5 أسباب لتتحلّى بالجرأة في محيط عملك

4 دقائق
الجرأة في العمل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

نتحلى بالجرأة في العمل حين نتحرر من القيود ونقوم بما نؤمن به، أياً كانت المجازفة التي سنأخذها أو نظرة الآخرين التي ستتعقبنا. الجرأة في العمل قبل أن تكون سلوكاً هي موقف نأخذه كما أنها وسيلة لمواجهة العقبات التي قد تقف في طريقنا؛ إنها اختيار نقوم به بين الرضا بالمكوث داخل القفص أو إطلاق العنان لأجنحتنا لنحلق ملء السماء؛ بين وضع أنفسنا في قالبٍ جامد أو إثبات ذواتنا؛ بين الانقياد والمبادرة؛ إنها الخيار الذي بفضله نحصل على حياة مهنية أكثر غنىً! فأياً كان الشكل الذي تأخذه الجرأة، تظلّ ورقة رابحة في العمل، وسيقف هذا المقال على الأسباب.

املك زمام حياتك

تتمكن بفضل الجرأة من قول "لا" في وجه ما يتعارض مع مبادئك أو يقع خارج اهتماماتك؛ كما أنها تسمح لك بقبول الفرص حتى وإن كنت تتوجّس خيفةً منها، بالإضافة إلى أنها تخول لك المضي قدماً لتحقيق أهدافك أياً كانت الشكوك والترددات التي تحيطك. فالجرأة هي الدفعة التي تجعلك تنزع الحبل الذي تقودك به حياتك كي تجلس في قمرة القيادة وتدير دفة حياتك المهنية حيث تشاء. بجرأتك على التفكير والتصرف وفقاً لما يناسبك، تتحمل مسؤولية أفعالك وقراراتك وتجاربك.

وبالتحلي بالجرأة فأنت تقول "لا" في وجه السلبية والوضع الراهن والخمول؛ إذ عوض لعب دور المُتلقي في حياتك تنهضُ لتصير فاعلاً فيها، وعوضاً عن السماح للآخرين بأن يملوا عليكَ الخطوات التي ينبغي أن تتبعها تتجاوز التحديات وتأخذ بزمام المبادرة وتجعل من صوتك مسموعاً للجميع. وبتحكّمك في حياتك المهنية، فإن قدميك لا تقفان على أرضٍ صلبة فحسب بل تُوفّر على نفسك مغبّة الشعور بالندم والأسى لاحقاً.

اشعر بالمزيد من الرضا

يُداخلنا الشعور بالإحباط حين نقف مكتوفي الأيدي ونسمح للتيار أن يأخذنا حيث يشاء؛ حين لا نتجرأ على قول كلمة واحدةٍ في وجه الأوضاع التي لا تناسبنا ولا نُحرك ساكناً وحين تتناقض تصرفاتنا مع حقيقة من نكون وما نريد.

في المقابل يبقى الشعور بأن زمام الأمور بين يديك مصدر رضا هائل، ويتملكك الفخر لتجريبك أشياء جديدة والقيام باختياراتك الخاصة حتى وإن لَم تُكلّل بالنجاح فالتحدي والإثارة اللذان تجلبهما الجرأة يحفزانك لتقديم الأفضل ويشحنانك بالطاقة؛ كما تُمكنّك الجرأة من جعل أفعالك تتسق مع قناعاتك ورغباتك ما يطبع حياتك المهنية بالرضا.

أضف إلى أيامك المزيد من الإثارة

تُعد الجرأة في العمل المُحرك الذي يحول حياتك المهنية من دائرة مفرغة من المهام الرتيبة إلى مغامرة ثرية تتجدد كلّ يوم وتبثّ الإثارة في حياتك!

بضخّ هذه الإثارة دفقة كبيرة من الأدرينالين، وتتعدّد أوجه المغامرة كأن تأخذ شكل خَوْضِ تجربة جديدة أو تطبيق فكرة جديدة لا تعرف إلى أين يمكن أن تأخذك .

استغل قدراتك عن آخرها

يبدأ الاشتغال على الجرأة وتطويرها بخروجك من شرنقك واختبار حدودك وتحديها. توفر لك الجرأة فرصة استكشاف أوجه جديدة لشخصيتك لم تكن تتجاسر على إخراجها للعلن من قبل كما تسمح لك بقبول تحديات ستأخذ بيدك للخروج من منطقة الراحة، وخوض التجارب، وإفساح المجال لتنتعش أفكارك وآراؤك ورغباتك، وتقبّل حقيقة مَن تكون والتعبير عن ذاتك بطلاقة.

بفضل الجرأة ستضع نفسك على الطريق التي ستأخذك إلى حيثُ يكمن الأفضل لك؛ ما سيُمهد لك سُبل التقدم والتطور وإنماء قدراتك، وحينئذٍ سيكون بوسعك قبول كل ما من شأنه أن يقرب المسافة بينك وبين ما تطمح إليه.

طوّر مسارك المهني

قد يُعجِّل التحلي ببعض الجرأة بازدهار مسارك المهني، والسبب في ذلك كما استعرضنا سابقاً يكمن في ما يقدمه لك من فرص للتطور والتقدم من شأنها أن تعود بالإيجاب على وضعك في العمل.

فقد تتجرأ على سبيل المثال على قبول وظيفة أقلّ بعض الشيء من قدراتك، ثم تتقدم بعدها بفكرة قد تبدو مجنونة إلا أنها واعدة وتلاقي قبولاً وترحاباً من لدن الإدارة العليا لشركتك، وتنال على إثر ذلك الإشادة لنزاهتك وولائك ما سيفتح أمامك الأبواب للترقية وتقلد مناصب المسؤولية، أو قد تتجرأ على اللعب بكل أوراقك في مشروع سيحرز نجاحاً ساحقاً أو قد تتجرأ على التقدم بطلب ترقية متأخرة تستحقها.

باختصار سيكون بوسعك اغتنام الفرصِ التي تمثل قفزة نوعية لمسارك المهني.

ثمة ثمار كثيرة ستجنيها بإيقاظ جرأتك في العمل؛ كالحياة المهنية الثرية والأبواب الجديدة المُفتوحة أمامك وتقديرك لذاتك.

بالإضافة إلى أن الجِدّة والإثارة تُحفز دماغك؛ ما سيسهم في الحفاظ على لياقة ذهنية عالية وأداءٍ حيوي يستمر إلى ما بعد سن التقاعد.

الأنماط السبعة للجريء

لا يأخذ التعبير عن الجرأة شكلاً واحداً، وفي الآتي من المقال نستعرض سبعة أنماط للجريء.

  1. النزيه: شخص لا يساوِم على مبادئه؛ يدافع عن قيَمه ويُبين عن رباطة جأشه وإن اضطره ذلك إلى مواجهة السلطة. ينطبق هذا النمط على عَمّار الذي رفضَ الاستجابة لطلبٍ من مديره لأنه يراه طلباً جائراً.
  2. المُغامر: شخص على أُهبة الاستعداد دائماً للخروج من منطقة الراحة والرمي بنفسه في أحضان المجهول ليضع نفسه في تحديات جديدة تختبر حدود قدراته. ينطبق هذا النمط على مرام التي استقالت من وظيفتها لتطلق مشروع زراعة حيوية في بوتسوانا.
  3. الريادي: شخص يكسر المعايير المتعارَف عليها ويعيد تعريف الممكن والمستحيل ويخوض غمار تجارب غير مسبوقة. وينطبق هذا النمط على إيناس التي أطلقت خطّ ملابس للأطفال المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره، وفتحت متجراً إلكترونياً لبيعها.
  4. المُبتكر: إنه خزّان من الإبداع؛ لا تعوزه الحلول أبداً ويفكر دائماً خارج الصندوق. ينطبق هذا النمط على وسام الذي يخرج دائماً باقتراحاتٍ بنّاءة تُسهم في تحسين عمل فريقه.
  5. مُتقّد الحس النقدي: مهمة هذا الشخص خلخلة ما أجْمَعت عليه الآراء، وتسليط الضوء على المشكلات التي يتهرب الآخرون من مواجهتها أو تلك التي لم ينتبهوا إليها. ينطبق هذا النمط على قيس الذي يسبح دائماً عكس التيار، ولا يهاب الصراحة ومواجهة فريقه بالحقيقة مهما كانت جارحة.
  6. الأصيل: شخص لا يخيفه أن يكون نفسه تحت أي ظرف كان، وإن كلفه ذلك عدم حصد إعجاب الجميع وإظهار ضعفه. ينطبق هذا النمط على نور التي تعمل مضيفة طيران؛ إذ لا تتوانى عن إضحاك كلّ من على متن الطائرة حين تستلم مكبر الصوت وهي تتلو الإرشادات على المسافرين.
  7. المستقل: شخص لا يتراجع عن إسماع مطالبه وقول كلمته وحماية حدوده واتباع طريقته الخاصة لتحقيق ذاته. ينطبق هذا النمط على سمير الذي استقال من منصبه الرفيع في الشركة لإيلاء حياته الخاصة كل اهتمامه وإعادتها إلى نصابها، دون إعطاء وزن لاستغراب المحيطين به.

قلما نستطيع التحلي بالجرأة على طول الخطّ؛ إذ نجد البعضَ لا يتوانى مثلاً عن تجريب أفكار غير مسبوقة لكنه يجد صعوبة في التخلي عن مجاملات اللطف التي يواري خلفها حقيقة مشاعره، فيما يبدي البعض استعداداً دائماً لخوض تجارب جديدة غير أنه يتراجع على الفور إلى الخلف ما إن يُطالب بإبداء رأيه أو المشاركة في نقاش.

وماذا عنك؟ كيف تمارس الجرأة في العمل؟