تعرّف إلى أنواع اضطرابات الأكل الخمسة

نوبات النهم
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يوماً بعد يوم تلمس اضطرابات الأكل بكل أنواعها عدداً أكبر من الأشخاص. وللاقتراب من عمق هذه الاضطرابات يقف خبير التغذية جيريمي غروسكي (Jérémy Gorskie) على صفاتها والفروقات بينها.
اكتشفوا الشرح الذي يقدمه خبير التغذية جيريمي غروسكي لمختلف أنواع اضطرابات الأكل:

تظهر أعراض اضطرابات الأكل عند مليون شخص في فرنسا؛ نصف هذه النسبة لم يخضع بعد لتشخيص طبي.

الشره المرَضيّ “البوليميا”

ما يميز البوليميا هي نوبات النهم التي تدفع المريض إلى استهلاك كميات كبيرة من الطعام، ويُعَرِّفه خبير التغذية قائلاً: “هو التهام كميات كبيرة في وقت قصير واللجوء إلى التعويض على الفور عن طريق التطهير والإفراغ بمعنى إرغام النفس على التقيؤ أو تناول المُليِّنات أو ممارسة نشاطٍ رياضي قاسٍ”. كذلك تُميَّزُ البوليميا جسدياً من التقلصات المعِديّة المؤلمة. يؤكد جيريمي على ضرورة التمييز بينها وبين ما قد نشعر به جميعاً في بعض المناسبات: “ما تخلّفه البوليميا من شعور قد يكون شبيهاً بما نختبره بعد وجبة دسمةٍ في حفل زفاف مثلاً؛ لكن ليس بهذا الشعور وحده نستدلّ على الإصابة بالشره العصبي أو النهم”.

فالبوليميا عبارة عن سلوكيات متكررة وقَهْرية يعقبها بالضرورة سلوك تعويضي.

النهم

يتقاطع هذا الاضطراب مع البوليميا في بعض الأعراض؛ إذ تُستهلك في النهم بدوره كميات كبيرة في مدة زمنية قصيرة جداً. الفرق الوحيد بينهما ألّا سلوكاً تعويضياً يلحق النهم؛ لا أنشطة رياضية ولا تقيّؤاً.

يوضح جيريمي غروسكي: “يحصل أن يخلط البعض بين النهم وزيادة الوزن أو السمنة؛ إذ يتسبّب النهم في النهاية باكتساب الوزن، وتوضح الإحصائيات أن 25-50% من الأشخاص المصابين بالسمنة يعانون في الوقت نفسه من النهم”.

ينبغي الانتباه إلى أن نوبات النهم مختلفة عن الأكل العاطفي، فإذا فرّغنا مشاعرنا بعد يوم عصيب في لوح شوكولاتة نلتهمه عن آخره، فنحنُ بهذا لسنا مصابين بالنهم المَرَضي.

فقدان الشهية العُصابيّ “أناروكسيا”

يشرح خبير التغذية: “فقدان الشهية العُصابيّ هو الاضطراب الأكثر تهديداً لحياة صاحبه والأقل شيوعاً، فنحن بصدد سلوك مرَضيّ غرَضُه الوحيد هو فقدان الوزن”. وهو محكوم بثلاثة معايير؛ تناول كميات قليلة من الطعام بغرض بلوغ وزنٍ هزيل جداً، أو رغبة مُسيطرة في فقدان الوزن إلى ما لا نهاية، أو هوس بالجسد تصاحبه حالة إنكار”.

لا يُبصِر الشخص المصاب بفقدان الشهية العُصابيّ حقيقةَ ما صار عليه جسده في الواقع؛ إذ من المحتمل أن يترافق هذا الاضطراب مع اضطراب التشوه الجسمي (ديسمورفوفوبيا)، فمهما أكد المحيطون بالشخص له أن وزنه مثالي جداً سيظل يرى نفسه سميناً، حتى وإن كان يزِن 40 كيلوغراماً.

ولا يكفي أن يشير مؤشر كتلة الجسم (IMC) إلى قيمة أقل من 17.5 كي يُصنف الشخص مصاباً بالأناروكسيا.  وفقاً لجيريمي غروسكي: “ثمة مشكلة كبيرة في التشخيص الطبي؛ إذ كثيراً ما أسمع أطباء يرددون أن مريضاً ما غير مصاب بالأناروكسيا فقط لأن وزنه زائد!”.  لكن بإمكان المرء أن يعاني من فقدان الشهية العُصابي مع زيادة في الوزن بل والسمنة، فكل هذه الأعراض لا بد أنها بدأت والشخص في وزنٍ آخر غير ذاك الذي انتهى إليه؛ إذ ما من شخص يولد بوزنٍ هزيل لهذا الحد”.

إدمان الرياضة

ويعني إدمان الرياضة هنا  شيئاً آخر غير إيجاد المتعة في الركض كل يوم أو يومين، فالأمر يتعلق بإدمان نفسي حقيقي يرافقه إحساس بالاحتياج والنقص عند التوقف عنه؛ حيث تكتسح ممارسة الرياضة جدول اليوم على حساب العمل والحياة الاجتماعية.

ينبّه خبير التغذية: “في مُعظم الأحيان يسقط الأشخاص الذين يتعافَوْن من فقدان الشهية العصابي في شراك إدمان الرياضة، ذلك أن الطعام أحد أعمدة خطة العلاج، ولذلك يلجؤون إلى ممارسة الرياضة كسلوكٍ تعويضي.  ولهذا أنصح بأن تستمر المتابعة مع الأشخاص الذين كانوا يعانون من فقدان الشهية العُصابيّ لمدة سنتين بعد تحسّنهم،  فالمتابعة هنا بهدف تعزيز تعافيهم للحيلولة دون وقوعهم في مشكلات أخرى”.

هوس الغذاء الصحي “الأورثوركسيا”

هو هوس يتمثل في رغبة الأشخاص بأكل طعامٍ صحي، فتجد أمامهم أطباقاً صديقة للبيئة مليئة بأكبر قدر من الخضروات، ولا يستهلكون إلا ما طُبخ في البيت. بالنسبة لجيريمي غروسكي فهذا النوع من الاضطراب هو: “الشر القادم من وسائل التواصل الاجتماعي  التي لو انقدنا خلفها فسينتهي بنا الأمر إلى أكل الهواء، فالكربوهيدرات ممنوعة فيما لا فائدة تُرجى من الخضروات ما لم تكن عضوية (bio) أما اللحم فأبُ الشرور كلها!”

يدفع هذا الهوس المصابين به إلى الإقلاع عن الأكل مع الأصدقاء في المطاعم لضمان إدخال ما هو عضوي فقط إلى الجسم والتحكم المطلق في الطعام المُستهلَك من طرفهم.

المحتوى محمي !!