ممارسة هذه الرياضات ستساعدك في التغلب على المشاعر السلبية

ممارسة الرياضة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تشعر ببعض الكآبة؟ العب الكرة الطائرة، أو مارس تمارين رقصة الزومبا. هل تعتريك فورة عارمة من الغضب؟ إذاً عليك بممارسة رياضة الآيكيدو، أو رياضة الرماية بالقوس والنشّاب. هناك نشاط بدني ملائم لكل حالة ذهنية تمر بها، وتتيح لك ممارسة الرياضة السيطرة على انفعالاتك بلطف.

عندما يتملكك الغضب، تشعر برغبة في ضرب شيء ما بقبضة يدك، ويثير الحزن دموعك، وترهق نفسك بالتفكير عندما تجتاحك مشاعر المرارة.

ويغير أدنى تململ تشعر به، نبضات قلبك، ووتيرة تنفسك، وحرارة جسدك، وإفرازاتك الهرمونية، وضغط الدم لديك، ونشاط العضلات والدماغ، وهي تأثيرات مماثلة لتلك التي تحدثها ممارسة الرياضة في جسدنا؛ إذ يمكن للتمارين البدنية أن تعيد لنا توازننا عندما تتملكنا المشاعر السلبية.

يوضح المدرب الرياضي إليوس كوتسو: “نعاني جميعاً من المشاعر السلبية العابرة؛ ولكن عندما تصبح هذه المشاعر دائمة، فإنها تتوقف عن أداء دورها كمنبه، وتتحول إلى حالة مزاجية، ثم إلى طبع لدى الشخص”.

وهكذا يصبح سلوك اتخاذ القرارات أو التحدث مع الآخرين، محكوماً بمشاعر الحزن أوالغضب، أو الخوف، أو المرارة؛ وهي حالات ذهنية يجب توجيهها ضمن مسارات مناسبة.

تؤثر الرياضة بصورة رئيسية في الناحية الفيزيولوجية لدينا؛ إذ يستهلك النشاط البدني هرمون التوتر – الكورتيزول، ويمنعه من “التهامنا”. كما تزيد ممارسة الرياضة من إنتاج الإندورفين؛ وهو الهرمون الذي يمنحنا الشعور بالرضا الذي نحتاجه كيلا تسيطر ردود أفعالنا السلبية على حياتنا، ويساعدنا على التمتع بحالة ذهنية أفضل. يوضح مدرب ومعلم فنون الدفاع عن النفس كريم نغوسو: “يتيح تمرير طاقة العاطفة عبر الجسد، التعبير عنها دون أن نحاول السيطرة عليها؛ ما يساعدنا على النظر إليها من زاوية أخرى وإعطائها معنىً”. من خلال تطوير إيماءات معينة خلال ممارسة النشاط البدني، فإننا نفتح مساراً آخر للتعبير عن أنفسنا”؛ وهو ما يساعدنا على تغيير حياتنا العاطفية. حدد المشاعر السائدة التي تسيطر على مزاجك، واستغل فصل الصيف لتجربة النشاط البدني الأنسب لك؛ ذاك الذي يدفعك إلى أقصى حدودك لتطور من نفسك أكثر. ركز انتباهك على المتع التي يمنحك إياها هذا النشاط؛ مثل الدعابات الجيدة التي تشاركها مع الآخرين، والشعور بخفة جسدك، واحترام الذات، والإبداع، والمؤانسة، “والكثير” من أشعة الشمس!

التغلب على الشعور بالحزن

حفّز حماسك!

ما لا يُنصح به: ممارسة رقص السالسا برفقة الغرباء.

من الضروري أن تُخرج نفسك من حالة الحزن التي تعتريك، لتتذوق طعم الفرح مجدداً.

لكن من الأفضل عندما تود تعلّم رقصة السالسا، أن تختار رفيقاً أو مدرباً من دائرة أحبائك، بحيث لا تشعر أنك تخرج عن خطواته كثيراً في أثناء الرقص، وتصاب بالملل بسرعة نتيجة لذلك.

وهذا ما تحتاجه؛ التواصل والحركة، فالحزن يولد الجمود والانطواء على النفس. لذا ابدأ بالحركة واستمتع بتلك الابتسامات التواصلية مع شريكك في الرقص، فهو نشاط يسمح لك بتقبل حالة النقص التي تعتريك، كما أن هذا النشاط الذي يقوم على توزيع المسؤوليات بين الراقصَين، مفيد جداً لأولئك الذين يميلون إلى الشعور بالاكتئاب والتقليل من شأن أنفسهم.

ما هي الرياضات التي يمكن ممارستها للسيطرة على مشاعر الحزن؟

يمكنك الاستمتاع بأشعة الشمس والشاطئ، ولعب الكرة الطائرة الشاطئية، كما يمكنك أن تمرح مع أطفالك بممارسة تمرين نط الحبل.

إضافة إلى ذلك؛ تمنح النشاطات البدنية المصحوبة بالاستماع إلى الموسيقى؛ مثل ممارسة تمارين رقصة الزومبا، أو التمارين السويدية، الكثير من النشاط والمرح معاً. أما لعشاق الجري، فتعد هذه الرياضة أفضل من مضادات الاكتئاب على المدى الطويل، ويعد فصل الصيف فرصة مواتية لممارسة رياضة الجري برفقة أصدقائك الذين يجرون على وتيرتك.

التغلب على الغضب

تنمية التعاطف

ما لا يُنصح به: السيطرة على الغضب بممارسة العدو السريع أو الملاكمة أو رياضة الكرة الصّائِتة (الاسكواش). تتمثل استراتيجية استخدام كيس اللكم في التخلص من القوة (استراتيجية الشفاء)، أو إبعاد تفكيرك عن المشتتات (العمل على حل المشكلة). وعلى الرغم من أنها قد تكون فعّالة في ذلك، فإن الإيماءات العدوانية لا تؤدي إلى تهدئة المزاج الغاضب أو تعديله بعمق.

يقول إليوس كوتسو: “أنت بحاجة إلى نشاط يخلصك من طاقة الغضب ويعبر عنه؛ لكن دون عنف، ومن خلال ضبط النفس بحيث يتماشى هذا النشاط مع الغضب بدلاً عن أن يكون ضده”. ويفضَّل اختيار تمرين لشخصين أو ضمن مجموعة، لأن سلوكيات التنافس المحترم، والإحسان واللعب النظيف -من الناحية الرياضية- هي علاج حقيقي للغضب. ومن المهم أيضاً التمرن على التنفس بطريقة صحيحة؛ إذ يتسارع عند الغضب، ويُحدث ضغطاً على القفص الصدري.

ما هي الرياضات المناسبة للسيطرة على الغضب؟

يمكن ممارسة رياضة الآيكيدو، أحد الفنون القتالية ذات الفلسفة التعاطفية، فهدف القتال فيها هو تدمير الهجوم وليس المهاجم. وعلى نفس المنوال؛ تمزج رياضة الكينومتشي بين تقاليد الآيكيدو والنهج الغربي لصالات الألعاب الرياضية (فيلدينكريس وغيرها). كما توفق رياضة الرماية اليابانية – الكيودو، بين التمكن الفردي للحركة واحترام الآخرين (عادة ما تؤدي مجموعة من خمسة رماة في انسجام تام). وتهدف الكيودو؛ والتي تعني باللغة اليابانية “طريق القوس”، إلى التنسيق بين الحالة الجسدية والعقلية والعاطفية. كما يمكن ممارسة بعض الرياضات الشرقية الفردية؛ مثل اليوغا أو الكيغونغ أو التاي تشي، ويمكن لك الاستفادة من هذه الأساليب بعد العمل على الحد من غضبك؛ إذ يمكن لممارستها مع نفسك فقط أن تكون مملة بالنسبة لك، وتجعلك تتخلى عن هذا النشاط.

السيطرة على الخوف

عزز ثقتك بنفسك

ما لا يُنصح به: ممارسة القفز بالمظلة أو القفز بالحبال، أو الطيران المظلي. إن تحدي خوفك بنشاطات جذرية للغاية كهذه يمكن أن يسبب صدمة لك، ويمكن أن يكون لذلك تأثير عكسي يزيد من حالتك المزاجية سوءاً.

لذلك، فأنت بحاجة إلى تجربة رياضية تواجه من خلالها مخاوفك، مع ضمان سلامتك. يوضح إيليوس كوتسو: “عليك أن تختار نشاطاً يعزز الشجاعة والتفوق على الذات”. كما أن المشاركة كعضو إيجابي في فريق يعزز الشعور بالمسؤولية، ويجعل الآخرين يدركون أنه في حين أنه من الصعب التحكم في كل شيء، فإن كل شخص لديه في داخله الموارد التي تتيح له إيجاد حل.

ما هي الرياضات التي يمكن ممارستها للسيطرة على الخوف؟

يمكن ممارسة رياضة التسلق، أو تسلق المسارات الانزلاقية بالحبال (فيا فيراتا)، فعند ممارسة التسلق العمودي على الصخور نعرض أنفسنا إلى الخوف من المرتفعات الناجم عن خطر السقوط؛ لكننا سنكون مطمئنين خلال ذلك بسبب الحبل المربوط بنا، والشخص الذي يمسك به، وتمثل هذه الرياضة مدرسة حقيقة لتعلم الثقة بالنفس وبالآخرين. كما يمكن ممارسة الرياضات التي تعتمد على السرعة والتوازن؛ كالإبحار أو التجديف، أو ركوب الخيل ما لم يكن لديك رهاب مفرط من الماء أو الخيول. يقول كريم نغوسو: “تسمح لك الرياضات التي تنطوي على تلامس جسدي؛ مثل الجيو جيتسو البرازيلية، بإدراك الخوف، فعندما تجد نفسك مستلقياً على الأرض تحت جسد شخص آخر يسبب لك ذلك شعوراً بالعجز، ويدفعك إلى النقر لتستعيد الشعور بالأمان”.

التغلب على مشاعر المرارة

تعلم أن تنبهر مجدداً

ما لا يُنصح به: اللجوء إلى المقربين الذين يتعاطفون كثيراً أو يشعرون بالاستياء من أجلنا؛ إذ يغذي سلوك كهذا مزاجنا السلبي.

إن ما تحتاجه حقاً عند الشعور بالمرارة، هو بيئة اجتماعية مبهجة، ومصدر نشاط يمنحك المتعة ويشعرك بالانبهار، ويجعلك تشعر بالامتنان لكل ما تقدمه الحياة. “يتخلل الشعور بالمرارة، إحباط مرتبط بالشعور بالظلم، وحالة من عدم الرضا الناتج عن حقيقة أننا نشعر بالعجز عن العثور على ما فقدناه. ويختلط الشعور بالمرارة بعدة مشاعر؛ مثل الإحباط، والندم، والحزن، والغضب، والخزي. ولتتذوق المشاعر الجميلة، ومشاعر الانبهار مجدداً؛ عليك أن تقبل هذا الضعف الذي يعتريك، وأن تسمح لنفسك بالتأثر بالجمال الموجود من حولك.

ما هي الرياضات المناسبة للسيطرة على مشاعر المرارة؟

يقول كريم نغوسو: “يمكن ممارسة الرياضة التي تمثل جزءاً من مشروع إنساني؛ مثل الجري من أجل قضية طبية أو إنسانية” إذ يعطي نشاط كهذا معنى لجهود الفرد، ويجعل من الممكن اكتشاف القدرات غير المتوقعة للإيثار لديه، ولدى الآخرين. ويتابع: “أو أن يمارس رياضة المشي الاسكندنافي (النورديك) ضمن مجموعة تحمل طاقة إيجابية؛ إذ تنعكس هذه الطاقة على الذات”. ويساعد التقاط الصور خلال التنزه في تغيير الزاوية التي اعتدنا النظر إلى محيطنا من خلالها. أخيراً؛ هناك تجربة تأملية رائعة أخرى، وهي ممارسة الغوص؛ والذي يُمارس بطريقة جماعية لأسباب تتعلق بالسلامة، لذا فهي تجربة تعزز فكرة التعاون، وتدفعك إلى تغيير ردود أفعالك النمطية. إنها تجربة غامرة في عالم ساحر، يتوق أي سباح للمشاركة فيها.

المحتوى محمي !!