ملخص: أصبح القلق اليوم حالة شائعة منتشرة، ولم يعد مقتصراً على المصابين باضطرابات القلق، ويعني الانشغال الشديد بموقف أو مشكلة ما، وتخيل النتائج السلبية المحتملة كلها. ويُعد القلق مشكلة بالغة لتأثيره في جودة النوم والشهية وانتظام عمل القلب، وصحة العضلات والجهاز المناعي، وأيضاً نتيجة تهديده لاستقرار العلاقات الاجتماعية. لكن لحسن الحظ، توجد 3 أفكار أساسية تُمكن الاستعانة بها للتغلب على القلق؛ وهي: 1. لا تخف من أن بعض الأشخاص لا يحبونك، فهم إذا كانوا لا يعرفونك فإن تقييمهم لك لا يستحق أن يشغل ذهنك. 2. تقبل الفشل لأن الجميع معرضون إلى الوقوع فيه، ولا يعني خطؤك أنك إنسان فاشل لن ينجح مجدداً. 3. لا تخف من التسبب بالأذى لأحبائك فيدفعك ذلك إلى السكوت وترك المشاعر السلبية تتراكم، فالتواصل الصحي هو الذي سيحمي علاقاتك من الانهيار.
قد تفسد المخاوف اليومية عليك حياتك حتى وإن كانت عابرة؛ لكن الاستعانة بأفكار محددة قد يساعدك على تخطي هذه المخاوف والمضي قدماً. كم مرة تشعر بالقلق كل يوم؟ القلق حالة شائعة بين الناس ولا يقتصر على أولئك المصابين باضطرابات القلق، وتختلف مستوياته من شخص إلى آخر.
تقول المعالجة النفسية آنا ماثور (Anna Mathur) في حديث لموقع ومانز هيلث (Women’s Health): "عندما نمر بأوقات عصيبة أو بصدمات نفسية، أو عندما نرى أكبر مخاوفنا أمامنا فإن ذلك يصيبنا بقلق شديد". قد يكون الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة أيضاً أكثر عرضة إلى الشك والقلق.
ما هي عواقب القلق المستمر؟
القلق هو الانشغال الشديد بموقف أو مشكلة ما، وتخيل النتائج السلبية المحتملة كلها. تقول الكاتبة العلمية ديبرا بروس لموقع ويب إم دي (WebMD): "عندما تكون المخاوف مفرطة، يشعر المرء بالقلق الشديد وحتى الهلع"، وتتابع: "يقول العديد من الأشخاص الذين يعانون قلقاً مزمناً إنهم يشعرون بالهلاك الوشيك أو تجتاحهم مخاوف غير واقعية تفاقم قلقهم".
يمكن أن يؤثر القلق المزمن في الشهية وجودة النوم والعلاقات وأن يؤدي إلى اتباع أنماط حياة غير صحية. تقول بروس: "حينما يعاني المرء فرط الحساسية تجاه بيئته وانتقادات الآخرين، فإنه يرى أي موقف وأي شخص تهديداً محتملاً". يمكن أن تؤثر هذه اليقظة المفرطة في الرفاهة، علاوة على أن القلق والتوتر الناجمين عنها يؤثران في صحة الجهاز القلبي الوعائي والجهاز الهضمي وصحة العضلات والجهاز المناعي.
اقرأ أيضاً: كيف يرتبط القلق والاكتئاب بزيادة احتمالية الإصابة بالجلطات الدموية؟ دراسة تجيب
3 أفكار أساسية للتغلب على القلق
توضح المعالجة النفسية آنا ماثور أن فكرة إمكانية السيطرة على كل شيء هي من أكثر الأفكار التي تصيب المرء بالتوتر، وتقول: "رسخ عصرنا فكرة أن بإمكان المرء تحقيق الكمال والنجاح في جوانب الحياة كلها"، وعن ذلك تقول المختصة النفسية إيزابيل ميتينييه (Isabelle Méténier): "لكن هذه الفكرة غير واقعية وهي ترسي معايير وهمية تماماً".
ووفقاً لها؛ فإن الحل هو تقبل أن الضعف جزء من الطبيعة الإنسانية، وتوضح: "نعم نحن نبكي ونتعرض إلى الفشل، ونفقد قدرتنا على الاحتمال أحياناً". يؤدي ترسيخ فكرة ضرورة تحقيق الكمال إلى قلق مزمن ويقول مختص الطب والعلاج النفسي كريستوف أندريه (Christophe André): "يعاني الشخص الذي يسعى إلى الكمال قلقاً شديداً؛ إذ يتمسك بفكرة السيطرة المفرطة".
ثمة أفكار أساسية يمكنك الاستعانة بها، تغير نظرتك إلى الأمور وتساعدك على التخلص من القلق والخوف اللذين يمنعانك من عيش حياتك اليومية بصورة طبيعية؛ إذ تنصحك المعالجة النفسية آنا ماثور بمواجهة حقائق معينة في الحياة تتمحور حول أكبر مخاوفك وهمومك:
- لا تخف من أن بعض الأشخاص لا يحبونك: تقول المعالجة النفسية: "إذا كان هؤلاء الأشخاص لا يعرفونك حقاً، فإن تقييمهم لك لا يستحق أن يشغل ذهنك".
- تقبل فشلك: التعرض إلى الفشل لا يعني أنك إنسان فاشل، فالتوقعات العالية جداً، والأشياء الخارجة عن سيطرتك، أو الأخطاء البشرية تماماً يمكن أن تؤدي جميعها إلى الفشل، وهو أمر لا مفر منه على الإطلاق.
- احرص على التواصل الصحي في علاقاتك: تقول ماثور: "أساس العلاقة الصحية هو وضع حدود سليمة والقدرة على خوض النقاشات الصعبة، فالتواصل الصحي سوف يحمي علاقتك وهو أفضل من السكوت وترك المشاعر السلبية تتراكم".
اقرأ أيضاً: لا تُرسل هذه الرسالة النصية أبداً إلى شريك حياتك إذا كان مصاباً بالقلق