لماذا يخشى الأشخاص الحساسون الحب؟

الأشخاص الحساسون
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“خذوا حذركم يا أصحاب القلوب الرقيقة!” هذا ما ينبه عليه المحلل النفسي سافيريو توماسيلا فيما يتعلق بفرط الحساسية والحب. يخشى الأشخاص الحساسون من رفض الآخرين لهم بسبب انفعالاتهم العاطفية، أو من عدم أخذ شريك الحياة لهم على محمل الجد، كما أنهم يخافون التعرض “للتجريح” في علاقتهم. وفيما يلي سبعة من المخاوف الأكثر تكراراً، مع نصائح للتغلب عليها.

  • الخوف من عدم الأخذ على محمل الجد
  • التسبب في معاناة الآخر
  • التعرض لإساءة الفهم
  • التعرض للسخرية
  • الافتقار إلى اللطف
  • نقص الوضوح
  • استضعاف الآخرين لك

الخوف من عدم الأخذ على محمل الجد

“إن الدموع دائماً ما تملأ عينيك”، “أنت تثور لأتفه الأسباب”، “أنت تترك العنان لعواطفك، فتطغى عليك”: من المؤكد أنك تستمع مثل هذه العبارات كثيراً إذا كنت مرهف الحس للغاية. يأسف سافيريو توماسيلا؛ المحلل النفسي على ذلك، ويقول: “إنها طريقة المحيطين بك للتقليل من أهمية مشاعرك على الرغم من وجودها بالفعل”، ويكمن الخطر في مثل هذه العلاقة في كون شريك الحياة يقلل من هذه المشاعر الحقيقية. وهذا أمر صعب للغاية، لأن إخفاءها يعني إنكار جزء من هويتك”.

النصيحة: “اجعل شريك الحياة يتفهم أنك تتوقع منه إدراك اختلافك واحترام عواطفك. قد لا يمتلك الشريك شعورك نفسه ويقر به، ويميزك هذا الاختلاف عن الآخر؛ لكنك تطالبه ببساطة بإدراك حساسيتك الشديدة، وميلك للاستياء، وقدرتك على التعاطف… ومن جانبك؛ لا تضيف الشعور بالذنب إلى هذه المشاعر القوية. بمقدورك الإجهاش بالبكاء عند الشعور بالحزن الشديد، حتى لو اعتبر شريكك أنه لا يوجد ما يستدعي أن تصبح على تلك الحالة!”.

التسبب في معاناة الآخر

يُذكر سافيريو توماسيلا بأنه: “في معظم الأوقات؛ يولي الأشخاص الحساسون اهتماماً كبيراً بالآخرين، ويتعاطفون معهم للغاية، ولا سيما تجاه أحبائهم”. نتيجةً لذلك، فهم غالباً ما يخشون ارتكاب أي خطأ وإيذاء الآخر. يتجلى هذا الأمر من خلال الاستمرار في طرح الأسئلة: “هل أوضحت لك الأمر بشكل جيد؟ ألم أتحدث أكثر من اللازم؟ هل تسببت لك في أي إزعاج؟”.

النصيحة: “اعقد اتفاقاً مع من تحب، بحيث يشير إليك بلباقة إذا حدث وبدر منك شيء يراه جارحاً، بأن يكتب -على سبيل المثال- رسالةً قصيرةً يقول فيها: “تأذيت مما قلته لي بالأمس. سنتحدث عن هذا الأمر معاً في هدوء هذه الليلة”. بمجرد وضع هذه القاعدة، ستقلل من وضع نفسك موضع تساؤل وشكوك، أما إذا لم يلمك على شيء، فاعلم أنك لم تؤذه!”.

التعرض لإساءة الفهم

تقول نولا في كتابها: “خذوا حذركم يا أصحاب القلوب الرقيقة!”: “حتى زوجي؛ الذي أحببته طيلة سنوات والذي يعرفني حق المعرفة، لا يستطيع أن يتفهمني!” يمكن للتعبير عن الحساسية والعواطف أن يزعج أحياناً المقربين من مفرطي الحساسية والحب؛ والذين لا يدرون حينها ماذا عليهم فعله. كثيراً ما يكون هذا الخوف أيضاً شائعاً بين الزوجين، وذلك عندما تكون هناك فجوة، وعدم تكافؤ في الحساسية بين الحبيبين.

النصيحة: “قدم لشريك الحياة معلومات صحيحةً حول حساسيتك، فبهذه الطريقة يمكنك أن تجعله يفهم أنها ليست مشكلة؛ ولكنها مجرد اختلاف بسيط. كن واضحاً قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال لا تتردد في قول: “أشعر بالتعب سريعاً أثناء التسوق”، “لا أستطيع مشاهدة أفلام العنف، إذا رغبت في مشاهدة أي منها؛ يمكنك ذلك بدوني. ومعاً، دعنا نشاهد أفلام أكثر نعومةً”، يمكنك القول أيضاً: “أشعر بالضيق في وسائل المواصلات؛ لكن ذلك ليس بسببك، سأكون بحال أفضل في مكان أكثر هدوءاً”، والهدف من هذا هو إعطاء الآخر مفاتيحَ فهم شخصيتك”.

التعرض للسخرية

يقول سافيريو توماسيلا شارحاً: “إذا حدث وتعرضت للسخرية في طفولتك أو مراهقتك من قبل آخرين أو من قبل أفراد عائلتك، فهناك احتمال كبير وارد بأن تظل هذه المواقف الحرجة محفورةً في ذهنك”، ويحدث لا شعورياً، أن تخشى الشعور مجدداً بالتقليل من شأنك بسبب حساسيتك، كما يمكن أن يخيم هذا الشعور باستمرار على علاقتك بشريك الحياة.

النصيحة: “إذا كنت تخشى التعرض للمضايقات لدرجة أن يمثل لك ذلك قلقاً حقيقياً، فمن الأفضل البدء في العلاج، لأن هذا يعني أن جرحك عميق. وإذا كان الأمر لا يتعدى مجرد الخوف من التعرض للسخرية، فتأكد من كون شريك الحياة محل ثقة ويحبك بحق. أما إذا كان شخص يتجاوز معك ممازحاً، فضع حدوداً واضحة، ولتقل مثلاً: “أعلم أنك تمازحني؛ ولكن ذلك يؤذيني، فسخريتك من حساسيتي تؤلمني”. سيواصل بعد ذلك مزاحه ولكنه لن يتطرق إلى الأمور التي قد تترتب عليها عواقب”.

الافتقار إلى اللطف

يؤكد سافيريو توماسيلا على: “احتياج كافة البشر للشعور باللطف؛ لكن الأشخاص مفرطي الحساسية يتأثرون أكثر من غيرهم عندما يفتقرون إليها، فهي حاجة أساسية وتكاد تكون بالغة الأهمية”. بالنسبة لمثل أولئك الأشخاص؛ غالباً ما يكون من المهم إظهار الحب لهم أيضاً خارج الإطار الجنسي، فهم يريدون احتضان الآخر، وتلقي قبلات حقيقية، مصحوبة بإيماءات رقيقة، ولمسات لطيفة، مع التربيت على الظهر في حنان…

النصيحة: كن مثلاً يُحتذى به! كن حنوناً؛ ما سيجعل شريك حياتك بالتأكيد يعمل على إظهار مودته بالمقابل. لا تتردد في طلب المعاملة بلطف، وتذرّع بالصبر والمثابرة. لا يمكن إجبار الآخر على التعبير عن لطفه بقدر يفوق ما اعتاد عليه؛ ولكن يمكن التأكيد على شعورك بالحساسية تجاه الأمر بقولك- على سبيل المثال: “يسعدني جداً كونك لطيفاً معي”.

نقص الوضوح

“أُعطي الكثير في الحب وأطلب الكثير أيضاً. يشرح فيكتور ذلك في كتابه، فيقول: “لا أُفضل السطحية، لذا أتعمق في الأمور على الفور، وهذا يمكن أن يصبح مخيفاً”. إن الوضوح هو مطلبه الرئيسي في العلاقة. كما يبحث -في الحب- عن التزام حقيقي من القلب؛ مثله في ذلك مثل العديد ممن يعانون من فرط الحساسية.

النصيحة: “إذا كان هناك عدم تطابق وكان شريكك يعاني من مشكلة في الانفتاح على الآخرين، فلا تتردد في طرح بعض الأسئلة البسيطة للغاية عليه: “كيف تشعر، ما أهم الأشياء في نظرك، ماذا تود أن تفعل؟” يشجع الفضول الصحي الآخرين على التعبير الصادق عن أنفسهم”.

استضعاف الآخرين لك

يرى الآباء في بعض العائلات، أن إظهار المشاعر دليل على الضعف؛ ما يجعل الشخص الحساس يشعر بكونه ضعيفاً أو غير طبيعي، ويتخيل أن لا أحد يمكن أن يُحَبه؛ ما يزيد من خطر الفشل العاطفي. هذه المفاهيم الخاطئة والصورة الذاتية السيئة تجعل التلاقي صعباً.

النصيحة: في حال كان هذا الخوف متأصلاً جداً، وكنت تشعر بالسوء الشديد، فلا غنى عن اللجوء للعلاج. خلافاً لذلك، فإن الغاية المرغوبة هي تفهم كون هذه الفكرة خاطئة، لمجرد كون حساسيتك المفرطة سمة خصوصية وليست شذوذاً عن القاعدة، فيمكنك عيش قصة حب كبيرة على الرغم من شدة حساسيتك!”.

المحتوى محمي !!