تعرف إلى أبرز سمات الشخصية التصادمية

2 دقائق
الشخصية التصادمية

يتميز الشخص التصادمي بنظرته أحادية اللون للحياة فإما الأبيض وإما الأسود، وميله إلى لوم الآخرين كلما واجهته مشكلة ما، وتأرجُح عواطفه وسيطرة الغضب عليه بسهولة؛ ما يقوده إلى اتخاذ سلوكيات عنيفة بما فيها تهديد الآخرين أو إهانتهم أو حتى تعنيفهم لفظياً وجسدياً. نتعرف من خلال السطور التالية إلى سمات الشخصية التصادمية مع مختصة علم النفس ومؤلفة كتاب "دليل الدفاع عن النفس ضد العنف النفسي" (Manuel d’autodéfense contre les violences psychologiques)، أريان كالفو.
يتسم الإنسان التصادمي بشخصيته المتناقضة، فقد نراه يعبر بين يوم وآخر أو حتى لحظة وأخرى عن كرهه وحبه للشخص أو الفكرة ذاتها ويبدو هذا السلوك واضحاً في كافة جوانب حياته، العاطفية والاجتماعية والمهنية، وبسبب شدة عواطفه فإنه يغدو من الصعب على من حوله فهمه والتعايش معه.

السمات النفسية الرئيسة للشخصية التصادمية

تقول سلوى ذات الـ 27 عاماً: "عندما لا يعجب فيلم ما أبي فإنه يتحدث عنه كما لو كان أسوأ فيلم على الإطلاق وعلى العكس من ذلك عندما يروقه فيلم آخر فإنه يصفه بأنه الأفضل في التاريخ. من جهة أخرى فهو يتحول فجأةً من مشاعر الحب إلى مشاعر الكره والسخط ودون سابق إنذار، وفي معظم الأحيان تتسم مشاعره هذه بأنها عابرة وشديدة للغاية إذ لا مكان للاعتدال لديه. وينطبق الأمر ذاته على تعامله معي ومع إخوتي وأمي، فقد يصفنا اليوم بأننا رائعون وموهوبون ومضحكون للغاية وفي اليوم التالي يزعجه وجودنا ويُفقده أدنى موقف أعصابه ويتهمنا بأننا سبب المشكلات كلها؛ إنه سلوك عنيف جداً ويصيبنا بالإرهاق النفسي".

هل يمكن أن نصف والد سلوى بأنه ذو شخصية تصادمية؟ تقول مختصة علم النفس أريان كالفو: "نعم بالتأكيد؛ إذ يتسم ذوو الشخصية التصادمية بأربع سمات رئيسية وهي:

  1. ردود الأفعال المفاجئة والمتطرفة.
  2. سيطرة العواطف الشديدة وغير الناضجة عليهم.
  3. عدم الشعور بالمسؤولية تجاه كلماتهم وتصرفاتهم.
  4. نوبات الغضب الشديدة التي تجتاحهم بصورة مفاجئة والتي يمكن أن تتحول إلى التهديد أو العنف اللفظي أو الجسدي".

الشخصية التصادمية بين الرجل والمرأة

درس علماء النفس الشخصية التصادمية وسلطوا الضوء على سماتها بحيث أصبح من الممكن التعرف إليها بسهولة أكبر؛ لكن السؤال هو: أين يمكننا ملاحظة هذه السمات بصورة خاصة؟

تجيب المختصة: "لدى الرجال، وهي نتيجة طبيعية لأسلوب التربية المتَّبع؛ إذ إن الآباء يعززون لدى أطفالهم الذكور النزعة لإظهار القوة والقدرة على السيطرة، ويشجعونهم على تبنّي السلوكيات التصادمية لإثبات "رجولتهم" من خلال ترسيخ فكرة في ذهن الصبي مفادها أنه إذا عبث معه أحد ما فإن من حقه أن يغضب، وإذا غضب فإن من حقه أن يلجأ إلى العنف وبهذه الصورة يرتبط الغضب لديه بالعنف". وعلى الرغم من ذلك، فعلينا أن نعي أن الغضب والعنف ليسا مترابطَين؛ إذ يمكن لأحدنا أن يغضب ويحاول فرض احترامه دون اللجوء إلى العنف.

ومن جهة أخرى فإننا نرى الشخصيات التصادمية بين النساء أيضاً، وتوضح مختصة علم النفس قائلةً: "على الرغم من أن النساء أقل عنفاً من الرجال بسبب اختلاف أسلوب تربية الإناث، فإن المرأة تمارس أنماطاً أخرى من العنف بما في ذلك العنف النفسي وإهانة الآخر وابتزازه وغيرها".

الفرق بين الشخصية التصادمية والشخصية النرجسية

لما كانت الشخصيتان تتسمان بميلهما إلى الصدام وإلقاء اللوم على الآخرين فإننا قد نخلط في كثير من الأحيان بين الشخصية التصادمية والشخصية النرجسية. وعلى الرغم من أن الشخصيتَين قد تستخدمان العنف الجسدي أو اللفظي فإن دوافع كل منهما تختلف عن دوافع الأخرى، وتوضح المختصة قائلةً: "يحاول الشخص النرجسي إذلال الآخرين ليشعر بالتقدير ويعزز ثقته المهزوزة، أما الشخص التصادمي فترتبط سلوكياته بصورة عامة باضطرابات الشخصية الحدية أو الهستيرية أو الارتيابية، وتنتج هذه السلوكيات من شعور القلق الشديد الكامن في اللاوعي بما في ذلك خوفه من التعرض للرفض أو الهجر أو سوء الفهم أو الإذلال، ويصبح الغضب الدائم بالنسبة للشخص التصادمي آليةً يحاول من خلالها تجنب معاناته أو حتى الشعور بالطمأنينة". ولأنه اعتاد منذ طفولته المبكرة العيش في أجواء ومواقف تصادمية فإنه يميل في الكبر إلى العلاقات المشحونة بالتوتر؛ إذ تصبح النزاعات منطقة راحته الحقيقية.