لمَ يكره البعض المفاجآت السارّة؟ مختصة نفسية تجيب

المفاجآت السارّة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يكره البعض المفاجآت السارّة والهدايا غير المتوقعة إلى درجة أنها لا تسعده؛ بل وحتى تثير استياءه. وتقول نجوى ذات الـ 28 عاماً: “لا أحتمل أن يحضّر الناس مفاجأة من أجلي دون إذني، وأرى أنه من المنطقي أن يحصلوا على موافقتي أولاً مهما كانت نواياهم طيبة”. مهما كانت المفاجأة فإنها بالنسبة إلى نجوى نوع من الإساءة والتعدي على خصوصيتها، وكان استطلاع أجراه موقع بسيكولوجي (Psychologies) في سبتمبر/أيلول 2014 قد أظهر أن 9% من المشاركين لا يحبون المفاجآت مطلقاً، فلمَ يستصعب البعض تقدير ما رتبه الآخرون بغية إسعاده؟
يكره البعض المفاجآت السارّة والهدايا غير المتوقعة إلى درجة أنها لا تسعده؛ بل وحتى تثير استياءه، ويرجع ذلك إلى أنه يستصعب تقبل ما هو غير متوقع وأخذ الأمور ببساطة؛ لكن المفاجآت سواء كانت سارّة أو لا هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية.

تقول نجوى ذات الـ 28 عاماً: “لا أحتمل أن يحضّر الناس مفاجأة من أجلي دون إذني، وأرى أنه من المنطقي أن يحصلوا على موافقتي أولاً مهما كانت نواياهم طيبة”. مهما كانت المفاجأة فإنها بالنسبة إلى نجوى نوع من الإساءة والتعدي على خصوصيتها، وكان استطلاع أجراه موقع بسيكولوجي (Psychologies) في سبتمبر/أيلول 2014 قد أظهر أن 9% من المشاركين لا يحبون المفاجآت مطلقاً، فلمَ يستصعب البعض تقدير ما رتبه الآخرون بغية إسعاده؟

لمَ أكره المفاجآت؟

1. أريد أن أمسك بزمام الأمور

المفاجأة تعريفاً هي حدث غير متوقع، ولذلك فإن التعامل معها يتطلب من المرء أن يحافظ على هدوئه ويأخذ الأمور ببساطة وقد يكون هذا صعباً على البعض ولاسيما إذا كانت لديه عادات يومية محددة. وتقول مختصة العلاج النفسي ستيفاني هاهوسو (Stéphanie Hahusseau): “كلما كان المرء أكثر تحكماً في بيئته صار وجود متسع للمفاجآت أصعب إذ يجب أن يكون لديه وقت ليتمكن من قبول الأحداث غير المتوقعة. وحتى لو كانت المفاجأة طيبة مثل وصول صديق من السفر، فإنها تؤدي إلى اضطراب نظام حياته بالكامل، ويمكن أن تثير انزعاجه جداً إذا كان اعتاد الالتزام بجدول زمني محدد”.

2. أخاف أن أخيب آمال الآخرين

قد يصعب على الشخص الذي رُتبت المفاجأة لأجله التعبير عن حماسته حتى لو كان يشعر بذلك بصدق. تقول ستيفاني هاهوسو: “يفرض هذا الموقف على الشخص أن يُظهر الفرح ما يمنعه من التعبير عن مشاعره الآنية الحقيقية، ويطغى شعور القلق على الشعور بالمفاجأة حينما يفكر في رد الفعل الذي ينتظره الآخرون منه”. ومن ثم فإنه يخاف أن يحبطهم، ويتعاظم هذا الخوف على وجه الخصوص لدى أولئك الذين يتسمون بالخجل أو لا يحبون أن يكونوا محور الاهتمام. علاوةً على ذلك، فإن المفاجأة تُشعر الشخص المعنيّ بها بأنه مدين لمن رتبها له. وتوضح المعالجة النفسية: “يتساءل المرء في هذا الموقف عما يمكنه فعله في المقابل ليقدم للآخر ما يضاهي المفاجأة التي رتبها لأجله، ويخشى أنه لن يتمكن من ذلك مهما حاول”.

3. المفاجآت التي يرتبها الآخرون لا تعجبني

تقول تقول ستيفاني هاهوسو: “يتنبأ الشخص الذي يكره المفاجآت بأن أياً كان ما يعده له الآخرون لن يعجبه ويتبنى هذه الفكرة وتترسخ لديه إلى أن يتبين أنها صحيحة”. وتتابع: “إنه يرى أن الأحداث التي لا سيطرة له عليها ستفشل لا محالة، وهذا ما يحدث بالفعل، ففي كل مرة تخيب المفاجأة آماله، لأن الأمر لا يرتبط بطبيعة المفاجأة في حد ذاتها بل بطريقة استقباله لها. وفي معظم الأحيان، يؤدي نقص الثقة بالآخرين أو التشاؤم إلى تبني طريقة التفكير هذه”.

ما الذي يمكنك فعله إذا كنت تكره المفاجآت؟

1. مارِس التأمل

يُعد التأمل ممارسة مثالية للأشخاص الذين تتملكهم رغبة دائمة في الإمساك بزمام الأمور، وهو يتمحور حول تعلم الاسترخاء ولا سيما فيما يخص التنفس، وثمة الكثير من أساليب التأمل لكن التركيز على تحسين التنفس يُعد نقطة انطلاق جيدة.

2. شارِك مشاعرك

لا تخجل من التعبير عن الإحراج الذي سببه لك اهتمام الآخر بك ووضح له أن لفتته لامستك بالفعل لكنك لا تستطيع إظهار ذلك القدر من الحماس الصادق الذي يتوقعه منك، وطالما أن هدفه إسعادك فإنه لن يضغط عليك.

3. غيّر طريقة تفكيرك

بدلاً من تأكيد أنك لا تحب المفاجآت باستمرار، فكّر في المرات التي كنت مسروراً فيها فعلاً حينما فاجأك أحباؤك. تتسم عواطف الإنسان بأنها شديدة التقلب ولذلك فإن الرؤية المباشرة للموقف لا تكون صحيحة دائماً.

تقول سارة ذات الـ 34 عاماً: “في عيد ميلادي العشرين رتبت لي صديقاتي حفلة مفاجِئة وكنت في مزاج سيئ جداً ذلك اليوم ولم أشعر برغبة في الاحتفال، وقد استأنَ مني لفترة طويلة لأنني لم أُظهر حماساً أو تقديراً لما صنعوه من أجلي. في كل عيد ميلاد تلى ذلك كنت أخشى أن أفتح باب منزلي، وقد فهم زوجي خوفي هذا لذلك ابتكر طريقة سمحت لي بالاستمتاع بالمفاجأة التي رتبها لي مع أحبائي؛ إذ أخذني إلى المطعم الذي التقينا فيه أول مرة وكان يعلم أن هذا سيجعلني في مزاج جيد وأن الأمسية التي أُعدّت لي بعد العودة إلى المنزل كانت ستسعدني وهذا ما حدث بالفعل، فقد تأثرتُ كثيراً برؤية أقاربي جميعهم وحتى صديقات الطفولة اللواتي لم أرهنَّ منذ ذلك الحين، وأدركتُ أنه يمكن للمفاجآت أن تبهجني جداً”.

المحتوى محمي !!