ما هو اكتئاب ما بعد الولادة وكيف نتجنب الإصابة به؟

الأمهات
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تصاب به نسبة تتراوح بين 10-15% من الأمهات حسب الأرقام الرسمية، ويصرح الخبراء أن هذا العدد أكبر بكثير على أرض الواقع. فما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟ كيف تعرفين أنك مصابة به؟ هل يمكن الوقاية منه؟ ستجيبنا عن أسئلتنا الطبيبة النفسية المتخصصة في فترة الحمل وما بعد الولادة بعام “ماتيلديه بوشو”.

تشرح “ماتيلديه بوشو” لنا عن اكتئاب ما بعد الولادة بقولها: “اكتئاب ما بعد الولادة هو انهيار نفسي يحدث للمرأة بعد أن تنجب طفلها”. وتوضح أن الأزواج الذين تصاب زوجاتهم بالاكتئاب بعد الولادة يُحتمل أن يتأثروا فيه أيضاً.

اضطراب نفسي مرتبط بماضينا

يرجع هذا الاضطراب النفسي المرتبط بمرحلة الأمومة إلى ماضي كل أم. وتضيف المتخصصة: “الحمل عملية جسدية ونفسية في الوقت ذاته، فإذا عاشت المرأة في ماضيها حدثاً محبطاً يعيق العملية النفسية (مثل تعرضها سابقاً للاكتئاب، أو لتجربة إجهاض أو حمل مريرة، أو علاقة متوترة مع أحد الوالدين، أو صدمة تعرضت لها في الطفولة) تتعثر هذه العملية”.

تتذكر سهام ذات الـ 47 عاماً التي أدركت بعد عدة سنوات أنها أصيبت باكتئاب ما بعد الولادة بسبب العلاقة السامة بينها وبين والدتها التي لا تزال كذلك إلى يومنا هذا:

“انهرت فجأةً عندما كان عمر طفلي أربعة أشهر مع أنه كان بصحة جيدة، ولم نكن نواجه أي مشكلة حينها”.وتشاركنا كوثر ذات الـ 35 عاماً إحساسها؛ إذ لا تزال تكافح حتى يتحسن تماماً تعاملها مع ابنتها هناء البالغة من العمر عامين: “لم أكن يوماً مرتاحةً للأمومة. كانت أمي مكتئبةً ولم تكن تهتم بنا كثيراً فلم يكن ينقصنا شيء سوى الجانب العاطفي، ولم أرغب في أن أكون مثلها”.

قد يكمن العائق في تجارب الأم في الحمل وحتى في تجارب ولاداتها. وتضيف “ماتيلديه بوشو”: “كما برز الجانب الذي ينتقل عبر الأجيال لاكتئاب ما بعد الولادة، الطفل يعيد إلى ذهن الأم التجارب المؤلمة التي عاشتها في نفس العمر”.

الحالات الشديدة منه

توجد عوامل مساهمة أخرى في الإصابة بالاكتئاب؛ عندما أصبحت كوثر حاملاً لم تكن تعرف أحداً في منطقة سكنها الجديدة، وفقدت والدتها فجأةً في الشهر الأول من الحمل، وأصيبت بسكري الحمل الذي منعها من الأكل بشكل طبيعي، وخسرت الكثير من الوزن، وكان طفلها “صغيراً جداً” ووصلت بجسدها أجهزة الموجات فوق الصوتية للمراقبة وهي طريحة الفراش لتفادي الولادة المبكرة وشعرت أنها “غائبة” عند الولادة.

وكأن سلسلة الأحداث الخارجية لا تكفي لإثارة الاكتئاب، تتعرض بعض الأمهات لمؤثرات أخرى كحال راما البالغة من العمر 33 عاماً والأم لتوأم يبلغان من العمر 8 أشهر ونصف التي تتعافى ببطء من اكتئاب ما بعد الولادة؛ إذ إنها أُجبرت على البقاء حبيسة منزلها عند الولادة، وعانت من الغثيان خلال فترة حملها كاملةً وكانت قلقةً بسبب الاشتباه في إصابة طفلها بالتثلث الصبغي 21 (متلازمة داون)، وتعرضت لحادث سير في الشهر الخامس من الحمل الذي تقول عنه: “بدأ الاكتئاب في ذلك الحادث”، وكان ختامها ولادة كارثية نجت منها مصابةً بمتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة. وتتابع: “لم أعد أتعرف على نفسي لكن كان علي أن أؤدي دوري، مع أننا رغبنا بإنجاب طفل وخططنا لذلك”.

في الواقع وفقاً لـ “ماتيلديه بوشو”؛ توجد قائمة طويلة من العوامل التي تزيد نسبة إصابة الأم بالاكتئاب مثل: حالات الحمل والولادة الإشكالية (مثل فترة قاسية خلال الحمل وبعد الولادة، والتهديد بالولادة المبكرة، والولادة المتعسرة أو غير السليمة، وإساءة المعاملة أثناء الولادة)، أو حدوث فاجعة، أو المشاكل الزوجية (خاصةً العنف)، أو الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، أو الشعور بالعزلة الذي يفاقمه اضطرار الأم إلى ملازمة المنزل مع طفلها بعد الولادة وما إلى ذلك. كما أن نسبة انتشار اكتئاب ما بعد الولادة تصل إلى 35% بين النساء اللاتي ولدن قبل أوانهن أو تقمن في مجتمعات غير مستقرة.

النظر في أسلوب الحياة

كما أن الطبيبة النفسية مقتنعة أن لأنماط حياتنا دور في رفع نسب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؛ إذ تنوه أنه “رسمياً تصاب نسبة 10-15% من الأمهات به لكنها غالباً أقل من النسبة الحقيقية؛ إذ لا تجرؤ النساء دائماً على الاعتراف باكتئابهن، وأحياناً لا يدركن أصلاً أنهن مصابات به” مشيرةً بذلك إلى مشكلة صحية عامة حقيقية.

“تكون النساء أكثر عزلةً ويُقمن غالباً بعيداً عن والديهن وإخوتهن، كما أن حياتهن المهنية لا تسمح لهن دائماً بالتكيف مع احتياجاتهن الفيزيولوجية خلال فترة الحمل. إضافةً إلى ذلك؛ منذ استخدام وسائل منع الحمل صار الأزواج يتوهمون أنهم يتحكمون بناحية الأمومة فعندما يقرر زوجان إنجاب طفل يواصلان التفكير بعقلية التحكم هذه ويكافحان لاكتساب عقلية “التخلي” المعروفة التي يتطلبها سير العملية النفسية للحمل، ويرغبان بمواصلة حياتهما “كما كانت في السابق” لكن مع وجود الطفل، فيقحمان نفسيهما في فيض من المفارقات ومشاعر التوتر الذي لا مفر لهما منها”.

وتوضح “ماتيلديه بوشو” أنه إذا “تعثر سير العملية النفسية” نتيجة وقوع سبب أو أكثر من الأسباب التي ذكرناها، تظهر عموماً أعراض في الأسبوع السادس تقريباً بعد الولادة (بين أسبوعين وثمانية أسابيع) لا علاقة لها بـ “مشاعر الحزن بعد ولادة الطفل” المعروفة التي تكون مزيجاً من التعب والبهجة والدموع وتشعر بها الأم في الأيام التي تلي الولادة ولا تستمر أكثر من 10 أيام.

التمييز بينه وبين مشاعر الحزن والإرهاق والإحساس بالذنب التي تراود أي امرأة حُبلى

تشرح المختصة الفكرة التالية: “يولّد اكتئاب ما بعد الولادة عند الأم فرط حساسية ويغمرها بمشاعر قلق وحزن عميق لا تكون دائمة؛ إذ يتقلب مزاج الأم وتتسم حالتها باجترار الأفكار حول الطفل وصحته وسلامته وحول عجزها على أن تكون أماً، وتجد صعوبةً في التجاوب مع طفلها عند بكائه ما يعزز إحساسها “بأنها ليست على قدر كاف من المسؤولية”، ويرافق ذلك فقدانها للرغبة والطاقة.

تقول كوثر: “فقدت اهتمامي بكل شيء. لم يفهمني زوجي، فقد ظن أن الولادة ستحررني من مخاوفي، وأنني بعد اطمئناني على ولادة هنا بصحة جيدة سأكون على ما يرام، لكنني ما زلت أشعر بالحزن أحياناً وأتساءل عما إذا كنت أماً صالحةً”.

ويفاقم الإرهاق حدة هذه الأعراض، وتضيف “ماتيلديه بوشو” قائلة: “تدخل الأم في حلقة مفرغة لأن اكتئاب ما بعد الولادة مرهق؛ إذ تجد النساء صعوبةً في الغرق في النوم أو العودة إلى النوم ليلاً لأنهن في حالة يقظة مفرطة.

فلا يزول الإرهاق وتشعر بعض الأمهات برغبة في “العودة” إلى حياة تخلو من طفلها، وتحلم أخريات بالهروب وترك الطفل مع شخص أكفأ؛ شخص لن يؤذيه. ويمكن أن تصاب الأم برهاب التصرف بعنف (“تتصور” نفسها بلمحة تؤذي طفلها) عادةً دون أن تتصرف بعنف فعلاً؛ ما يعزز إحساسها بالذنب والخزي.

تؤكد على ذلك الطبيبة النفسية: “تتباين شدة الأعراض” لكن جميعها تعكس التناقضات ذاتها. فمثلاً تتذكر كوثر: “كانت أخاف كثيراً أن أتخلى عن طفلتي، كان أمراً لا يصدق. لم أرضعها رضاعةً طبيعيةً إلا لأجعلها لا تستطيع الاستغناء عني؛ إذ كان ذلك بمثابة قيد يمنعني من تركها والمغادرة. كان القلق يمنعني من النوم وفقدت رغبتي بالعيش”.

من سمات اكتئاب ما بعد الولادة الأخرى أنه يؤثر في الأم والطفل معاً.

انعكاس الأعراض على الطفل

يعاني الطفل الذي يستشعر معاناة والدته من انعدام التواصل معها، ويكون أكثر هشاشةً وضعفاً وجهازه المناعي أقل كفاءةً. يمكن أن يؤدي هذا من الناحية الفيزيولوجية إلى إصابته بقلس ومشاكل جلدية والتهاب القصيبات والتهابات أذن متكررة واضطرابات في النوم وصعوبات في الرضاعة (كأن يرفض الطفل الثدي أو يبتلع حليباً أكثر من اللازم) والبكاء دون “سبب فعلي”. تدرك الخبيرة أنه في بعض الأحيان يصعب على الوالدين الكشف عن هذه الأعراض عند الأطفال لأنهما يخلطان بينها وبين المشاكل المعتادة التي يتعرض لها الطفل في الأشهر الأولى من حياته؛ لكنها تشير إلى دلالات تظهر على الطفل وتنبه الوالدين إلى تلك الأعراض: يصبح أحول العينين ويتخذ وضعية الانطواء. وتوضح ذلك بقولها: “كأن الطفل يريد أن يعود إلى رحم أمه، “حكمته بالغة”، فيُنسى”. أو على العكس من ذلك، فيلتمس باستمرار انتباه الشخص البالغ ما قد يؤدي إلى تفاقم انطباع الأم بأنها لا تنجح في إرضاء طفلها. لذا عندما بكى توأما راما لأنهما كانا يتألمان من المغص، قالت لشريكها: “إنهما يفعلان ما بوسعهما لتخريب حياتنا”. رد الأب مصدوماً: “إنهما يتألمان فقط”. تلك حلقة مفرغة أخرى يوقعنا فيها اكتئاب ما بعد الولادة: انزعاج أحد الطرفين يؤجج انزعاج الآخر.

تشدد “ماتيلديه بوشو” على النواحي الثلاثة لأعراض الاكتئاب التي تؤثر في الأم (وأحياناً الأب) والطفل والعلاقة بين الأم والطفل.

تأثير الاضطراب في الرابط بين الأم والطفل

تلخص “ماتيلديه” بأن “المرض يؤثر في الرابطة بين الأم والطفل”، بعبارة أخرى لا يحدث ترابط بين الأم والطفل عند الإصابة به؛ إذ يبحث الطفل عن نظرة والدته التي تنشأ عادةً من خلالها الروابط النفسية بينهما”. تشرح القابلة والمعالجة النفسية “ناتالي بيكيه” ذلك بقولها: “يرجع الطفل الأم من خلال هذه النظرة إلى نفس عمره” فتشعر الأم التي عاشت تجربةً مؤلمةً بهذا العمر بأن هذا التأثير العاكس يمثل لها اعتداءً.

تضيف “ماتيلديه بوشو”: “لا تدرك الأم أن هذا الطفل هو الطفل الذي كانت تحمله ولا تشعر بأنها مرتبطة به، حتى أنها تعتقد أنها لا تحبه، يغمرها شعور بالتناقض وخيبة الأمل.

وتؤكد كوثر على ذلك: “قلت لطفلي أنني أحبه لكنني لم أشعر بذلك حقاً”. وتقول راما: “لقد أجبرت نفسي على التقاط الكثير من الصور لأقنع نفسي أنني ‘لم أفوت أي لحظة لطفلي”.

تصف الطبيبة النفسية هذه الرابطة الهشة بقولها: “تلحظها أحياناً في طريقة حمل الأم لطفلها، فيخيل إليك أن الطفل سيسقط من يدها، بأنها لا تحتويه. عندما تعتني به تؤدي مهمتها فقط، دون أن تتحدث معه أو تبادله النظرات. “تجد الأمهات أنفسهن يعتنين بأطفالهن” وهن في حالة من حالات الانفصال عن الواقع والشعور بفراغ داخلي عميق. تتذكر راما التي كانت تقدم زجاجات الحليب والحفاضات دون أن تشعر بأي حماس اتجاه توأمها: “تحولت إلى إنسان آلي، وهذا أثار لدي إحساساً عارماً بالذنب”.

لا تكون تصرفات الأمهات اللائي يشعرن بالذنب بسبب إحساسهن بتلك المشاعر مفهومةً دوماً لأنهن يتظاهرن بأنهن على ما يرام بفعل تصرفات تتوافق مع الصورة المتوقعة منهن ويثبتن أنفسهن تماماً، مخفين الانهيار الذي يحدث داخلهن. في هذه الحالات حتى الزوج يعجز عن تخيل براعة تمثيل الأم لهذا الدور.

إشارات يجب أن ننتبه لها

إن هذه الإشارات لا تدل على ضيق الأم والطفل الذي تكشفه فحسب؛ بل يجب أن تدق ناقوس الخطر لمن حولهما. فقد تراود الأم فعلاً أفكار سوداوية وقد يكون خطر حدوث مضاعفات حقيقي (الإصابة بأعراض شديدة الخطورة تسمى “ذهان ما بعد الولادة”). ولا يقل الخطر على الطفل أيضاً فهو معرض لخطر مباشر، فعندما ينفد صبر وطاقة الأمهات يهززن طفلهن بطريقة قد تصيبه بأذى لا يمكن التراجع عنه. كانت راما تخاف أحياناً من فعل تصرف طائش، فقد قالت عن ذلك: “شعرت أن بكاء طفليّ كان أشبه بهجوم علي منذ ولادتهما وحتى بلوغهما ثلاثة أشهر، وكنت أشعر أن غضبي يتصاعد فوضعتهما في فراشهما وحبست نفسي داخل الحمام لألتقط أنفاسي”. ناهيك عن العواقب طويلة الأمد التي تؤثر في نضج الطفل نتيجة هذه الرابطة المتذبذبة. تقول الطبيبة النفسية: “أرى أحياناً عائلات لديها أطفالاً في سن المدرسة تواجه صعوبات كبيرة، وألاحظ أن الأم قد مرت بنوبة اكتئاب أو أكثر عند ولادة الأطفال دون أن تدرك ذلك”.

كيف نتجنب الإصابة به؟

كيف تتجنب الوصول إلى تلك الحالة؟ تجيبنا “ماتيلديه بوشو”: “تبدأ الوقاية أثناء أشهر الحمل” وتتذكر أن الأعراض المذكورة يمكن أن تظهر على الأم قبل ولادتها بفترة طويلة دون أن يلاحظها أحد لأن من حولها وطاقم التمريض الذي يرافقها “يستهينون بتلك الأعراض”.

بالتأكيد تشعر جميع الأمهات بالتعب والقلق أثناء حملها لكن بالنسبة لبعضهن يتعدى الأمر ذلك، فمثلاً لم تعايش كوثر وأحباؤها غير التعب والقلق خلال حملها، فقد قالت: “لم أستطع أن أمضي فترة حملي بمفردي فقد كنت قلقةً جداً. لم أجهز شيئاً لابنتي ولم أخطط لشيء ولم تتسلل إلى قلبي لحظة بهجة، فتناوبت عائلتي على البقاء معي جانب سريري واعتقد الجميع أنني سأكون على ما يرام عندما أنجب طفلتي، وأن قلقي نابع من انخفاض وزن ابنتي وتوتري من احتمال ولادتي قبل الأوان”. ومن منا لم يخشَ أن يبدو شخصاً ضعيفاً أو كئيباً أمام الآخرين عند استحضار هذه المشاعر؟ في أحسن الحالات سيذكر الأصدقاء المرتبكين تعليقات مثل “هذا طبيعي، ستتلاشى هذه المشاعر، سترين أن إحساس الأمومة لا يُضاهى”.

وهنا تبرز أهمية التحدث عن الصعوبات التي تواجهك منذ فترة الحمل مع متخصصين قادرين على قراءة ما بين السطور في كلامك مثل القابلات والأطباء النفسيين وشبكات الدعم التشاركية ومراكز تقديم خدمات استشارية للحوامل وغيرها. وتضيف “ناتالي بيكيه”: “يعد تلقي الرعاية المبكرة في الشهر الرابع أفضل أيضاً للعثور على آذان مصغية”. كما تتيح لك جلسات التحضير للولادة تبديد مخاوفك والتحدث مع نساء أخريات وطرح أسئلتك وتمضية فترة الحمل بسكينة أكبر.

باختصار؛ تلقي الرعاية أثناء الحمل سيحد على الأقل من انهيار الأم وذلك من خلال تحديد عوامل الخطورة وإيجاد الحلول المناسبة لتذليل العوائق النفسية والخروج من العزلة والاستعداد جيداً للولادة. وتذكرنا “ماتيلديه بوشو” بأن المستشفيات تقدم خدمات متخصصة في اضطرابات فترة الحمل وما بعد الولادة بعام لدعم الأمهات اللائي يعانين من الضيق: “كلما أسرعنا في التصرف كان تعاملنا مع الاكتئاب بعد الولادة أفضل”.

قد يهمك أيضا: كيف تتعافين من اكتئاب ما بعد الولادة؟

المحتوى محمي !!