هل من الآمن أن يشاهد أطفالك برامج المقالب الرمضانية؟

2 دقيقة
برامج المقالب الرمضانية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يمكن أن تكون لبرامج المقالب الرمضانية العدائية آثار سلبية في الصحة النفسية للأطفال، فهي تعرّضهم لمشاهدَ عنيفة وتعلّمهم التساهل في قبولها كسلوكيات طبيعية. لذلك؛ يجب على الآباء وأولياء الأمور مراقبة استهلاك أطفالهم لهذا النوع من المحتوى وحمايتهم من أضراره المحتملة.

قبل سنتين، تحدّث نائب رئيس العلاقات العامة للصحة النفسية في مستشفى العباسية بمصر، فادي صفوت (Fady Safwat) عن برامج المقالب الرمضانية قائلاً: “لاحظنا أن العروض تشجّع على التنمّر وعدم الاحترام وإهانة الآخرين بطريقة مضحكة وغير مقبولة على الإطلاق؛ إنها ليست ممتعة”.

تشكّل برامج المقالب الرمضانية متنفّساً للترفيه والمرح لملايين الأفراد؛ لكنّها أضحت تميل إلى تعزيز سلوكيات العنف والإيذاء والتنمّر لدى المشاهدين، وبخاصة الأطفال منهم. فما مخاطر هذا النوع من المحتوى؟ وكيف يمكن أن يؤثّر في نفسية الصغار؟

مخاطر مشاهدة برامج المقالب الرمضانية

على الرغم من أن برامج المقالب الرمضانية مصمّمة للترفيه عن الناس خلال الشهر الكريم؛ لكنها قد تفشل في تحقيق هذا الهدف، أو تصبح مصدر تهديدٍ للصحة النفسية للكبار والصغار ممن يشاهدونها؛ إذ يمكن أن تحفّز ذكرى صدمة سابقة، وتتسبّب في إثارة الحذر المفرط لدى المشاهدين.

ويُعتبر بعض المقالب شكلاً من أشكال الإساءة النفسية والعاطفية، لا سيما عندما تكتسي طابع السادية أو الإساءة أو الإذلال؛ إذ يمكن أن يؤدّي التعرّض لمثل هذا المحتوى إلى العدوانية المتزايدة أو جعل السلوكيات المسيئة تبدو طبيعية ومقبولة.

فعندما يشاهد المتفرّجون مشاهد المقالب العدائية على نحوٍ متكرّر، قد يطورون قدراً أكبر من التساهل مع السلوكيات العدوانية والعنف؛ ما يصعّب عليهم إدراك الضرر المحتمل لهذه المقالب أو التعاطف مع ضحايا المقالب حتّى وإن رَأَوْهم يتعرّضون للإساءة.

اقرأ أيضاً: 3 قواعد للاهتمام بالصحة النفسية للأطفال

كيف تؤثّر برامج المقالب في نفسية الأطفال؟

المقلب الخطِر هو أيّ سلوكٍ مفاجئ مخطّط له، يخيف الضحيّة أو يهينها أو يسبّب لها الضيق. لذلك من الضروري تقييم محتوى هذه النوعية من البرامج لتحديد ما إذا كانت مناسبة للأطفال؛ حيث تختلف برامج المقالب من حيث المحتوى والفكاهة والملاءَمة، فقد يكون البعض لطيفاً وآمناً للأطفال، بينما قد يحتوي البعض الآخر على مواد غير مناسبة لهم؛ مثل الدعابات البذيئة أو الألفاظ النابية أو سلوكيات التنمّر والسخرية والاعتداء الخطِر كالأذى الجسدي.

لكن المحتوى المخصّص للمقالب لا يرتبط بالبرامج الرمضانية فقط، فهو منتشرٌ بكثافة في منصات التواصل الاجتماعي، وبخاصة تطبيق تيك توك، ويشارك فيه الآباء إلى جانب أطفالهم الصغار. تلك ظاهرة تثير قلق العديد من علماء النفس مثل المختصة في علم النفس الإكلينيكي والمحاضِرة في جامعة نانيانغ التكنولوجية، لين هونغ هوي (Lin Hong-hui)؛ حيث تشير إلى الأثر النفسي للمشاركة في المقالب أو مشاهدتها في نفسية الأطفال والمتمثّل في زعزعة عنصر مهمّ من نموهم ألا وهو الأمان النفسي. وعلى الرغم من أن تأثّر الصغار عاطفياً قد لا يظهر في حينها، فثمة سلوكيات مستقبلية قد تكون مرتبطة به؛ مثل الخوف من التحدّث أمام الجمهور نتيجة الخوف من السخرية.

برامج المقالب يمكن أن تكون جيّدة بهذه المعايير

يعزّز كلّ من الفكاهة والضحك الصحة النفسية للأفراد عن طريق تخفيض إفراز هرمونات التوتّر وإفراز المواد الكيميائية المعزّزة للحالة المزاجية في الدماغ؛ إذ يمكن لبرامج المقالب أن تكون بالفعل منفذاً من القلق. ووفقاً لأستاذة علم النفس بجامعة كولومبيا الأميركية، كاثلين بايك (Kathleen Pike)؛ يتطلّب القيام بمقالب صحية تولّد ذكريات جميلة توازناً بين الحدس العاطفي والمهارة الفنية.

فالمقالب الجيدة تتعلّق بالتواصل الاجتماعي والترابط؛ ما يساعد على بناء العلاقات وتعزيزها من خلال لحظات المفاجأة والضحك المشتركة، فالمقلب الصحي لا يسبّب الأذى أو الضيق للأشخاص.

وتضع المقالب الناجحة بعين الاعتبار السياق، وتركّز على الدافع وراء المزحة والعلاقة بين المشاركين؛ حيث يمكن أن تجلب الفرح والضحك للناس، وتخلق ذكريات دائمة يمكن الاعتزاز بها لسنوات قادمة.

اقرأ أيضاً: تتسبب بالكوابيس: كيف تؤذي أفلام الرعب طفلك؟ 

ختاماً، من الضروري التعرّف إلى الضرر المحتمَل الذي يمكن أن يطال المشاهدين بسبب برامج المقالب، فبعضها قد يرسّخ العدوانية والإساءة للآخرين. أمّا بالنسبة إلى الأطفال، فتبقى المسؤولية على عاتق الآباء في اختيار المحتوى الآمن الخالي من العنف والأذى.

المحتوى محمي !!