هل تجد نفسك تتساءل أحياناً عن سبب حساسيتك النفسية الشديدة؟ في الواقع أنا أعاني قليلاً هذا الأمر، حيث يصفني أفراد عائلتي وأصدقائي المقربين بأنني شخص حساس جداً؛ فهناك ملاحظات وتعليقات أستقبلها بروح خفيفة، وأخرى لا أتحملها، وحتى الأشخاص المقربون، وأولئك الذين يحرصون على طمأنتي قد يؤذونني دون قصد أحياناً؛ كأن يتحدثوا بمزاح في غير محله، أو يوجهوا نقداً قاسياً، أو يتفوهوا بكلمة تؤذي مشاعري، فلا يحميني اللطف والرفق دائماً من إيذائهم.
محتويات المقال
ودعوني أعترف بأنني قد أتلقى بعض السلوكيات بحساسية زائدة، وأشعر بالغضب والانزعاج حتى حين لا يكون ثمة ما يدعو لهما، ربما الحساسية قد تؤذي أحياناً علاقتنا بالآخرين، ولكن ما هو سبب الحساسية النفسية؟ وكيف يمكن التعامل معها؟ الإجابة عبر هذا المقال.
12 علامة تخبرك بأنك شخص مفرط الحساسية وتأخذ الأمور على محمل شخصي
تؤكد المعالجة النفسية، كايتي غيليس (Kaytee Gillis)، أنك قد تأخذ الأمور على محمل شخصي إذا كنت مفرط الحساسية بطبعك تجاه الآخرين، لكن إدراك فرط حساسيتك مهم من أجل الحفاظ على علاقاتك، حيث يمنحك إدراك حساسيتك الوعي اللازم من أجل التفرقة بين المواقف التي تؤذيك حقاً وتتطلب منك وقفة من أجل تصحيح مسار العلاقة، وتلك المواقف التي تسيء فيها الحكم على الأمور بسبب حساسيتك المفرطة، وإليك بعض العلامات التي تخبرك بأنك شخص مفرط الحساسية:
- مواصلة استرجاع النقد الموجه إليك مراراً وتكراراً في ذهنك.
- التفكير في تفاصيل موقف جمعك بأحد الأشخاص حتى بعد مرور ساعات على حدوثه.
- الاهتمام بآراء الآخرين بدرجة مفرطة، والخوف من آرائهم السلبية.
- تظن دائماً أن كلمات الآخرين تحمل معاني ودوافع خفية.
- تشعر بالغضب والإحباط من الآخرين وتواجه صعوبة شديدة في الاسترخاء.
- تتحدث عن تفاصيل موقف سلبي مع الآخرين فترة طويلة جداً.
- تشعر دائماً أن الآخرين يسيئون فهمك.
- تنشغل بتفاصيل مناقشاتك الأخيرة لدرجة التأثير في أنشطتك اليومية.
- تبني سعادتك على تقبّل الآخرين لك ورضاهم عنك.
- تعتذر دون داعٍ وتميل إلى إرضاء الآخرين.
- تعتبر أن أي خطأ سلوكي عيب في شخصيتك.
- تعاني الغضب السريع وتتخذ موقفاً دفاعياً طوال الوقت.
اقرأ أيضاً: كيف تفهم الشخص الحساس وتتعامل معه؟
ما هي أسباب الحساسية المفرطة؟
من المهم أن تفهم جيداً أن الحساسية المفرطة هي سمة شخصية وليست اضطراباً نفسياً، علاوة على أنها ليست بالضرورة سمة سلبية، وعادة ما تنبع الحساسية المفرطة من:
1. صدمات الطفولة
إذا تعرضت لصدمات نفسية خلال مرحلة الطفولة، أو واجهت الإهمال؛ فمن المرجح أن تصبح شخصاً حساساً بدرجة مفرطة، وذلك لأن الصدمة تخلق حساسية عاطفية على المدى الطويل، وبالنسبة للإهمال فإن عدم الحصول على الدعم العاطفي والنفسي قد يؤدي إلى الحساسية المفرطة.
2. السعي إلى الكمال
عندما تشعر أنه يجب عليه إنجاز المهام كلها على نحو مثالي دون ارتكاب الأخطاء، فهذا يعني أنك تقلق باستمرار من أن الآخرين قد يحكمون عليك أو ينتقدونك، ولهذا فإن المثالية يمكن أن تكون سبباً من أسباب الحساسية المفرطة.
3. انخفاض احترام الذات
يمكن أن يجعلك انخفاض احترام الذات أكثر عرضة لأخذ الأمور على محمل شخصي، لأنك إذا فكرت تفكيراً سيئاً في نفسك يمكنك بسهولة إسقاط هذه المعتقدات والمشاعر على الآخرين، ومن ثم تفترض أنهم يحكمون عليك وفقها، وتشعر بالحساسية المفرطة.
4. الشعور بالإرهاق الشديد والاحتراق النفسي
يمكن أن تؤثر قلة النوم تأثيراً كبيراً في قدرة المرء على التواصل تواصلاً فعالاً، ولذلك إذا كنت تحس بالإرهاق الشديد أو الاحتراق النفسي فقد تزيد لديك احتمالية تفسير كلام الآخرين على نحو خاطئ.
5. الإصابة بأحد اضطرابات الصحة النفسية
إذا كنت مُصاباً بأحد اضطرابات الصحة النفسية فقد ترتفع لديك فرص الشعور بالحساسية المفرطة، ومن أهم الاضطرابات التي قد تسبب الحساسية المفرطة؛ التوحد والاكتئاب الشديد والقلق الاجتماعي واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب القلق العام واضطراب الفصام واضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب الهلع واضطرابات النوم.
6. أحداث الحياة الانتقالية
إذا كنت تمر بمرحلة انتقالية مثل تغيير وظيفتك أو تغيير محل سكنك، أو إذا كنت تمر بتجربة طلاق، فهذه التغييرات تتطلب الكثير من الطاقة الجسدية والنفسية. علاوة على ذلك، فإن المرور بتلك التغيرات الحياتية الكبرى قد يغير في روتينك اليومي المعهود ومن ثم يجعلك أكثر حساسية تجاه مواقف الحياة اليومية وتجاه الآخرين.
اقرأ أيضاً: لماذا يخشى الأشخاص الحساسون الحب؟
5 إرشادات عملية تساعدك على التعامل مع الحساسية المفرطة
سبق وأخبرتك بأن الحساسية المفرطة قد لا تكون أمراً سلبياً في شخصيتك، وعلى الرغم من ذلك فإنها تؤثر بالسلب في علاقاتك مع الآخرين، ولذلك، إليك بعض الإرشادات من أجل التعامل معها:
1. تحدَّ أفكارك الداخلية
عندما تلاحظ أنك منزعج من تصرفات الآخرين أو كلماتهم، خذ نفساً عميقاً وفكر لحظة وتحدَّ الأفكار في رأسك، فقد تدرك أنها ليست صحيحة، ومن أجل تحدي أفكارك الداخلية، اسأل نفسك الأسئلة التالية:
- هل الشخص الآخر يقصد مضايقتك؟
- هل هناك احتمالية أنك تكون أخطأت الفهم بسبب حساسيتك؟
- ما هو التفسير الآخر لتصرفه؟
- هل سبق أن بالغت في رد فعل على موقف مماثل من قبل؟
2. تعلّم كيفية تنظيم عواطفك
التنظيم العاطفي هو القدرة على التحكم في عواطفك وأفكارك وسلوكياتك، ويمكن القول إن امتلاك هذه القدرة يسمح لك بإدارة مشاعر الضيق والعواطف المزعجة، وحين تعزّز هذه القدرة سوف تساعدك مع مرور الوقت على الشعور بحساسية أقل ووضع المشاعر في منظورها الصحيح قبل التصرف بناءً عليها.
3. جرِّب كتابة اليوميات
تمكّنك كتابة اليوميات حول تجاربك العاطفية ومشاعرك واستجابتك للأحداث في حياتك من فهم ما تمر به على نحو أفضل، علاوة على ذلك، تمنحك الكتابة مسافة بينك وبين مشاعرك، حيث تسمح لك بالتراجع قليلاً والنظر إلى ما تشعر به على نحو أكثر موضوعية.
4. تقبّل ذاتك
إذا كنت شخصاً شديد الحساسية فهذا يعني أنك تنتقد نفسك باستمرار، وهذا الأمر سوف يضرّك جداً، ولهذا حاول تقبُّل نفسك واعترف بنقاط قوتك وقدّرها، وسامح نفسك على أخطاء الماضي واستخدم الحديث الذاتي الإيجابي.
5. اطلب المساعدة من المختص النفسي
إذا شعرت أن الحساسية المفرطة تؤثر في مسار حياتك اليومي وتتداخل بشدة مع مهام عملك وتضر علاقاتك مع الآخرين، فهذا يعني أنك بحاجة إلى طلب المساعدة من المختص النفسي، لذا لا تتردد في اللجوء إليه حتى يساعدك على التخلص من هذا السلوك.