4 عبارات تجنَّب قولها للمصاب بالوسواس القهري

يُعد الوسواس القهري أحد اضطرابات القلق، وهو يتميز بالأفكار والسلوكات الوسواسية القهرية التي ترمي إلى تخفيف القلق مؤقتاً. ثمة عدة أنواع لاضطراب الوسواس القهري؛ وأشهرها وسواس النظافة الذي يؤدي إلى غسل اليدين أو حتى الاستحمام المتكرر، ووسواس الترتيب الذي يلتزم فيه المريض طريقة معينة لترتيب الأشياء، إضافة إلى أنواع أخرى أقل شيوعاً؛ ومنها الوسواس القهري تجاه العلاقة الزوجية ورهاب الموت ورهاب الاندفاع.

وعلى الرغم من أن اضطراب الوسواس القهري بات معروفاً أكثر لدى الناس، فإن الحديث عنه ما يزال مقيداً وما يزال المصابون به يواجهون صعوبة في التحدث عن معاناتهم بصراحة؛ ولذلك حينما يسرّ إليك شخص ما بأنه يعاني اضطراب الوسواس القهري فإن ثمة عبارات معينة عليك أن تتجنَّب قولها له.

1. "لكنك لا تبدو مصاباً باضطراب الوسواس القهري"

كما أي اضطراب نفسي؛ لا تبدو على المصاب باضطراب الوسواس القهري مظاهر واضحة، وبخاصة أنه يميل إلى إخفاء أفعاله القهرية المرتبطة بهذا الاضطراب عن أعين الآخرين خوفاً من نظرتهم إليه. ويوضح مختص العلاج النفس واين غودمان (Wayne Goodman) لموقع يو إس نيوز (US News): "يبدو مريض الوسواس القهري لمن حوله شخصاً طبيعياً وعقلانياً؛ ومن ثم فإنهم لا يصدقون أن هنالك وساوس وسلوكات قهرية تسيطر عليه".

يمكن لأي شخص أن يعاني اضطراب الوسواس القهري، رجلاً كان أو امرأة، صغيراً أو كبيراً، وبصرف النظر عن خلفيته الاجتماعية. إضافة إلى ذلك، توضح المعالجة النفسية إليزابيث فيدريك (Elizabeth Fedrick)، على موقع بيور واو (PureWow) إنه من الأفضل تجنُّب هذا النوع من الملاحظات لأن المريض يجد نفسه مجبراً على توضيح ما يعانيه أو تفسيره، وهو أمر مزعج له.

2. "أنت محظوظ لإصابتك بالوسواس القهري"

قد يظن الناس أن وسواس النظافة أو الترتيب مجرد مجموعة من العادات التي تكشف عن شخص منظم ونظيف جداً؛ ومن ثم فإنهم يحسدونه على الالتزام بهذه السلوكات. تقول إليزابيث فيدريك: "لا شك في أن الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري ليس محظوظاً أبداً وهو لا يشعر أن لهذه الأعراض أي تأثير إيجابي في حياته اليومية".

على العكس من ذلك، يمثل اضطراب الوسواس القهري عائقاً مستمراً للمصاب به لأن الأمر لا يقتصر على سلوكات النظافة والترتيب وغيرها؛ إذ يعاني شعور قلق شديد وأفكاراً طفيلية تمنعه من عيش حياته على نحو سليم، فالوسواس القهري اضطراب نفسي وليس مجرد سمة من سمات الشخصية.

3. "أنا أيضاً أعاني الوسواس قليلاً"

كما ذكرنا؛ ليس الوسواس القهري مجرد ميزة أو عيب في الشخصية إذ إنه مرض نفسي يتطلب تشخيصاً وعلاجاً. ومن ثم؛ حينما تقول للمصاب به إنك أنت أيضاً لديك بعض أعراض الوسواس القهري بغية إظهار هذا الاضطراب على أنه حالة عادية فإنك في الحقيقة تقلل من أهمية معاناته اليومية.

4. "لا تفكر في الأمر إنه مجرد وهم"

في الواقع، يتجلى اضطراب الوسواس القهري بصورة رئيسة في الأفكار الوسواسية التي تسيطر على المصاب به، وهو يعي ذلك عادة خاصة حينما تُشخَّص حالته؛ لكنه عاجز عن فعل شيء لأن ما يعانيه ليس مجرد أوهام بل اضطراب نفسي مُثبَت سريرياً، ولا يمكن أن نطلب من المصاب به ببساطة أن يوقف مرضه.

تقول إليزابيث فيدريك: "لا يمكن للشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري إنهاء أفكاره الوسواسية أو سلوكاته القهرية". لذلك؛ فإن ظنه بأن ما يعانيه هو نوع من الجنون أو غرابة الأطوار ليس إلا، سيؤدي بالتأكيد إلى مفاقمة أعراض القلق أو الاكتئاب لديه، وجاء على موقع تريت ماي أو سي دي (TreatMyOCD): "تثير هذه التعليقات شكوك المريض حول حجم مشكلته وتدفعه إلى الظن بأن تخطيها لا يتطلب إلا التحلي ببعض الإرادة، في حين أن اضطراب الوسواس القهري يتطلب مساعدة علاجية ووقتاً وصبراً".

اقرأ أيضاً:

• علاج الوسواس القهري دون أدوية
• هل يعود الوسواس القهري بعد العلاج؟