وفر 50٪ من خلال الاشتراك السنوي في مجرة واحصل على تصفح لا محدود لأفضل محتوى عربي على الإنترنت.

اشترك الآن

جد حالاً شخصاً يؤمن بك ويشجّعك!

 

 

 

 

 

 


جد حالاً شخصاً يؤمن بك ويشجّعك


تكتبها هذا الأسبوع: زُهرة غماني

مرحباً، كيف حال معنوياتك في الفترة الأخيرة؟

كيفما كانت إجابتك، أعتقد بشدّة أنك سترغب في الاستمتاع بأقصوصة صغيرة ذات معنىً كبير؛ بل أراهن أنك ستقصّها بدورك لشخص ما في حياتك يهمّك أمره. تعالَ معي إذاً لأحدّثك عن بعض الضفادع!
كما تعرف؛ تعشق هذه الكائنات اللطيفة القفز في كلّ مكان، فذلك جزء من طبيعتها المبهجة. لكنها قد تعرّض نفسها للخطر في بعض الأحيان، وهو ما حدث عندما كانت شِلَّة من الضفادع تنتقل عبر شجيرات الغابة وأعشابها؛ إذ سقط اثنان منها في حفرة عميقة. احتشدت بقيّة الضفادع حول الحفرة مندهشةً من عمقها، فأدركت بسرعة أنه لا يوجد أمل للضفدعَين.
وكما الرفقاء كلّهم الذين ينصحوننا في وقت الشدّة؛ حرصت الضفادع على إقناعهما بالاستسلام لأن الخروج من الحفرة هو حلم صعب المنال، ومن الأفضل لهما عدم المحاولة.
تجاهل الضفدعان بدايةً نصيحة الرفقاء، ولا عجب من ذلك فلا أحد يقبل الموت بسهولة، وشرعا في القفز عالياً مرّة تلو الأخرى على أمل إنقاذ نفسَيهما. استمّرت الضفادع المتجمهرة حول الحفرة في إخبارهما بأن وقت الاستسلام قد حان ولا داعي للمزيد من المحاولات اليائسة.
في نهاية المطاف، استجاب أحد الضفدعَين لنداءات رفقائه واستسلم، فسقط فوراً مفارِقاً الحياة. بينما واصل الآخر القفز بأقصى ما يستطيع، وفي كلّ محاولة كانت صرخات الحشد بأن يستسلم عاليةً أكثر من ذي قبل. لقد ترجّوه بأن يوقف الألم والشقاء الذي كان يسبّبه لنفسه، ومع ذلك لم يُبالِ واستمّر بالقفز، إلى أن وثب الوثبة الأخيرة التي ألقت به خارج الحفرة.
بالرغم من أن الضفادع المتفرّجة ابتهجت بالفعل بنجاته؛ لكنها تساءلت لمَ لم يكن يستجيب لصراخها! فكانت الصدمة حينها؛ أن كان الضفدع المسكين أصمّاً وكان يعتقد طوال الوقت أن الضفادع كانت تشجّعه وتهتف له! جعلَته الضفادع يؤمن بقدرته على النجاة، فلم يتمكّن منه اليأس أبداً.

خمس طرائقَ يمكن للتشجيع أن ينقذ بها حياتك وحياة مَن تحبّ
لقد تمكّن الخبير في القيادة والمؤلف كيفن إيكنبيري (Kevin Eikenberry) من خلال تجاربه الشخصية والمهنية، من تحديد 5 تأثيرات هائلة للتشجيع تلهم المشجّع ومتلقّي التشجيع على حدّ سواء. تعرّف إليها في الآتي:

  1. التشجيع يُتيح الفرصة لزيادة الوعي: فمن خلال تشجيع الآخرين؛ يتمكّنون من معرفة مدى أهميتهم بالنسبة إلينا. ذلك لا يعني أنه لا يوجد مجال للنمو والتحسين، بقدر ما يُظهر أن هناك فرصة للبناء من جديد. فعندما نقدم التشجيع للآخرين، يكونون أكثر وعياً بتصوراتنا عنهم وعن قدراتهم ما يساعدهم على فهم إمكانياتهم بشكل أفضل.
  2. التشجيع يصنع الإيمان: عندما نعي أن الآخرين يؤمنون بقدراتنا، تتغيّر نظرتنا إلى الصعوبات. وهذا ما يحدث دائماً في الحياة؛ ينجح الطالب الذي يربّت المعلّم على كتفَيه، ويمشي الرضيع الذي تبرق عينا أمّه وهي تبتسم له، ويفوز الفريق الذي يحظى بدعم مدرّبه.
  3. التشجيع يبني جسور الثقة: تزداد الثقة بالنفس على نحوٍ غير اعتيادي حين يخبرنا أحدهم بأننا قادرون أن نحقّق أمراً ما، أو أنّ ما نقوم به من عمل يُحدث بعض الفرق. قد يوفّر التشجيع دفعة مؤقتة أو يحسّن ثقة شخص ما مدى الحياة.
  4. التشجيع يحسّن المواقف: لا يمكن أن يشعر أحدهم أبداً بالسوء بعد تلقّي عبارات مشجّعة، فالتشجيع يجعلنا نشعر بتحسّن فوري ويدفعنا لأن نخطو خطوة أخرى للأمام مبتسمين للمستقبل؛ ما يعزّز صحتنا وعافيتنا النفسية وإنتاجيتنا أيضاً.
  5. التشجيع يدفعك للمبادرة: غالباً يكون المضي قدماً واتخاذ القرارات الصعبة وتجربة الأمور الجديدة مهمةً صعبة التنفيذ؛ لكن يمكن للوعي والإيمان والثقة أن يزيدوا من رغبتنا في القيام بالمهام الصعبة وأحياناً تلك التي قد نراها مستحيلة، ومن هنا تنشأ قوة التشجيع الحقيقي؛ الأصيل والهادف.

وختاماً؛ سأدعوك من كلّ قلبي أن تلتفت يميناً وشمالاً وتبحث بأعين ثاقبة ومترصّدة عن ذلك الشخص الذي طالما منحتك كلماته البسيطة والعفوية الأمل في الحياة، وجعلَت الدماء تجري بوتيرة أسرع في عروقك، فازدادت نبضات قلبك. ذلك تأثير الأدرينالين؛ هرمون الطاقة في الشدائد وهرمون السعادة أيضاً. إن وجدت ذلك الشخص، فلتتخذه رفيقاً للدرب تعينه وتستعين به في رحلة الحياة.
وسأشجعّك بدوري بشعار الجماهير المغربية: "سِيرْ، سِيرْ، سِيرْ" أي "تقدّم، تقدّم، تقدّم". هل تعرف أنه لو لم توجد تلك الهتافات التي هزّت مدرجات الملاعب القطرية، وذلك التشجيع المنتظم، والإيمان الراسخ غير المتذبذب في قدرات لاعبي المنتخب الوطني المغربي ومدرّبهم، لما استطاع هؤلاء ضحد المستحيل وصنع إنجازات كروية عربية وإفريقية لم نكن لنحلم بها من قبل؟ بفضل الإيمان والتشجيع استرجعنا قدرتنا على الحلم من جديد، ولمَ لا إذاً؟! "سِيرْ" وسِر وآمِن!

أخبرني، كيف عشت التشجيع في مونديال قطر 2022؟ هل أيقظ فيك حلماً قديماً أو ألهمك، فاستعدت رغبتك بتحقيق المستحيل؟ سأسعد بسماع قصتك مهما كانت بسيطة، وسأنتظر رسالتك على البريد الإلكتروني لنشرتنا: [email protected]

 

أرهقتك أحداث العالم المتلاحقة؟

 

نعلم جيداً ما يمكن أن يفعله الضغط المتواصل بصحتك النفسية، لذا نقدم لك من خلال نشرة "تأملات نفسية" اليومية مقالات متنوعة تجعلك أكثر فهماً لنفسيتك بشكل يزيد وعيك بما يحدث لها من تأثيرات، وتساعدك على التحكم في حياتك

 

 

Facebook
Twitter
Linkedin
Instagram
Website