ما هي متلازمة تينكر بيل التي تصيب النساء فقط؟

متلازمة "تينكر بيل"
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ما صفات النساء اللواتي يعانين من متلازمة “تينكر بيل”؟ إنهن لامعات وطموحات وفاتنات ولديهن ميل إلى التلاعب بالآخرين. تخفي المرأة التي تعاني من متلازمة تينكر بيل خلف هوسها بمظهرها ورغبتها الكبيرة في النجاح، معاناة نفسية وشعوراً دائماً بعدم الرضا، وتتزايد أعداد النساء اللواتي تعانين من هذه المتلازمة يوماً بعد يوم. فيما يلي تقدم لنا مختصة العلاج النفسي سيلفي تينينباوم تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع.

تستقبل مختصة العلاج النفسي سيلفي تينينباوم المزيد والمزيد من النساء اللامعات اللواتي يطمحن بشدة إلى تحقيق النجاح المهني، ويتسمن بفرط النشاط والرغبة في السيطرة على كل ما حولهن بدءاً بأنفسهن، وتزيد الجاذبية الكبيرة التي يتمتعن بها من قوة صفاتهن هذه، إلى درجة أنها أطلقت عليهن اسم “نساء تينكر بيل” في إشارة إلى الساحرة الصغيرة التي تحمل الاسم ذاته في رواية بيتر بان الشهيرة للسير جيمس باري؛ إذ ترى أن هؤلاء النساء يتشاركن الكثير من الصفات مع هذه الشخصية الخيالية بما في ذلك المعاناة النفسية الشديدة. لقد سمعنا من قبل بمتلازمة بيتر بان أو متلازمة سندريلا أو الحسناء النائمة، أما ما سنتحدث عنه اليوم فهو متلازمة “تينكر بيل”.

امرأة غاضبة

تتسم النساء اللواتي يعانين من هذه المتلازمة بشدة طموحهن وتكبرهن وسعيهن الدائم نحو الكمال، واستعدادهن لتحقيق أهدافهن بأي ثمن كان. وتوضح سيلفي تينينباوم قائلةً: “لدى هؤلاء النساء نزعة عنيفة وانتقامية تجاه الحياة”. وترجع جذور هذه الرغبة الانتقامية لديهن إلى مرحلة الطفولة؛ حيث تعرضن غالباً للتلاعب أو النقد أو إساءة المعاملة أو الإهانة ما جعلهن يكبتن شعوراً بالغضب الشديد ثم استخدمن هذا الشعور كمصدر طاقة لتحقيق النجاح المهني والاجتماعي.

امرأة تخاف من مشاعرها

عانت المرأة المصابة بمتلازمة “تينكر بيل” الكثير من الظروف السيئة في طفولتها مثل غياب الوالدين أو تلقي معاملة سيئة منهما إضافة إلى التمييز بينها وبين أشقائها الذكور في معظم الأحيان، فلم تنعم بالحب الذي تستحقه كفتاة صغيرة أو عانت من ضغط كبير بسبب مطالبتها بأن تكون متفوقة على الدوام؛ ما ولد لديها فكرة مفادها أنها يجب أن تكون إنسانةً ناجحةً لتحظى بحب الآخرين. من جهة أخرى تحاول المرأة المصابة بهذه المتلازمة كبت مشاعرها؛ إذ يمثل التعبير عنها نقطة ضعف وتخشى من أن ذلك سيُفقدها قوتها التي تمثل أهم ما تملك.

الميل إلى التلاعب بالآخرين

أما بالنسبة لحياتها العاطفية، فعلى الرغم من أنها تدخل في الكثير من العلاقات فإنها من النادر أن تشعر بالرضا؛ إذ ترى أن جميع الرجال الذين تتعرف إليهم هم دون المستوى المأمول، وبسبب شخصيتها المتعصبة يؤدي أقل عيب تلاحظه لدى الرجل إلى ابتعادها عنه على الفور، ويرجع ذلك إلى الإحباط الكبير الذي عانت منه في الماضي ما جعلها لا تتقبل أي انزعاج مهما كان بسيطاً.

وفي الواقع تحتقر هذه المرأة الرجال بسبب المعاناة التي سببها لها والدها في مرحلة الطفولة، ولذلك فإن رؤية نظرات الإعجاب في أعينهم هو ما يحقق لها الرضا. ولكن واقع الحال هو أن النساء المصابات بمتلازمة تينكر بيل يعانين من الاعتماد العاطفي، فهن ما زلن فتيات صغيرات من الداخل يرغبن في أن يحظَين بالحب المطلق ويأملن دون وعي منهن بأن يشفي الرجال جروحهن العاطفية هذه؛ ولكنهن يفشلن في مسعاهن هذا دائماً لأنه لا يمكن لأحد تعويضهن عن هذا النقص الذي تعرضن له في الطفولة.

سلوكيات مؤذية للنفس

يساعد النشاط المهني والاجتماعي المفرط هؤلاء النساء على عدم التفكير في معاناتهن، وإذا كن يمثلن نساء ناجحات بالنسبة لمن حولهن، فإن الحقيقية هي أنهن يعانين من ألم وأذى كبيرَين بسبب سلوكياتهن التي وقعن ضحية لها. وتوضح المختصة قائلةً: “بسبب تركيز اهتمامهن على الظهور بمظهر الأفضل والأجمل والأقوى، فإنهن يعانين من ضياع الهوية وكأنهن في حالة غياب عن الوعي، وفي معظم الأحيان يدرك هذا النوع من النساء، بعد فوات الأوان، تأثير العزلة التي حبسن أنفسهن فيها والحزن الشديد الذي يشعرن به لأنهن لم يحظين بالحب الكافي”.

سلوكيات مؤذية للآخرين

من جهة أخرى تسبب المرأة المصابة بمتلازمة تينكر بيل الكثير من الأذى لمن حولها؛ إذ إنها تتسم غالباً بالأنانية المفرطة وقلة التعاطف والرغبة في التحكم في الآخرين والتلاعب بهم وتسخيرهم لخدمتها ولذلك فهي تعامل الجميع بقلة احترام، وتنظر إليهم كأدوات لتحقيق رغباتها فقط. ويرجع ذلك إلى أن الاضطهاد الكبير الذي تعرضت له فيما مضى جعلها تتبنى السلوكيات ذاتها في تعاملها مع من حولها، وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تعي مدى الأذى الذي تسببه لنفسها والآخرين.

ما علاج متلازمة تينكر بيل؟

على الرغم من كل ما ذكرناه سابقاً فإن لدى المرأة المصابة بمتلازمة “تينكر بيل” الفرصة لتحسن حياتها وتنعم بحالة نفسية أفضل إذا مُدت لها يد العون. وتقول المختصة: “ليس الأمر سهلاً لأنه يتطلب زيادة وعيها بسلوكياتها، لا سيما تلك التي أدت إلى أذية من حولها والتي ستكون مصدر خجل كبير بالنسبة إليها”.

إن الخطوة الأهم نحو التخلص من هذه المشكلة هي الانفصال عن الفتاة الصغيرة القابعة في داخلك التي تبحث باستمرار عن دلالات الحب، والنضج والتخلي عن فكرة التمتع بالقدرة المطلقة، والتصالح مع مشاعركِ الحقيقية، والأهم من كل ذلك هو أن تتعلمي كيف تحبين نفسكِ أكثر.

المحتوى محمي !!