اشترك

الاستمرار بالحساب الحالي

دليلك الشخصي لوضع أهداف قابلة للتحقيق في السنة الجديدة


Preview

 
 


دليلك الشخصي لوضع أهداف قابلة للتحقيق في السنة الجديدة


يكتبها هذا الأسبوع: عبدالرحمن أبو الفتوح

كيف حالك؟ هل أنت بخير؟

بدأ العد التنازلي لانتهاء عام 2022 وكلما اقتربنا من ليلة رأس السنة شعرنا لاإردياً أن علينا حصد ما جنيناه في السنة الفائتة ووضع أهداف السنة المقبلة، لكن المثير للانتباه ذلك الشعور الذي يتملكنا ليقنعنا أنه مع الساعات الأولى للسنة الجديدة سنصبح أشخاصاً مختلفين بإمكاننا فعل ما نريد والتحليق في فضاء التغيير دون حدود.
يعقب هذا التحليق للأسف غالباً ارتطام مدو بأرض الواقع عندما نجد الأيام تمر علينا ومجهوداتنا لا تكفي للحاق بالمواعيد النهائية للأهداف الموضوعة، وذلك الوضع المزعج لا يعد فردياً فقد توصلت دراسة علمية أجرتها جامعة سكرانتون الأميركية (The University of Scranton) إلى أنه رغم وضع 40% من الأميركين أهدافاً جديدة مطلع كل عام فإن 42% منهم ينجحون في تحقيقها.

لكن لنأخذ خطوة إلى الوراء ونتساءل: ما الذي يجعلنا ننتظر الأيام الأخيرة من كل عام لوضع أهدافنا؟ ترجع المختصة النفسية سابرينا رومانوف (Sabrina Romanoff) ذلك إلى اعتبارنا نهاية العام الوقت الذي نجرد فيه إنجازاتنا، وهو توقيت يثير بداخلنا الأمل والتطلع لما يمكننا تحقيقه مستقبلاً، فهناك تقويم جديد متاح لنا أن نتخيل أيامه مثلما نتمنى.
تسهم تلك النظرة المفرطة في التفاؤل والبعيدة عن الواقع في صناعة مشكلة تعسر تحقيق الأهداف لاحقاً؛ فهي غالباً ما تنصب على التركيز تجاه هدف معين محدد الأبعاد بدقة مثل أن نحظى بجسم رياضي شبيه بأجسام الرياضيين الذين يتصدرون أغلفة المجلات، ما يجعلنا نحبط إذا لم تكن النتائج الأولى تتوافق مع الصورة المثالية الموجودة في أدمغتنا.
يرتبط هذا الإحباط بالضغط النفسي الهائل الذي يقع علينا عندما نضع أهدافاً غالباً ما تكون غير واقعية أو غامضة أو قائمة على ما يتوقعه الآخرون منا، بالإضافة إلى أن معظمنا في الغالب لا يكون مستعداً نفسياً للإقدام على التغيير لكن قدوم العام الجديد يجعلنا نشعر أن علينا وضع قائمة أهداف حتى لا نتخلّف عن الركب.
وتصبح قائمة أهداف السنة الجديدة في هذه الحالة مصدراً للاضطراب النفسي فالضغط الناتج عنها بحسب المعالجة النفسي جيني كونينج (Jenny Koning) قد يؤدي إلى إصابتنا بالقلق أو الاكتئاب، إلى جانب أنه سيشعرنا بالفشل وخيبة الأمل لأننا سنرى العالم حينها بلونين فقط هما: الأبيض الذي يعني تحقيق هدفنا بنسبة 100% والأسود الذي يعني عدم تحقيقنا للهدف حتى في حال تحقيقه جزئياً.

وحتى لا تشعر بالضغط النفسي في الشهور الأولى من كل عام نتيجة عدم مقدرتك على تحقيق أهداف السنة الجديدة، إليك هذه الإرشادات لتعمل بها هذه الأيام وأنت ترسم خارطة أهدافك:
1. اجعل أهدافك واضحة: تجنب وضع أهداف غامضة مثل إنقاص الوزن أو ممارسة الرياضة أو أن تصبح أكثر سعادة فهي أهداف مطلقة لا يمكن قياسها، واعمل بدلاً من ذلك على جعلها محددة مثل أن تخسر 15 كيلو خلال العام.
2. ضع خطة للوصول إلى هدفك: سيساعدك ذلك على تجزئة سعيك إلى مراحل متسلسلة تجعلك ترى نفسك كل يوم في موقع محدد في طريقك إلى الهدف.
3. ركز على ما ستفعله وليس ما ستتجنبه: على سبيل المثال إذا كنت ترغب في الإقلاع على التدخين عليك حصر الممارسات البديلة لتنجح في ذلك، إلى جانب تدوين الآليات العملية التي ستدعمك في مواجهة المواقف الضاغطة التي ربما ستعيدك إلى التدخين مرة أخرى.
4. اصنع أهدافاً ذكية: هذا يعني أن تكون أهدافك مرنة لتتماشى مع التغيرات المفاجأة التي قد تحدث، لتتحول في النهاية إلى أهداف ناجحة لا توترك أو تضغط عليك نفسياً.
5. قارن نفسك بنفسك: لا تسمح لمن حولك أن يملو عليك أهدافك وفقاً لما يتوقعونه منك أو أن يضعونك في مقارنة مع الآخرين فأنت لست في منافسة سوى مع ذاتك.
6. كن ألطف مع ذاتك: كلما كنت أقل قسوة على ذاتك عندما تفقد طريقك إلى هدفك ستستطيع العودة من جديد لاستكمال المسير نحوه، لذا اسمح لنفسك بالفشل واغفر لها الخطأ وفي الوقت نفسه ابذل قصارى جهدك لتصبح أفضل.

ربما تجعلك نهاية العام تشعر أن عليك وضع قائمة أهدافك الجديدة قبل اليوم الأول من السنة الجديدة، لكن مهلاً لا تندفع وراء هذا الشعور وتريث في قياس نجاح أهداف العام الذي مضى، وإن كنت تحتاج إلى استراحة تعود بعدها لوضع أهدافك بذهن منتعش ونفسية أفضل فلا مانع من أخذها، إذ لا يهم تاريخ بدء رحلة تحقيق الهدف إنما العبرة بالتخطيط المحكم للوصول إليه.

هل توجد دروس استفدتها من تجاربك في وضع أهداف السنوات الماضية؟ نسعد بمشاركتك إياها معنا على البريد الإلكتروني لنشرتنا: [email protected]


أرهقتك أحداث العالم المتلاحقة؟

نعلم جيداً ما يمكن أن يفعله الضغط المتواصل بصحتك النفسية، لذا نقدم لك من خلال نشرة "تأملات نفسية" اليومية مقالات متنوعة تجعلك أكثر فهماً لنفسيتك بشكل يزيد وعيك بما يحدث لها من تأثيرات، وتساعدك على التحكم في حياتك

Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
Instagram
 
Website

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!