كيف يمكن أن تؤثر صدمات الطفولة في حياتك عند الكبر؟

2 دقيقة
الصدمات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: قد يتعرض المرء في طفولته إلى صدمات نفسية مثل إساءة المعاملة، أو رؤية أحد الوالدين يسيء معاملة الآخر، أو الإهمال العاطفي أو الجسدي، وتترك هذه الصدمات آثاراً في نفسه تمتد غالباً إلى مرحلة الرشد.

يستوعب الأطفال الأحداث التي يواجهونها ثم يستندون إليها لرسم تصوراتهم عن الحياة، ومن خلال خلق معنى لما حولهم يساعدون أنفسهم على التكيف مع مختلف المواقف، لكن إذا حافظ الإنسان على الأسلوب ذاته في تفسير الأحداث عندما يكبر، فإن ذلك سيؤثر سلباً في حياته، ووفقاً لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)، فيما يلي 4 أوجه لتأثير الصدمات العاطفية خلال الطفولة في حياتنا خلال الرشد.

1. الذات الزائفة

في الطفولة، يرغب الإنسان في الحصول على حب والديه واهتمامهما وإذا لم يتحقق له ذلك فإنه يحاول جاهداً أن يصبح الطفل الذي يظن أنهما يتمنيان أن يكون، فيكبت المشاعر التي قد تمنعه من إشباع حاجته إلى الحب والتقدير، ومن ثم فإنه يخلق ذاتاً زائفةً تمثله أمام الآخرين. عندما نكبت عواطفنا فإننا نفقد الاتصال بجوهرنا، ونعيش في خوف دائم من فكرة أن الكشف عن حقيقتنا يعني أننا سنخسر قبول الآخرين وحبهم واهتمامهم.

أفضل طريقة لاكتشاف ذاتك الحقيقية الكامنة وراء ذاتك الزائفة هي استشارة معالج نفسي متخصص في الصدمات العاطفية في مرحلة الطفولة، إذ يمكنه مساعدتك على إعادة التواصل مع مشاعرك والتعبير عنها بطريقة تسمح لك بالتصالح مع ذاتك وتمنحك الأمان.

2. عقلية الضحية

تحدد الطريقة التي يرى بها الإنسان نفسه طريقة كلامه والعكس بالعكس أي أن الطريقة التي يتكلم بها عن نفسه إما أن تمنحه القوة أو تسلبه إياها. على سبيل المثال يقوض حديث النفس السلبي احترام الذات ويشعر صاحبه بأن لا سيطرة له على حياته وبأنه ضحية. ومع ذلك، إذا كان بعض الأشخاص ضحايا فعلاً خلال طفولتهم، فلا يعني هذا استمرار حالهم إلى مرحلة الرشد. لدى الإنسان دائماً خيار حتى في الظروف التي يشعر فيها بأنه لا خيار لديه، إذ يمكنه على الأقل اختيار طريقة تفكيره.

في مرحلة الطفولة قد تكون سيطرة المرء على حياته ومحيطه شبه معدومة أو معدومة تماماً، ولكن بإمكانه تغيير هذا الوضع حينما يصبح راشداً. لذا بدلاً من التفكير بعقلية الضحية، يمكنك أن ترى نفسك ناجياً من الماضي المؤلم، وحينما تشعر بأنك محاصر وليس لديك أي خيارات تذكّر أنك أقوى وأكثر قدرة مما تظن.

3. العدوانية السلبية

عندما ينشأ الطفل في بيت يعبّر فيه عن الغضب بطريقة غير صحيحة، فإنه يظن أن هذا الشعور غير مقبول. إذا شهدت تعبيراً عنيفاً عن الغضب في صغرك، فقد ترى في الكبر أنه عاطفة عنيفة ومن ثم يجب كبتها، أو ربما نشأت في عائلة تكبت الغضب وعلمك والداك أنه عليك ألا تغضب فواصلت كبت هذا الشعور حتى في كبرك، على الرغم من أن الغضب مفيد أحياناً.

ما الذي يحدث حينما تكبت غضبك دائماً؟ لا شيء في الواقع، فأنت تشعر بالغضب من الداخل لأنه شعور طبيعي وصحي نشعر به جميعاً، لكن المشكلة هي أنك في هذه الحالة لا تعترف به ولا تحاول معالجة أسبابه، ولأنك لا تعبّر عن مشاعرك مباشرة ولأنه لا يمكنك كبت غضبك باستمرار فإنك تعبّر عنه من خلال السلوك العدواني السلبي.

4. السلبية

إذا تعرضت إلى الإهمال أو الهجر في الطفولة، فإن ذلك قد يدفعك إلى كبت خوفك وغضبك في الكبر على أمل ألا تتعرض لذلك مجدداً. ومع ذلك، عندما يتصرف الأطفال بهذه الطريقة، ينتهي بهم الأمر إلى الانسلاخ عن أنفسهم. عندما نكبت مشاعرنا، فإننا ننسحب ونصبح سلبيين ونقلل من إمكاناتنا، وعادة ما يقول الشخص السلبي لنفسه: "أعرف ما يجب أن أفعله، لكنني لا أفعله."

عندما نكبت مشاعرنا فإننا نطمس ذواتنا بسبب الصدمة العاطفية التي مررنا بها خلال طفولتنا، ربما تعلمنا إخفاء جوانب من أنفسنا، وربما ساعدنا ذلك في حينه لكننا نحتاج إلى مشاعرنا في الرشد لأنها تعرفنا إلى هويتنا ورغباتنا وتوجهنا للوصول إلى ما نريد أن نكون عليه.

اقرأ أيضاً: