اشترك

الاستمرار بالحساب الحالي

حان الوقت لتبوح بذاك السرّ!


Preview

 
 


حان الوقت لتبوح بذاك السرّ!


تكتبها هذا الأسبوع: زهرة غماني
أهلاً، كيف حالك؟ أو بمعنىً أصحّ، كيف حالك مع ذلك السرّ؟


من الألغاز القديمة إلى أسرار العصر الحديث، تُضفي الأسرار لمسات غموض محبّبة لنفوسنا، فهي تجذبنا لنتعمّق في المجهول ونستكشف الحقائق. سواء كانت علاقة حب سرّية لشاعر، أو الدوافع السياسية والأجندات الخفيّة لحاكم، أو كنزاً مدفوناً في الصحراء، أو رحلة للكشف عن أسرار الكون والفضاء؛ تضيف الأسرار طبقات من المعنى لعالمنا. وفي الأدب، يرتقي بنا السرد القصصي ويلفّنا بسحره الخاص بالاستخدام الذكيّ لعنصر السرّ، فأكثر القصص جاذبيةً وإثارةً للاهتمام هي تلك التي تقدّم لنا شخصيات غامضة ومليئة بالأسرار.
ومن منظور تطوّري، سمحت القدرة على الاحتفاظ بالأسرار للبشر الأوائل بتكوين مجتمعات معقّدة وبناء التحالفات وحماية الموارد؛ ما يعني أنّها ظاهرة إنسانية طبيعية تتّسم بها المجتمعات الإنسانية. ويُعتبر كل من السرّية والكتمان لتحقيق المُراد إحدى القيم الثقافية الكبرى السائدة في المجتمع العربي.

قرابين الأسرار
كانت دراسة السرّية في السلوك البشري موضوعاً شيّقاً حاز على اهتمام الباحثين والعلماء، وذهب العديد منهم إلى تأكيد الفائدة التي يمنحها كتمان سرٍّ ما للفرد من ناحية أنه يمكن أن يوفّر له إحساساً بالسيطرة والتحكّم. وذهب آخرون إلى إلقاء الضوء على العبء النفسي الكبير الذي يسبّبه الحفاظ على السرّ لفترة طويلة من الزمن؛ إذ يمكن أن يؤدّي إلى الشعور بالعزلة والقلق وبالتالي زيادة مستويات التوتّر والاكتئاب، وحتى مشكلات الصحة البدنية.
تقدّم الكاتبة وأستاذة علم النفس أنيتا كيلي (Anita Kelly) في كتابها بعنوان "سيكولوجية الأسرار" (The Psychology of Secrets) لمحة عامة عن الجوانب الاجتماعية والنفسية للسرّية؛ بما في ذلك تأثير  الأسرار في الصحة النفسية والعلاقات. فمن الخيانة الزوجية والسلوك غير القانوني إلى الحمل والاستياء الدفين من أحدهم، تختلف أنواع الأسرار التي يخفيها الأشخاص. ويبدو أن هناك قرابين نقدّمها حتّى لا نكشف عنها؛ ولكن على حساب ماذا؟ قد يصل العبء حدّ التعذيب الذي يُثقل كاهل حاملي الأسرار في كلّ مكان.

سرّك يدمّرك لسبب واحد
إن للأسرار أنواعاً عدّة وبعضها مفيدٌ إبقاؤه مخفيّاً؛ إلا أنه يمكن لكتمان بعضها أيضاً أن يسبّب لنا القلق والتوتّر بالفعل، فلا شيء يضاهي إحساسنا أنّ هناك من يشاركنا بعضاً من أسرارنا، فذلك قد يعزّز علاقاتنا الاجتماعية والشخصية. لكن لماذا يخبرنا المختص في علم نفس الأسرار والكاتب مايكل سليبيان (Michael Slepian) إن السبب وراء هذا الجانب السلبي لكتمان سرٍّ ما ليس تماماً كما نعتقد؟
فحين نميل إلى تفادي مشاركة أسرارنا مع الآخرين، نفشل في رؤية زواياها المختلفة التي قد يرى الشخص الآخر من خلالها؛ كما نخسر إمكانية المضيّ قدماً وتجاوز العبء المرتبط بها. لقد وجد سليبيان من خلال بحث قام به، أن السبب الذي يجعل الاحتفاظ بالأسرار يؤذينا نفسياً لا يكمن في التوتّر والقلق اللذين يمكن أن ينتجا من هذا السلوك كما هو شائع؛ بل شعور الوحدة والعزلة وحتّى الخجل الذي يتولّد عنه، وهذه مشاعر سلبية يصعب التعايش معها.

أوجد سليبيان 3 طرائق تمكّنك من تحديد مدى الضرر الذي يسبّبه سرّك، ومن ثمّ التعامل معه بشكل أفضل:

  • يجب أن تتأكّد أنّ سرّك لا يسبّب لك الشعور بالعار.
  • يجب ألا يكون سبباً في عزلتك.
  • يجب ألا يكون باعثاً على الشكّ وعدم اليقين.

يقول سليبيان: "لا يتعلّق الأمر بمنذ متى تخفي سرّاً مؤذياً؛ ولكن بعدد المرّات التي تجد فيها نفسك تفكّر فيه".

يمكنك أن تبدأ البحث من اليوم عن شخص أمين يمكنك الوثوق به، لتبوح له بسرّك الذي تفكّر فيه ليلاً نهاراً ويؤرق مضجعك. يمكن أن يكون سرّاً خطيراً أو لا يتجاوز كونه بضع حماقات ارتكبتَها تسبّب لك الأرق بين الفينة والأخرى؛ كما هي حالنا جميعاً. وستجد صدراً رحباً لدينا على البريد الإلكتروني لنشرتنا: [email protected] مهما كانت طبيعة ذاك السرّ، لا تُبقه مخفياً بعد الآن!


أرهقتك أحداث العالم المتلاحقة؟

نعلم جيداً ما يمكن أن يفعله الضغط المتواصل بصحتك النفسية، لذا نقدم لك من خلال نشرة "تأملات نفسية" اليومية مقالات متنوعة تجعلك أكثر فهماً لنفسيتك بشكل يزيد وعيك بما يحدث لها من تأثيرات، وتساعدك على التحكم في حياتك

Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
Instagram
 
Website

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!