ما الذي يجعل المراهقين مغرمين بأفلام العنف؟

أفلام العنف
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يميل المراهقون إلى مشاهدة “أفلام العنف”، وكلما ازدادت مشاهد القتل فيها ازداد انجذابهم إليها. فما الذي يجعلهم مغرمين بصور العنف إلى هذا الحد؟ يحاول المراهقون من خلال هذه الصور الدموية العثور على إجابات لأبرز الأسئلة الوجودية التي تثير قلقهم في هذه المرحلة من حياتهم والتي يعجزون عن العثور عليها ضمن أسرهم.

وفقاً للإحصائيات حول كمية العنف في بعض الأفلام السينمائية فإن هناك على سبيل المثال 74 حالة قتل في فيلم الحركة والخيال العلمي “الاستدعاء الكامل” (Total Recall)، و81 حالة في فيلم “الشرطي الآلي” (Robocop) و106 حالات في فيلم “رامبو 3 “(Rambo3). صوّرت هذه الأفلام ممارسات كالتعذيب والقتل والذبح بدم بارد في كل مشهد من مشاهدها تقريباً، وتمثل هذه الأفلام الدموية ظاهرةً تجذب مجتمع المراهقين بصورة كبيرة؛ الأمر الذي يؤكده المخرج ويم ويندرز إذ يقول: “يمثل العنف أحدث سلعة استهلاكية في صناعة السينما، ويمكن القول إنه قد حل محل الجنس”. ويوضح الفيلسوف فلاديمير جانكلفتش أن الموت يسبب دائماً فضيحةً من نوع ما، وهذا ما يجعل البالغين يتجنبون الحديث عنه ولا سيما أمام المراهقين الذين تحكمهم تخيلاتهم وتقديراتهم الخاصة. ومن ثم فهم يحاولون العثور على إجابات حول هذا الموضوع من خلال الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي تقدم هذه الصور العنيفة.

مع بداية الألفية الثالثة انتقل الحديث عن الموت إلى الصور والسينما والتلفاز. يقول سمير صاحب الـ 16 عاماً: “لقد شاهدت الكثير من الأفلام السينمائية التي صورت قتل الكثير من الأشخاص بمختلف أنواع الأسلحة كالسكاكين والمسدسات والمتفجرات لكنني لم أشهد رجلاً ميتاً في الحقيقة من قبل”. يدفعنا كلام سمير إلى التساؤل: هل المراهقون مفتونون بالموت حقاً؟ ما الذي يدفعهم للإقبال بصورة جماعية على مشاهدة هذه الأفلام المليئة بالعنف؟

انجذاب للقصص العنيفة منذ الطفولة

يُغرم كل الأطفال الصغار بالقصص الوحشية والدموية ومن ثم فإن انجذاب المراهقين للموت لم ينشأ لديهم فجأةً؛ إذ كانت الآليات النفسية الأساسية المرتبطة به تعمل بالفعل بطريقة أخرى في مرحلة الطفولة وأعيد تنشيطها في سن البلوغ. يوضح الطبيب النفسي والمدير الطبي لمؤسسة سانتي ديه دو فرانس، باتريس هوير قائلاً: “تعد مشاهدة الأفلام ذات المحتوى العنيف وسيلة كل مراهق في البحث عن إجابات للأسئلة التي تشغله. ومن ثم فهو يحاول أن ينشئ تصوره عن الموت من خلال اللغات الثقافية المتاحة له بما في ذلك الأفلام السينمائية وقصص الخيال العلمي والأدب والشعر والرسم وموسيقى الروك وصيحات الأزياء وغيرها”.

أفلام العنف تحاكي الخيالات السوداوية لدى المراهق

يشعر المراهق بعدم التآلف مع هذه المرحلة من حياته التي تثير تساؤلاته الوجودية عن الموت والحياة والحب. كما تتسم هذه المرحلة المحورية بحساسية خاصة بسبب التغيرات النفسية والجسدية السريعة التي تطرأ على المراهق؛ إذ يشعر معها بأنه لم يعد يدرك جسده فهو يمر بمرحلة تحوّل كامل. ومن هنا يأتي ميله إلى الأفلام التي تتضمن شخصيات متحولة، تماماً كالتي رأيناها في فيلم “المبيد” (The Terminator) أو “الشرطي الآلي” (Robocop) أو الأفلام التي تتضمن المخلوقات الهجينة الأخرى كالمستذئبين ومصاصي الدماء. يقول جان جاك راسيال في كتابه “تحول المراهقين” (Le Passage adolescent): “أنت لا تدرك ماهية هذه الشخصيات فهل هم بشر أم أشباه بشر أم آلات؟”. من الناحية النفسية يحفز هذا النوع من الأفلام ظهور الرغبات الأوديبية لدى المراهق بما فيها الرغبات المحرمة، لأنها تصبح قابلةً للتحقيق فيزيولوجياً بالنسبة إليه. كما تتيح له هذه الحياة الخيالية اللاواعية تجربة الخطر. على سبيل المثال في فيلم “كابوس في شارع إيلم” (A Nightmare on Elm Street)، يذبح فريدي كروغر؛ وهو وحش هزيل، ضحاياه في أثناء نومهم وهو ما يمكن اعتباره تعبيراً مجازياً عن الخطر الذي يشعر به كثير من المراهقين الذين تسيطر عليهم دوافعهم اللاواعية. وبالمثل؛ تحاكي أفلام القتلة المتسلسلين مثل “صمت الحملان” (The Silence of the Lambs and) وسبعة (Seven) القوى السوداوية والمجهولة التي يشعر بها كل مراهق بداخله.

إضافةً إلى ذلك تجسد العديد من هذه الأفلام خيالات المراهق حول الرغبة في امتلاك القدرة المطلقة التي يشعر بها في مرحلة الطفولة المبكرة قبل مروره بعقدة أوديب. ومن أبرز مخرجي هذا النوع من الأفلام، جون وو وآبل فيرارا وكوينتن تارانتينو وديفيد لينش؛ إذ تتسم أعمالهم بخروجها عن القيود الاجتماعية التي تلتزم بها جميع المجتمعات المتحضرة. أما الشعار الذي يتبنونه في أعمالهم ببساطة هو: “سآخذ ما أريده، وسأقتل كل من يزعجني”. وطوال مدة الفيلم، يتحرر المراهق من القوانين ويتخيل نفسه مكان هؤلاء القتلة على الشاشة، يفعل ما يريد ودون أي ضوابط. يوضح مختص التحليل النفسي سيرج تيسورون في كتابه “التحليل النفسي للصورة” (Psychanalyse de l’image) أن المراهق يتخلص بهذه الطريقة من مصادر الضيق الخارجية ويفشل في التخلص مما يسبب له الضيق داخلياً. “تمتلك هذه الصور قوة إشباع الرغبة، وتمثل سيناريو نفسياً يتيح للمراهق التوفيق بين رغباته المحظورة والرقابة المرتبطة بالأنا العليا، القاضي الداخلي لدينا”.

ثنائية الموت والوجود عند المراهق

ينظر المراهق إلى الموت كلعبة في محاولة منه للتآلف معه ويحتك بالمخاطر ويسعى للوصول إلى أقصى حد ممكن في ذلك. يوضح باتريس هوير قائلاً: “يتعرف المراهق إلى نفسه من خلال التعرف إلى الموت وتسحره فكرة أنه يمكنه أن يقتل نفسه وتخيفه في الوقت ذاته. كما تمثل فكرة الانتحار بالنسبة لأغلب المراهقين طريقةً لمعرفة كم يعنون بالنسبة إلى من حولهم وكم تعني الحياة بالنسبة إليهم. ومن النادر أن تكون لديهم أي رغبة حقيقية في الموت حتى بالنسبة لأولئك الذين يصل بهم الأمر إلى حد الإقدام على الانتحار. يقول الدكتور كزافييه بوميرو: “إن رغبتهم في الموت هي تعبير عن رغبتهم في الوجود ويتمحور هدفهم المزدوج هذا حول رغبتهم في قتل الطفل بداخلهم للانتقال بطريقة سحرية إلى مرحلة البلوغ والاحتفاظ بالسيطرة على الحياة التي تفوتهم في الوقت ذاته”.

الأفلام العنيفة والتنشئة الحديثة

يفتقر المراهقون اليوم إلى التجارب الاجتماعية التي تسمح لهم بالشعور بأنهم عبروا مرحلة المراهقة وأصبحوا بالغين. ومن ثم فإنهم يلجؤون في سبيل ذلك إلى مشاهدة الأفلام الممنوعة على من هم دون 13 أو 16 عاماَ. وليتمكن المراهق من إثبات رجولته وشجاعته، فإنه عليه مشاهدة فيلم مثل “أعرف ماذا فعلت الصيف الماضي” (I Know What You Did Last Summer) الذي تدور أحداثه حول أربعة شبان مذنبين بدهس رجل، يقتلهم شاهد غامض على الحادثة الواحد تلو الآخر.

والمفارقة هنا أنه كلما ازداد قلق المراهقين بشأن الموت ازداد إعجابهم بهذا النوع من الأفلام، فالمرء يشعر بالاطمئنان عندما يرى أبشع ما يمكنه تخيله. إنه سلوك مضاد للرهاب وطريقة فعالة للتخلص من المخاوف من خلال هذه الصور. يقول جاد ذو الـ 14 عاماً: “أحب أفلام الرعب لأنها تصور أموراً مروعة كالرؤوس المهشمة والأوصال المقطعة والأعين المفقوءة وتحملني على تخيل أسوأ ما قد يحدث لي، وما قد أفعله لأفلت من الخطر لو كنت مكان الضحايا. أدرب نفسي على توقع الأمور بما فيه الكفاية، وأضع قائمةً بالأخطاء التي يجب ألا أرتكبها عند مواجهة قاتل محتمل، وتساعدني هذه الأفلام على الشعور بأنني أقوى وأكثر استعداداً لمواجهة مواقف كهذه”.

أفلام العنف والتنفيس عن الدوافع العدوانية

مثل المسرح التراجيدي في اليونان القديمة، تسمح أفلام العنف للمراهقين اليوم بالتنفيس عن دوافعهم المدمرة، وتفريغ عنفهم الداخلي بطريقة رمزية. ويصبح من السهل عليهم التعرف إلى أنفسهم سواء في شخصية الضحية أو الجلاد عندما تصور هذه الأفلام حياة أشخاص في سن المراهقة. على سبيل المثال في فيلم “الصرخة” ( Scream) لمخرجه ويس كرافن، لا يتجاوز سن القتلة الـ 17 عاماً كما أن جميع ضحاياهم كانوا من طلاب الجامعات. أما في فيلم “كاري”( Carrie) للمخرج برايان دي بالما، تقتل البطلة المراهقة والدتها، ثم تحرق جميع الطلاب في مدرستها أحياء لأنهم سخروا منها. تصور هذه الأفلام تخيلات المراهق التي لا يمكنه تنفيذها في الواقع، ويوضح باتريس هوير أن كل شخص يستخلص من هذا المشهد أو ذاك الجزء الأكثر ارتباطاً بتخيلاته الخاصة. وتقدم هذه الأفلام لوحةً متنوعةً إلى حد ما من التمثيلات “الوحشية” التي يسقطها المراهق على تخيلاته الخام والتي لا تتضمن سيناريو أو ثقافة أو جماليات أو أخلاق، ويؤكد ماجد ذو الـ 15 عاماً قائلاً: “نلعب أنا وأصدقائي لعبة استعادة تفاصيل مشاهدنا المفضلة من الأفلام. بالنسبة إلي أحب مشهد الرجل الذي يعذب آخر وهو جالس على كرسي في فيلم “كلاب المستودع”. وعلى الرغم من شعوري بالأسف لأجله فإنني أرى نفسي مكان الجلاد في الوقت ذاته وأحب أن أعذب معلم الرياضيات بنفس الطريقة عندما يصفني بالفاشل!”.

العنف بين السينما والواقع

يؤكد علماء النفس أن عدم تساؤل المراهق عن الموت مطلقاً يعد أمراً مثيراً للقلق ولكن “افتتانه” المرعب بمفهوم الموت يخيف والديه في الوقت ذاته ويجعلهما يتساءلان: هل يعد ذلك مؤشراً مبكراً على سلوكيات عنيفة أو حتى مميتة قد تنفجر في أي لحظة؟ للمفارقة فإن المراهقين ذوي السلوكيات العنيفة ليس لديهم اهتمام خاص بأفلام العنف؛ إذ يتضمن تصرفهم مرحلتين هما ظهور الدافع وتحقيقه دون أن تتخللهما مرحلة الخيال. ووفقاً لسيرج تيسورون فإنه لا يمكن للأفلام السينمائية أن تجعل المراهق مجرماً وإذا أقدم على فعل القتل كما شاهده على الشاشة فإن سبب ذلك يكون الخلط الذي حصل لديه بين الواقع والخيال واضطرابه الذي سبق فعله؛ إذ يتلخص دور أفلام العنف في إيقاظ الخيالات الموجودة مسبقاً في ذهنه. وفي حال عدم تدخل الأنا العليا لوضع الحدود تؤدي هذه الأفلام دوراً معززاً لتخيلاته؛ لكن طالما أنها تحترم القيود الاجتماعية الأساسية فلا يوجد خطر. حتى الآن، لا يوجد فيلم يدّعي الثناء الضمني على الجريمة والوحشية غير المبررة، وعلى الرغم من عدم إنكار التأثير السلبي لبعض الصور فإنه لا يمكن إثبات وجود صلة مباشرة بين العنف على الشاشة والعنف في الواقع. هنالك أهمية كبير لوعي الوالدين وقدرتهما على تجريد هذه السيناريوهات والمؤثرات الخاصة والتوضيح للمراهق بأنها ليست إلا صوراً مركبة.

أنماط أفلام العنف

تتميز أفلام العنف بتنوع أنماطها ولكل نمط محبيه.

تطبيق “العدالة” بالقوة

تجسد أفلام مثل “الشرطي الآلي” (Robocop) للمخرج بول فيرهويفن أو “المبيد” (Terminator) لـ “جيمس كاميرون” أو “ماكس المجنون” (Mad Max) لـ “جورج ميلر” أو “ليون” (Léon) لـ “لوك بيسون”، صورة البطل الذي يطبق العدالة بالقوة، ويظهر فيها كآلة قتل حقيقية يبيد أعدائه بأحدث الأسلحة، ويعمل وحده ووفق طريقته الخاصة وتراه متعطشاً للدماء تماماً كما “الأشرار” الذين يقاتلهم.

ولكنه يقوم بذلك في سبيل قضية سامية وسعياً منه للحفاظ على المبادئ الأخلاقية.

أفلام الرعب وقوى الشر

تهدف أفلام الرعب كفيلم “الصرخة” (Scream) لمخرجه ويس كرافن أو “ليلة الموتى الأحياء” (Night of the Living Dead) للمخرج جورج روميرو وفيلم “الجمعة 13” (Friday the 13th) للمخرج شون كننغهام، إلى جعل المشاهد يتسمر في مكانه من المعاناة والخوف من خلال التركيز على المؤثرات الدموية والخيالية.

رجال العصابات الساديون والمضطربون عقلياً

تصور أفلام مثل فيلم “كلاب المستودع” (Reservoir Dogs) أو فيلم “خيال رخيص” (Pulp Fiction) وهما من إخراج كوينتن تارانتينو، أو فيلم “نزع الوجه” (Face/Off) للمخرج جون وو، عالم الإجرام وكأنه لعبة فيديو عملاقة؛ إذ يمارس أبطال هذه الأفلام الذبح والتعذيب وحتى التفجير بالديناميت بكل سهولة دون أي شعور بالندم أو الذنب أو الألم. والفكرة الأساسية في هذه الأفلام هي “إما أن يقتلني أو أقتله”.

أفلام المضطربين عقلياً

تتناول أفلام مثل “صمت الحملان” (The Silence of the (Lambs للمخرج جوناثان ديم و”سبعة” (Seven) للمخرج ديفيد فينشر وفيلم “المقلد” (Copycat) للمخرج جون أفنيت، شخصيات القتلة المتسلسلين المنحرفين جنسياً والمصابين بجنون الارتياب الذين يتميزون في الوقت ذاته بذكائهم الشديد. أما الفكرة الرئيسية التي تكمن خلف هذه الأفلام هي أنه في داخل كل إنسان حتى الذي يبدو مسالماً، “ينام وحش كاسر”.

أفلام الأزواج المجانين الهاربين

تتميز أفلام مثل “قتلة بالفطرة” (Natural Born Killers) للمخرج أوليفر ستون و”روح متوحشة” (Wild at heart) لديفيد لينش، و”رومانسية حقيقية” (True Romance) لتوني سكوت، بمزج العنف الدموي بالرغبة؛ إذ يعبر البطلان (الزوجان) عن شغفهما ببعضهما في اللحظات الحرجة التي يتربص فيها الموت بهما.

أفلام تجسد أبرز المخاوف

تتناول أفلام مثل “البرتقالة الآلية” (Clockwork Orange) للمخرج ستانلي كوبريك، و”الكراهية” (La Haine) للمخرج ماتيو كاسوفيت، و”ملك نيويورك” (King of New York) للمخرج آبل فيرارا، تجارة المخدرات وارتكاب العنف والجرائم لتجسد أسوأ مخاوفنا في العصر الحديث.

الأفلام ذات البعد الفلسفي

تتمحور أفلام مثل “حدث بالقرب من منزلك” (C’est arrivé près de chez vous) الذي أخرجه كل من ريمي بيلفو وآندريه بونزيل وبينوا فولفوورد، و”ألعاب مسلية” (Funny Games) و”تسجيل بيني” (Benny’s Video) للمخرج مايكل هانيكي، و”تحطم” (Crash) لديفد كروننبرغ، حول جعل المشاهد يفكر بدوره كمستهلك للمحتوى العنيف والرديء، والنظر إلى العالم من خلال روح الدعابة السوداء؛ ما يتيح له الاقتراب من أكثر الأمور إزعاجاً بالنسبة إليه.

فيلم “قتلة بالفطرة” (Natural Born Killers) في قفص الاتهام

حوكم مخرج الفيلم أوليفر ستون مع الشركة المنتجة له “وارنر برذرز” (Warner Bros)، بتهمة “التحريض على القتل”. يحكي الفيلم قصة الرحلة الدموية لميكي ومالوري، وهما مجرمان شابان يعيشان في حالة “هذيان شاعري ورومانسي” يقتلان 52 ضحية لمجرد التسلية. وكان العديد من المراهقين الذين ارتكبوا جرائم قتل في السنوات الماضية قد أعلنوا أن هذا الفيلم كان مصدر إلهامهم. في فرنسا، حُكم على فيرونيك وسيباستيان، 18 و17 عاماً بالسجن لمدة 15 و12 عاماً بتهمة قتل فتى يبلغ من العمر 16 عاماً بعد أن سددا له 39 طعنة. .

اضطرت الشركة المنتجة إلى سحب الفيلم من المتاجر بعد أن وُجهت لها عدت لوائح اتهام. وكانت إحدى الضحايا الذين تعرضوا للعنف بسبب هذا الفيلم وأدى ذلك إلى إصابتها بالشلل مدى الحياة، قد طالبت بتعويض مالي كبير عن الضرر الذي عانت منه. ووفقاً لها، فإن هذا الفيلم يُظهر مرتكبي هذا العنف المتطرف كأبطال جذابين وساحرين يتمكنون من الإفلات من العقوبة، ويصور بالمقابل جميع الجهات الأخرى التي تواجههم كالشرطة والصحافة على أنها جهات فاسدة. وكان المخرج أوليفر ستون قد أوضح في دفاعه أن الفيلم يمثل محاولةً لفهم المجتمع لا تحريضاً على القتل، واعتبر أنه يتيح للمشاهد إلقاء نظرة موضوعية على ذاته.

المحتوى محمي !!