متى يضر الظهور بصحبة شريك حياتك على منصات التواصل الاجتماعي بعلاقتكما؟

2 دقيقة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: انتهى عصر الخصوصية مع الانتشار الواسع الذي حقّقته شبكات التواصل الاجتماعي. وزاد انتهاكها أكثر مع ميل بعض الأشخاص إلى تشارك تفاصيل الحياة اليومية ولو كان ذلك على حساب شركائهم. هذه هي ظاهرة استغلال الشريك لتحقيق الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي. إليك التفاصيل.

غيّر انتشار مواقع التواصل الاجتماعي طريقة تداول تفاصيل علاقاتنا العاطفية. وأصبحت المستجدات البسيطة التي تعرفها حياتنا الشخصية تصل بسهولة إلى جمهور واسع ومتنوع. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كارنيغي ميلون؛ فإن كشف شريك حياتك في حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تأكيد علاقتكما الزوجية أو نشر صورة لكما معاً على سبيل المثال يمكن أن "يعزّز مشاعر الحميمية والرضا". لكنّ هذه العادة قد تنحرف أحياناً عن هذا الهدف الإيجابي نحو شكل من أشكال التلاعب الذي قد يسود العلاقة الزوجية ويُسمّى "استغلال الشريك لتحقيق الشّهرة".

إذلال الشريك لتحقيق الشهرة في العالم الافتراضي

يجمع المصطلح الإنجليزي الدّال على ظاهرة استغلال الشريك لتحقيق الشهرة (cloutlighting) أسلوبين من أساليب التلاعب؛ الأول هو التلاعب بالعقول (gaslighting) أي تشكيك الضحية في قدراتها الإدراكية وسلامتها العقلية، والثاني هو التأثير الافتراضي (clout).

ويصف هذا المصطلح الذي ابتكرته الصحافية البريطانية جيسيكا ليندساي (Jessica Lindsay) عملية خداع شخص ما وإذلاله وتصوير ذلك لتحقيق الشّهرة في العالم الافتراضي. يتجلّى هذا السلوك في نشر مواقف محرجة للشريك دون موافقته في أغلب الأحيان بغرض إثارة تفاعل المتابعين وجمع "إعجاباتهم".

وقد تتخذ هذه الظاهرة أشكالاً عديدة مثل المقالب المذلّة أو اللمسات الرومانسية الجريئة أو تشارك التفاصيل الحميمية. وتخفي هذه الأفعال التي تقدَّم في قالب كوميدي أو رومانسي نقصاً في التعاطف مع الآخر واحترام خصوصياته.

عزلة وعار وإحراج

تشمل علامات استغلال الشريك لتحقيق الشّهرة التّقليل من أهمية مشاعره والانتهاك المتكرّر لخصوصياته. تقول المعالجة النفسية جايد توماس (Jade Thomas) في تصريح لموقع ستايلست (Stylist): "إذا شعرت الضحية بالإحراج بسبب مقطع فيديو فقد يقول لها الشريك أنت تبالغين أو إنني أمزح فقط، ليبرّر سلوكه".

يمكن أن يؤدي هذا الموقف إلى شعور ضحية التلاعب بالعزلة والعار والإحراج. وتكشف هذه الظاهرة الأولوية التي يعطيها هؤلاء الأشخاص لتحقيق المشاهدات عبر الإنترنت مقارنة بالصحة النفسية والعاطفية لشركائهم. تضيف المعالجة النفسية: "يُظهر الأشخاص الذين يمارسون هذا السلوك نقصاً في التعاطف إذا تفاعل الشريك بسلبية أو انزعاج".

الأولوية للمتابعين قبل الصحّة النفسية

تؤكد المختصة في الطبّ الجنسي مادلين مونرو (Madalaine Munro) ذلك قائلة: "فعل شيء لشريك حياتك للحصول على استحسان الآخرين وانخراطهم يخلق دينامية تعطي الأولوية لطرف ثالث هو شبكات التواصل الاجتماعي بدلاً من أن تعطيها للصحّة النفسية لشريكك".

لمواجهة هذا الموقف، من الضروري إعادة رسم حدود العلاقة الزوجية. يبدأ ذلك بالتأكد إن كان المحتوى الذي ينشره الشريك يقوّي العلاقة أم يهدّد استقرارها. تخلُص المعالجة النفسية جايد توماس إلى ما يلي: "من المفروض أن تسود روح الفريق بين الشريكين لكن إذا كان أحدهما عرضة باستمرار للمقالب أو المزاح الذي يجده سخيفاً، فعليه أن يتساءل أيضاً إن كانت هذه السلوكيات مؤذية عاطفياً ونفسياً".