصال العصبي؛ ما يؤدي إلى ضعف الإدراك والتغيرات السلوكية المميزة للفصام البسيط.
ما هي أهم طرائق علاج الفصام البسيط؟
لا توجد إرشادات علاجية رسمية للأشخاص المصابين بالفصام البسيط لأنه لم يعد تشخصياً رسمياً في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية بطبعته الخامسة. وعلى الرغم من ذلك، هناك طرائق لعلاج الفصام البسيط تشمل:
1. العلاج الدوائي
تعمل الأدوية التي توصف لمريض الذهان البسيط على تنظيم عمل النواقل العصبية في دماغه بهدف تقليل تعرضه إلى الهلاوس والأوهام. ومن الأمثلة لتلك الأدوية: هالوبيريدول (Haloperidol) وكلوربرومازين (Chlorpromazine).
2. العلاج النفسي
يتضمن مجموعة من طرائق العلاج؛ منها العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والعلاج النفسي الداعم (Supportive Therapy). ويهدف المعالج النفسي في حالات الفصام البسيط إلى تحسين مهارات التأقلم عند المريض، وتطوير استراتيجيات إدارته للأعراض على نحو فعال. علاوة على ذلك، يوفر هذا النوع من العلاج بيئة داعمة؛ حيث يمكن للأفراد استكشاف أفكارهم وعواطفهم في بيئة آمنة.
3. تغيير نمط الحياة
هناك بعض التعديلات التي يُنصح المصاب بالفصام البسيط أن يجريها على حياته؛ أهمها ممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على نظام غذائي صحي، والنوم جيداً. وتهدف التعديلات السابقة إلى تقليل مستويات التوتر لديه، إلى جانب توجيهه إلى تدعيم علاقته بأفراد أسرته وأصدقائه حتى يتوفر له الدعم العاطفي والتشجيع في الأوقات الصعبة التي يمر بها.