3 ممارسات تعزز وعيك بذاتك ومحيطك

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إن رؤية ما حولك وفهمه والشعور به بصورة أفضل يتطلب منك تغيير استجابتك المعتادة للأمور واتباع عادات تساعدك على التمتع بصفاء روحي وذهني والتعرف إلى مواطن قوتك وضعفك، وهي الخطوة الأهم كي تعزز وعيك بذاتك وتعيش حياة أكثر حيويةً وتوازناً.

مارس تأمل اليقظة الذهنية

“عِشْ في قلب اللحظة الحالية حيث لا مكان للسأم أو الخوف أو الغضب”. يُعد تأمل اليقظة الذهنية من أعظم تقنيات الزن البوذي، وهو يتمحور حول الإصغاء لما يدور في داخلك وحولك في آن معاً كإيقاع نبضات قلبك وضوضاء المدينة؛ ما يُدخلك في حالة من الهدوء الذهني والعاطفي تشعر من خلالها بالسلام الداخلي وتتمكن من إدراك وجودك إدراكاً كاملاً. ومن ثم فإن تأمل اليقظة الذهنية هو حالة يتمكن فيها المرء من النظر إلى ذاته والآخرين والعالم من حوله دون أن تشوش عواطفه أو تخيلاته نظرته هذه. كان الأستاذ الطبي الأميركي جون كابات زين (Jon Kabat-Zinn) من أوائل الذين استخدموا ممارسة تأمل اليقظة الذهنية في إدارة التوتر وعلاج الألم المزمن في سبعينيات القرن الماضي.

كتاب يُنصح بقراءته: “معالجة التوتر من خلال تأمل اليقظة الذهنية” (Mindfulness, approviser le stress par la pleine conscience) لـ إديل مايكس (Edel Maex).

تنفس بطريقة صحيحة

في غمرة الاستعجال الذي نعيشه يومياً وتزاحم الأفكار المستمر فإننا ننسى غالباً أهمية التنفس بطريقة صحيحة. تقول كاثرين تيرنو (Catherine Ternaux) في كتابها “تَنَفَّس الحياة” (Respirer la vie)، إن الطبيب النفسي الألماني كارلفريد جراف دوركهايم (Karlfried Graf Dürckheim) طلب من إحدى مريضاته أن تستلقي ليراقب تنفسها: “فمن خلال طريقة تنفسها يمكنه أن يدرك إذا كانت متآلفةً مع كيانها الداخلي أو لا”، وجدير بالذكر هنا أن الفيلسوف اليوناني القديم هرقليطس كان يرى أن الروح تتجدد وتولد من جديد من خلال الطاقة التي تحصل عليها من التنفس. ويتيح أحد فروع اليوغا المسمَّى “براناياما” (Pranayama) -وتعني “برانا” (Prana) باللغة السنسكريتية القديمة “طاقة الكون”-  إتقان تنظيم التنفس، الأمر الذي يساعد على الحفاظ على الصحة الجسدية والروحية. ومن جهة أخرى هنالك تقنية تنفس تدعى “كومباكا” (Kumbaka) وهي تتمحور حول التنفس ببطء قدر الإمكان ما يساعد على تحرير الجسد والعقل، وتُعد وسيلةً للتخلص من السموم تجب ممارستها بعد نتناول الأطعمة عالية الدسم أو عندما تجتاحنا مشاعر شديدة للغاية. يرى معلم الزن ثيش نهات هانه أن ممارسة التنفس اليقِظ من أسهل الطرق وأكثرها فعاليةً في تهدئة الذهن المضطرب وتغيير نظرة الإنسان إلى حياته ومحيطه، وهو يقدم لنا نصيحةً بسيطةً وواضحةً يمكن تلخيصها بعبارة واحدة وهي: “يمكننا أن نصبح أكثر وعياً بتنفسنا بمجرد التركيز على إيقاعه”.

كتاب يُنصح بقراءته: “تَنَفَّس الحياة” (Respirer la vie) لـ كاثرين تيرنو.

مارس التأمل الذاتي

يُعد “يي كينغ” (Yi-king) واحداً من أقدم النصوص الروحية والفلسفية في الصين ويتحدث الجزء الـ 61 منه، الذي يمثل الحكمة الطاوية، عن “التشونغ فو” (Tchoung fou) التي تعني “صفاء السريرة”. ويقول الكاتب الأميركي ستيفن كارشر (Stephen Karcher) في كتابه “يي كينغ” (Yi-king): “الإنسان صافي السريرة هو ذلك الأصيل الصادق الذي يمكن الوثوق به والذي يفرِغ قلبه من مشاعر الضغينة ويحرر نفسه من تحيزاته، وبفضل هذا التأمل الذاتي الذي يطهر النفس يمكن للإنسان الحكيم أن يطلق طاقات تعود بالنفع عليه وعلى من حوله”. . .

كتاب يُنصح بقراءته: “يي كينغ” (Yi-king) لـ ستيفن كارشر.

المحتوى محمي !!